قال مسؤول
إسرائيلي، السبت، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شكر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على عرقلة
حملة تقودها
مصر لحظر محتمل للأسلحة النووية بمنطقة الشرق الأوسط في مؤتمر للأمم المتحدة.
وهذه رسالة شكر نادرة من نتنياهو الذي اتهم مرارا الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتقويض أمن إسرائيل، من خلال محاولة التوصل لاتفاق نووي مع إيران.
وأخفق مؤتمر بدأ قبل شهر لمراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي المبرمة عام 1970 يوم الجمعة بسبب خلافات على قضية حظر انتشار
الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.
وألقت واشنطن باللوم على مصر في فشل المؤتمر، بينما أنحت القاهرة باللائمة على الوفود الأمريكية والبريطانية والكندية.
وقال المسؤول الإسرائيلي الكبير -الذي طلب عدم نشر اسمه- إن نتنياهو تحدث مع كيري "للتعبير عن تقديره للرئيس أوباما ولوزير الخارجية".
وأضاف المسؤول: "حافظت الولايات المتحدة على التزامها تجاه إسرائيل بمنع قرار متعلق بالشرق الأوسط، يختص بإسرائيل، ويتجاهل مصالحها الأمنية والتهديدات التي يفرضها عليها الشرق الأوسط المضطرب على نحو متزايد".
وأوضح المسؤول أن إسرائيل شكرت أيضا بريطانيا وكندا على الانضمام للولايات المتحدة في عرقلة التوافق في المؤتمر.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون عن خيبة أمله؛ لأن أطراف معاهدة حظر الانتشار النووي "لم يتمكنوا من تضييق هوة الخلافات بشأن مستقبل نزع السلاح النووي أو الوصول إلى رؤية جماعية جديدة حول كيفية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية وكل أسلحة الدمار الشامل الأخرى."
وكانت مصر اقترحت في الشهر الماضي -بدعم من دول عربية أخرى ودول من حركة عدم الانحياز- أن يدعو الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون خلال 180 يوما إلى عقد مؤتمر إقليمي بشأن حظر أسلحة الدمار الشامل، مثلما جاء خلال الاجتماع الذي عقد في عام 2010 لمراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي.
وأشار الاقتراح المصري حينها إلى أن هذا المؤتمر قد يعقد بمشاركة إسرائيل أو دون مشاركتها، ودون الاتفاق على أجندة، ودون مناقشة القضايا الأمنية الإقليمية، وهما شرطان وضعتهما إسرائيل للمشاركة.
ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي الاعتقاد السائد على نطاق واسع بأنها تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط. ووافقت إسرائيل التي لم تنضم إلى معاهدة حظر الانتشار النووي على المشاركة في مؤتمر المراجعة بصفة مراقب، لتنهي بذلك غيابا دام 20 عاما.
وأبدت إسرائيل غضبها من الدعوة التي أثيرت خلال اجتماع مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي عام 2010 لعقد مؤتمر في عام 2012 بشأن حظر أسلحة الدمار الشامل في المنطقة.
لكن دبلوماسيين قالوا إن إسرائيل وافقت في نهاية المطاف على حضور الاجتماعات التحضيرية. لكن المؤتمر الذي كان مقررا عام 2012 لم يعقد، وهو ما أغضب مصر والدول العربية الأخرى.
ويقول دبلوماسيون غربيون إن مقترحات مصر كانت تهدف إلى الضغط على إسرائيل. وتقول واشنطن وإسرائيل إن البرنامج النووي الإيراني هو الخطر الحقيقي في المنطقة.
لكن إيران تقول إن برنامجها سلمي، وتتفاوض حاليا مع القوى العالمية للحد من برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها.
وتقول إسرائيل إنها لن تفكر في الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي إلا بعد التوصل لسلام مع جيرانها العرب وإيران.