تحقيق بتونس في فيديو مفبرك "يسيء" للمرزوقي (شاهد)

أعلنت النيابة العمومية في تونس، أمس الجمعة، عن فتح تحقيق للكشف عن ظروف وملابسات فبركة فيديو يُشوّه الرئيس السابق المنصف المرزوقي، ويندرج تحت أحكام الفصل 31 من القانون الجزائي في البلاد.

وأعلن الناطق الرسمي باسم النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية في منّوبة بإقليم العاصمة، وليد مفتاح، في تصريح صحفي، أنّه سيتمّ التحقيق في القضية للكشف عن كلّ من يثبت تورّطه في فبركة فيديو للمرزوقي؛ بثته قناة الحوار التونسي قبل أسبوع ضمن برنامج "اليوم الثامن".

وقدّم الفيديو المفبرك الرئيس السابق، الذي كان يتحدّث عن الوضع في سوريا ضمن محاضرة له في منتدى الدوحة 2015، على أساس أنها تصريحات حول تونس.

فحوى الفيديو

وأظهرت المقاطع الملفقة المرزوقي وهو يقول: "نحن ثوريون سلميون، نريد المرور إلى دولة المواطنة بالوسائل السلمية، ونحلم بالديمقراطية، ونحن مصرون على ذلك. لكن إذا أفشلتنا الثورة المضادة، وإذا حاولت أن ترجع بناء إلى الوراء؛ فإنه سيأتي جيل جديد سينصب المشانق، وسنتخلص منكم ولو أدى بنا الأمر إلى حرق البلد".

وقال مقدّم "اليوم الثامن" حمزة البلومي، إن الفيديو نشره موقع "الجريدة" الذي يملكه القيادي في حركة نداء تونس، نورالدين بن تيشة، الذي كان حاضرا في البرنامج.

واعتبر "بن تيشة" أن تصريحات المرزوقي تهدد الدولة، مطالبا بـ"ضرورة التعامل معه بحزم". في حين طالب محسن مرزوق، مستشار الرئيس الباجي قايد السبسي، بـ"محاسبة المرزوقي".

لكن الصفحات المناصرة للرئيس السابق المرزوقي؛ نشرت المحاضرة كاملة، والتي يتّضح من خلالها أنه يتحدّث عن الوضع في سوريا، وليس عن تونس.
 
واعترف الصحفي ببرنامج "اليوم الثامن" أمين الضبايبي، على حسابه في "تويتر"، بأن فيديو المرزوقي الذي بثته قناة الحوار التونسي "مُفبرك، وخضع إلى عمليات مونتاج".

وقرّرت الهيئة العليا المستقلّة للاتصال السمعي والبصري، الخميس الماضي، إيقاف بث برنامج "اليوم الثامن" لمدة أسبوع، بسبب ما اعتبرته "خطورة بث الفيديو المفبرك حول تصريحات الرئيس السابق المنصف المرزوقي، وتشكيله فتنة".

تعليق المرزوقي

وعلّق المرزوقي على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قائلا: "الموضوع ليس دعوتي لحرق البلد من عدمه، وليس هل صحيح أنني طلبت رفع المشانق، فلا أحد يمكن أن يصدق لحظة أن كلاما كهذا يصدر من تلميذ غاندي ومانديلا".

وتابع: "الموضوع هو التردي الهائل لإعلام تجاوز كل الخطوط الحمر.. الموضوع هو انهيار مريع لكل القيم في التعامل مع المعارضين والخصوم السياسيين.. الموضوع ليس حرية الإعلام، وإنما حق التونسيين في المعلومة الصحيحة وحمايتهم من التضليل.. الموضوع هو شرف المهنة الإعلامية.. الموضوع هو الديمقراطية في تونس"، وفق تعبيره.

وختم المرزوقي تدوينته قائلا: "الآن الكلمة للعدالة التي سأطرح أمامها القضية لتقول كلمتها، وتأخذ موقفا واضحا في الدفاع عن أبسط القيم والقوانين، التي تضمن تواصل الديمقراطية، ودولة القانون والمؤسسات".