قالت جريدة "لا ليبيراسيون" الفرنسية، إن الضربات الجوية لوحدها غير كافية لوقف
تنظيم الدولة الإسلامية، مؤكدة أنه سيكون على الدول الغربية الاعتماد على الجماعات السنية في
العراق إلى جانب الثوار في
سوريا.
وأشارت "ليبيراسيون"، في تقرير لها اطلعت عليه "
عربي 21"، إلى أن طائرات
التحالف الدولي استطاعت إلحاق نكسات جسيمة بتنظيم الدولة، إلى جانب أخرى على الميدان عبر المواجهات مع القوى الكردية في مدينة كوباني، فضلا عن فقدان مدينة تكريت مسقط رأس صدام حسين، بعد العملية العسكرية الموسعة التي قام بها الجيش العراقي بدعم من المليشيات الشيعية.
وخلص تقرير الصحيفة الفرنسية، إلى أن سلاح جو التحالف الدولي لم يكن سوى داعم لعمل المقاتلين على الأرض، لكن أوباما لا يريد القتال برا ولا استعمال نفس لعبة تنظيم الدولة، وفق تعبير الرئيس الأمريكي. كما أشار التقرير إلى أن التفجيرات تتسبب في مقتل عدد كبير من السكان المدنيين.
وأفادت الصحيفة، أن قادة الدول المشاركة في الحرب ضد تنظيم الدولة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ستجتمع في باريس الثاني من حزيران/يونيو المقبل، لمناقشة التطورات في العراق بالدرجة الأولى، "مع استحالة التحدث عن الأوضاع في سوريا" يقول لوران فابيوس، حيث أن الرؤى والمواقف بالنسبة لسوريا متباعدة.
وترى الصحيفة أن التحدي الرئيسي هو تعزيز المقاتلين ضد تنظيم الدولة برا، فمع تزايد قوى إيران والمليشيات الشيعية التي تدعمها، لا بد من إنشاء نظيرة عسكرية سنية لها، بما في ذلك تسليح القبائل، مع ضمان استقلال المناطق السنية العراقية مقابل مقاتلة التنظيم الإرهابي.
وتوصي الصحيفة ومحللوها بضرورة دعم الثوار بالرغم من ضعفهم وانقساماتهم، ليبقى المطلب الأكثر إلحاحا هو إنشاء منطقة جوية محظورة في شمال سوريا معاقل الثوار، حتى يتمكن أولئك من القيام بعمليات برية ضد تنظيم الدولة وضد قوات النظام السوري.
وأشار التقرير، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، هي الدولة الغربية الوحيدة ضمن التحالف الدولي التي لم تكن ذات فاعلية "فواشنطن أعطت الأولوية للعراق من أجل مواجهة تنظيم الدولة، في حين ظلت استراتيجية إدارة أوباما مربكة جدا تجاه سوريا، مع التأكيد على ضرورة الإعداد لرحيل الأسد وإغفال النظام".
وأفاد التقرير أن أخطاء عديدة وقع فيها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مبرزا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما خرج قبل ثلاثة أشهر من الآن معلنا أن "تنظيم الدولة في موقف دفاع، وأنها على حافة الخسارة"، مؤكدا على الروح القتالية العالية لجنوده، ليخرج وزير الدفاع السابق روبرت غيتس في تصريح قائلا: "في واقع الأمر ليست لنا أية استراتيجية واضحة، وندبر أمورنا يوما بيوم".
في حين عزت "ليبيراسيون"، ما أسمته "نجاح تنظيم الدولة"، إلى قدرته على تكييف استراتيجيته بالرغم من كثافة ضربات التحالف، موضحا أنها اخترقت وانصهرت مع السكان وعلى الأرض، إلا أنها حافظت بالمقابل على قدراتها الهجومية واستفادت من ضعف خصومها.
"في الرمادي، لم تكن القوات العراقية أكثر فاعلية مما كانت عليه قبل عام في مدينة الموصل، حين ترك مقاتلوا بغداد معداتهم العسكرية الأمريكية وفروا هاربين" يقول التقرير الذي أفاد أن الجيش السوري أجلي عن ساحة المعركة بعد ثمانية أيام من القتال العنيف، مؤكدا أن الضعف المتزايد لنظام بشار الأسد واستنزاف قواته ليست أسبابا كافية لشرح الهزيمة.