وصل مسلسل أخطاء إعلام الانقلاب في مصر إلى التليفزيون الرسمي، بعد ظهور لافتات مكتوب عليها بشكل واضح "يسقط
حكم العسكر"، في تقرير بثه التليفزيون، مما تسبب في إعلان حالة الطوارئ بين العاملين، خوفا من تكرار الواقعة، مع إحالة مرتكبيها إلى التحقيق.
وكانت قناة "العائلة"، التابعة للتليفزيون المصري، التي تبث من مقر اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بمنطقة ماسبيرو، قرب المتحف المصري، على كورنيش النيل بوسط القاهرة، عرضت الإثنين، تقريرا ضمن برنامج "شباب على الهواء" تضمن صورا كثيرة، منها لافتة مكتوب عليها "يسقط حكم العسكر".
واستهدف البرنامج عرض تقرير عن حالة التليفزيون المصري، والمراحل التي مرت عليه منذ
ثورة 25 يناير.
وفي البداية تحدث المذيع محمد الطوبجي عن المؤامرات التى تحاك لماسبيرو من الإعلام الخاص، ورد اعتبار ماسبيرو، مما اعتبره "هجمة شرسة" تبنتها إحدى القنوات الخاصة، ووصلت للتهكم على المبنى، والعاملين به.
وبعد حديثه تمت إذاعة فاصل لأغنية "يا بلدنا يا بلد" للمطرب عبد الحليم حافظ تتضمن لقطات لأهم الأحداث التي تناولها التليفزيون المصري، ومنها لقطات ثورة كانون الثاني/يناير، وصورا للشهداء، واعتداءات، مرورا بالأحداث التي شهدتها تلك الفترة، والتيارات السياسية المختلفة، وانتهاء بمظاهرات 30 حزيران / يونيو 2013.
وخلال عرض الأغنية ظهرت لافتة مكتوب عليها عبارة، "يسقط حكم العسكر"، بشكل واضح، وظلت على الشاشة مدة طويلة، تتراوح ما بين 20 إلى 30 ثانية.
وقد تم استكمال الحلقة حتى الختام، وبعد اكتشاف ما حدث أعلنت حالة من الاستنفار في "ماسبيرو"، وعقد رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، عصام الأمير، اجتماعا مع رؤساء القطاعات، وطالب بالتحقيق في الواقعة.
وأعلن الأمير ما يشبه حالة الطوارئ، وشدد على ضرورة الوجود في العمل منذ الصباح الباكر، وتنظيم ورديات إشرافية للنواب ورؤساء الإدارات المركزية بكل القطاعات، وحتى منتصف الليل، مع متابعة كل صغيرة وكبيرة، وأي مشكلات أو أعطال وحلها فورا، والمتابعة الأمنية على مدار 24 ساعة.
ومن جهته، قال رئيس قطاع قنوات النيل المتخصصة، حسين زين، إنه أحال الواقعة للتحقيق، مشيرا إلى أن الحلقة لم يكن هدفها عرض اللافتة، أو الإشارة إلى الفترة التي تعيشها مصر مع
السيسي، حسبما قال.
إلى ذلك، أشار مراقبون إلى أن عرض عبارة "يسقط حكم العسكر" على التليفزيون المصري يأتي ضمن مسلسل من الأخطاء الفادحة التي وقعت خلال الفترة الأخيرة، برغم الرقابة الصارمة التي تفرضها مخابرات السيسي، وأجهزته الرقابية، على الإعلام المصري، المقروء، والمرئي، والمسموع.
وأشاروا إلى وصف جريدة "
الأهرام" قبل أيام للنيابة العامة في مصر بأنها "نيابة الانقلاب"، وإطلاق جريدة "التحرير" على السيسي وصف "قائد الانقلاب"، وذلك على سبيل السهو والخطأ في كل من الجريدتين الداعمتين للانقلاب.