قالت الكاتبة والأستاذة الجامعية لوث
غوميز غارسيا إن الحكم بإعدام الرئيس
المصري السابق محمد
مرسي ومئات آخرين، السبت، كارثة في مجال
حقوق الإنسان ومأساة سياسية، هذا عدا عن كون هذا الحكم مهزلة لم تحترم الضمانات الإجرائية في حدها الأدنى، وكررت نمط عدة محاكمات سريعة تمت في العام الماضي وانتهت بمئات أحكام الإعدام.
وانتقدت الكاتبة الإسبانية في مقال تحليلي نشرته بالموقع الإلكتروني لصحيفة "إلباييس" الإسبانية بعنوان "مصر.. هاوية بدون قعر"، (انتقدت) موقف المجتمع الدولي الذي وصفته بـ"الغائب" فأقصى ما فعله هو ما عبر عنه المتحدث باسم بان كي مون الذي أعرب عن "قلق كبير" إزاء ما وقع.
وقالت لوث غوميز غارثيا، وهي أستاذة الدراسات العربية والإسلامية بالجامعة المستقلة في مدريد، في مقالها الذي ترجمه
"عربي21"، "أن يحكم على الرئيس المصري بالإعدام وهو الأول والوحيد المنتخب ديمقراطيا أمر خطير بالفعل، لكنه على الخصوص مدمر لمستقبل الديمقراطية في مصر"، ذلك أن الاتهامات التي تم على أساسها الإدانة، وهي التمرد والهروب من السجن في أوج ثورة كانون الثاني/يناير 2011، تتحد مع جوهر الانتفاضة الشعبية التي أنهت عهد مبارك.
واعتبرت الكاتبة أن هذا الحكم وبهذه الاتهامات " أصبح إدانة للثورة بأكملها، سواء في روحها أو أشكالها".
وأشارت الباحثة إلى أنه في نفس يوم إدانة الرئيس المصري محمد مرسي ومئات آخرين بالإعدام تمت محاكمة أخرى مثيرة للجدل، إذ تم إعلان "الألتراس" وهي رابطة لمشجعي أندية كرة القدم بأنها منظمات إرهابية.
وأوضحت أنه بعد تبني قانون التظاهر الرجعي الذي قاد عددا من النشطاء المعروفين إلى السجن، أصبح "الألتراس" هو الشكل القانوني الوحيد الذي يسمح بالتظاهر والتجمع بالنسبة للثوار الشباب من توجهات متنوعة، سواء كانوا إسلاميين أو اشتراكيين طلابا بسطاء محتجين أو حتى الفوضويين.
ولفتت غوميز غارسيا إلى أنه "بدون تواطؤ مفتوح من جانب السلطة القضائية، لم يكن القمع الذي تم شنه بعد انقلاب تموز/ يوليوز 2013 سيبلغ المستويات التي نشهدها حاليا".
وأضافت أنه "في مصر لم يعد هناك أي ملجأ للحرية: فلا توجد سلطة تشريعية ووسائل الإعلام كلها خاضعة"، كما يوجد 42 ألف سجين سياسي ملؤوا السجون وفي كل مرة تتقلص خيارات المعارضين مابين التطرف الجهادي أو النفي الذي يبدو أنه أصبح آخر طرق الهرب.
وتوضح غوميز أنه "من الصعب قياس أو وزن الانحرافات في الهاوية التي سقطت فيها حقوق الإنسان في مصر" لكن في نهاية هذا الأسبوع تم بجرة قلم محو عدة حدود.
وانتقدت الكاتبة بشدة الدعم الضمني الذي يقدمه الغرب للسيسي الذي استقبله في باريس وروما و مدريد، فالديكتاتور هو صديق جيد، يضمن الاستقرار في بلد رئيسي حتى يستمر كل شيء كما كان دائما، ولا يهم تلبية المطالب الديمقراطية للشعوب العربية. لكنها تخلص، إلى أن هذا النوع من الاستقرار يذهب في نهاية المطاف بالعديد من الرؤوس.