يصر عبد الفتاح السيسي أن يبقي على نهج الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي من خلال حماقات ترتكب يوميا لإرضاء الصهاينة ظنا منه أنه يخفي من خلال الإعلام الدجال والحملات الدبلوماسية التجميلية التي يسانده فيها أسياده في تل أبيب وواشنطن معالم الجريمة، غير أن لعنات تطارده من أهالي سيناء ورفح المصرية الذين يشردون يوميا بحجة المنطقة العازلة في ذكرى نكبة أهل فلسطين جيرانهم، ولعنة رابعة والنهضة وملاعب الرياضة والقطارات والفشل الاقتصادي والتسول على أبواب الخليج وبراءة الظالمين الفاسدين وسجن المنتخبين العمالقة؛ كل هذه الجوانب تظهر انقلابا واضحا يعزز من سرعة قرب نهايته على يد شعب غاضب.
هنا يخرج من قلوبنا صوت يسأل عن مصر العظيمة التي حمت شعبها وأرجعت الكرامة لجالياتها ولمغتربيها ودافعت عن فلسطين فعززت التواصل مع غزة وفتحت المعبر وحذرت الاحتلال بقوة إرادة قيادتها المنتخبة التي لم تبحث عن حامٍ لها لأن شعبها أكبر مدافع.
هنا نقول.. اشتقنا لك فخامة الرئيس محمد مرسي فأنت لست في سجن؛ فحريتك في كل صوت وقلب مصري وعربي ومسلم أدلى بكرامة بصوته في الانتخابات وأفرز قيادة شعب باشرت العمل من أول يوم لخدمته وإعادة كرامته، الأمر الذي لم يرق لأدوات الصهيونية أن يستمر فجاءت خيانة 30 حزيران التي لعن الكثيرون أنفسهم ممن شاركوا فيها بعد التضليل الذي حدث لهم على يد السيسي وزبانيته وإعلامه الفاجر.
تتسارع الأيام ونتوقف عند محطات بغباء الانقلاب تجعل الثورة تتجدد وتكبر وهذا الذي يحاول الانقلاب أن يستخدمه في صالحه من خلال ترويض الشارع والرأي العام لتنفيذ الإعدام وغيره من الإجراءات التي تنقلب ثورة حقيقية جارفة في المرحلة المقبلة هناك حيث الشعب يعيد رئيسه المنتخب ويطرد انقلاب الصهاينة والرتب.
ويقول قائل.. هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية.. نعم هرمنا ولكن لم نستسلم فمن قال بأن الظلم لم يهرم ولم يضعف ويموت؟ إنهم يألمون كما تألمون ويرجون من الله ما لا ترجون.
هرمنا.. هي فاتورة الثورة كما هي فاتورة التخلص من الاحتلال والاستعمار والظلم في كل حقب التاريخ؛ لم يقدم الانقلاب باقة ورد للشعوب ولم يستمر ويمحو تاريخه الأسود فلماذا يصر البعض ضعفا أو تآمرا على أن الانقلاب في مصر بات نظاما وحياة وتاريخا؟.. لا يا سيدي فإن صح ذلك فما كنا رأينا عبد الناصر وفشله بعد فاروق وملكه ولما رأينا السادات وتطبيعه وبعده مبارك وفساده؛ فلماذا يعتبر البعض أن السيسي النهاية والديمومة وهما أو تآمرا وهو الذي اغتصب رأي المصريين.. ولما رأينا صلاح الدين يعدم الاحتلال الصليبي للأقصى ولما رأينا غزة محررة ولما رأينا الكثير الكثير من محطات التاريخ التي وإن طال الظلم فيها فمصيره النهاية ولكنها مراحل غربلة نفسية ودعوية وسياسية علها تكشف أقنعة تتستر للدقيقة الأخيرة في عمر كل نظام ومرحلة.
غيبتم فخامة مرسي في سجونكم وأعدمتم آلافا من أبناء الشعب المصري واعتقلتم الصحفيين وارتميتم في أحضان أمريكا والروس والصهاينة والمتصهينين وأصبحتم إمعة العالم بمعنى الكلمة، وكل هذا لم يجعلكم تمحون محطة مشرقة في مصر هي إرادة شعب ستقهر قوة انقلاب هزيل، انتهى وينتهي وقت الحكم بالقذيفة والمدفع والسياط التي هي كأذناب البقر ودخلنا مرحلة لا يتوقف فيها الرفض بالكلمة فإرادة الشعوب ومراحل الحفاظ عليها والدفاع عنها واسترجاعها لها وسائل كثيرة علكم ترجعون قبل أن تدحرون.