أثارت لوحة" نساء
الجزائر" للرسام الإسباني الشهير، بابلو
بيكاسو، التي حطمت الرقم القياسي بمزادات الأعمال الفنية بنيويورك، جدلا بالوسط الفني والثقافي في الجزائر، بين من اعتبر اللوحة"إهانة لنساء الجزائر" وبين من يدافع عنها بدعوى أنها "عمل فني".
و بيعت اللوحة بـ 179.4 مليون دولار بمزاد نظمته صالة "مزادات كريستيز" في مدينة نيويورك، أمس.
وامتلأت صفحات مواقع التواصل الإجتماعي بتعليقات ساخرة عن اللوحة، واعتبر جزائريون، أن اللوحة "إهانة" للمرأة الجزائرية، لأنها "تفضح عورتها".
وكتب أحد الناشطين، على صفحته في موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، "هذه ليست ثقافة وهذا ليس فنا، إنها لوحة لا يفهم منها شيء". وتابع " إنها إهانة ورسم لا أخلاقي". وانساقت بعض الصحف بالجزائر وراء هذه الرؤية.
غير أن مسعودة بوطلعة، رئيسة القسم الثقافي بجريدة "الخبر" الجزائرية، قالت في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الأربعاء، " لا اعتقد أن بيكاسو أراد إهانة المرأة الجزائرية، بقدر ما أراد أن يرد لها الاعتبار ويهين الاستعمار الفرنسي ويكشف دناءته".
وشرحت أن الاستعمار "استعمل الفن من أجل إغراء المعمرين الأوروبيين بالمجيء إلى الجزائر ودعم حملته الاستعمارية، و من بينهم الرسام أوجين
دولاكروا الذي أعاد بيكاسو رسم لوحته (نساء الجزائر في مخدعهن)، وأعطى لها اسم (نساء الجزائر) فقط".
وترى بوطلعة أنه " بالنظر إلى توقيت رسم لوحات بيكاسو، كما يؤكد الأستاذ الجامعي، الجزائري، عبد الكريم أوزغلة، فإنها رسمت مع بداية الثورة الجزائرية من كانون الثاني/ دجنبر 1954 إلى شباط/ فبراير 1955 وكأن بيكاسو أراد أن يقول هؤلاء النسوة سيتحررن من الصورة التي وضعهن فيها دولاكروا".
وتعتقد بوطلعة أنه لا أحد ينكر دعم بيكاسو للحركات التحررية في العالم ومنها الجزائر، "وهنا نذكر بالمناسبة رسمه بورتريه لجميلة بوباشة". وأوصحت أن "الفن يبقى فنا وعلينا أن نقرا اللوحات في سياقها الفني والثقافي والتاريخي أيضا".
من جانبه، يرى الفنان الجزائري ، رابح سوسة، أن " لوحة بيكاسو الثمينة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن إهانة للمرأة الجزائرية، بل بالعكس"، ويقول في تصريح لصحيفة "
عربي21"، الأربعاء" بيكاسو عالج رسمه جماليا وليس أخلاقيا، ولحد الآن لم يستطع أي فنان أن يقارع أسلوب بيكاسو بالرسم فهو صاحب الأسلوب الفني التكعيبي بلا منازع".
ويعتقد سوسة أن " بيكاسو قصد تتويج المرأة الجزائرية، والثورة الجزائرية التي شاركت فيها المرأة بقوة ، فهو استلهم من المرأة الشيء الجميل، فعلا اللوحة تستحق هذا التتويج ".