أخطاء ساذجة تتكرر في كل خطاباته.. فشل السيسي بين عينيه

على الرغم من تسجيله قبل يوم كامل من موعد إذاعته، فإن الخطاب الشهري لعبد الفتاح السيسي جاء مليئا بالأخطاء الفنية التي تعكس فشلا كبيرا من الفريق الذي يستعين به قائد الانقلاب.

وبدلا من تجنب الأخطاء التي حدثت في خطاب السيسي السابق، وتعرضه لحملة انتقادات عنيفة بسبب ضعف الإخراج والتصوير والمونتاج، فقد وقع الفريق الفني الذي أخرج الخطاب الجديد في أخطاء أكثر سذاجة جلبت سخط مؤيدي النظام وسخرية معارضيه. 

مثال للفشل

وأكد المذيع أحمد موسى، أن الخطاب لا يليق برئيس مصر الذي ينتظر الجميع حديثه بشدة حيث تضمن العديد من الأخطاء الفنية والإخراجية، وذكر عددا من تلك الأخطاء، فقال إن من بينها إعادة جزء من الخطاب مرتين، كما أن "علم مصر كان غير واضح في الكادر" أثناء تحدث السيسي. 

وأضاف أن "الرئيس كان يجلس على مقعد منخفض، وكذلك الميكروفونات لم تكن في مكانها الصحيح، ما جعل الصوت منخفضا، فضلا عن تسويد الشاشة أثناء الخطاب، وصرخ قائلا: "احنا ناقصين سواد؟ دي مسألة أمن قومي يا جماعة".

وطالب موسى بمحاسبة الشخص المسؤول عن هذه الأخطاء ومعاقبته بتهمة الإهمال وعدم الاهتمام بخطاب الرئيس والتسبب في إهانته.

من جانبه قال الإعلامي عمرو أديب، إن خطاب السيسي كان مثالا واضحا للفشل وانعدام الكفاءة، مؤكدا أن الموظفين الذي يعتمد عليهم الرئيس لا يؤدون عملهم كما ينبغي.

وأضاف أديب: "حتى خطاب الرئيس أصبحنا لا نعرف كيف نخرجه بشكل سليم"، وتابع: "ليه يطلع بالشكل السيئ ده؟ كان زمان ممكن الموظف ميغلطش أبدا في أي شيء يتعلق برئيس الجمهورية، أما الآن فأصبح الأمر عادي جدا".

وانتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، معتز عبد الفتاح، سوء المونتاج لكلمة السيسي، قائلاً: "الراجل ده صعبان علي، فهو رئيس مجتهد، لكن.. يحدث خطأ في مونتاج خطابه بسبب الإهمال والترهل الإداري".

معلومات كاذبة

وفي ذات السياق، انتقد الإعلامي إبراهيم عيسى ذكر السيسي لأرقام غير دقيقة في الخطاب، ضاربا المثل بقوله إن المخزون الاستراتيجي من القمح البالغ 800 ألف طن يكفي مصر لمدة أربعة أشهر، فقال: "منين ياعم؟ هذا المخزون يكفي فقط 25 يوما".

وأضاف أن وزير التموين السابق أعلن من قبل تسليم وجود أربعة ملايين طن من القمح كاحتياطي استراتيجي، وليس 800 ألف طن، ما يعني أن أحد الوزيرين، السابق أو الحالي، يضلل السيسي.

وعلق عيسى على قول السيسي، بأن مصر تمتلك احتياطيا جيدا من السكر، قائلاً: "إحنا بنستورد السكر وهذا مجرد مخزون راكد، وفي الغالب انتهت صلاحيته، ويجب التأكد من مدى سلامة السكر المحلي".

يذكر أن كلا من الإعلاميين، موسى وأديب وإبراهيم، بالإضافة للسياسي معتز عبد الفتاح، هم من أشد مؤيدي الانقلاب، والمقربين من الدوائر الرسمية.

برشلونة وبايرن ضد السيسي

وفي تصرف غير معتاد، رفضت شبكة قنوات "سي بي سي"، نقل خطاب السيسي على قناتها الرئيسة وعرضته على قناة "إكسترا" ذات المشاهدة الضعيفة.

وفضلت "سي بي سي" عرض مسلسل عربي وإعلانات تجارية في وقت إذاعة الخطاب، الأمر الذي أثار غضب مؤيدي الانقلاب الذين اعتبروه تجاهلا متعمدا للرئيس.

فضلا عن هذا، فقد صادف السيسي حظا سيئا حيث تزامنت إذاعة خطابه مع إقامة مبارة فريقي برشلونة وبايرن ميونيخ في قبل نهائي دوري الأبطال الأوروبي، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى الانصراف عن متابعة الخطاب للاستمتاع بهذه المباراة المرتقبة.

وتنصل مسؤولو التلفزيون الرسمي من المسؤولية عن الأخطاء الفنية التي امتلأ بها الخطاب، وأكدوا أنه تم تصويره وتسجيله في قصر الاتحادية مساء يوم الاثنين، عن طريق شركة إنتاج خاصة ثم تم إرساله للتلفزيون الحكومي لإذاعته كما هو، دون تدخل منهم.

قضايا تجاهلها السيسي

وانتقد مراقبون تجاهل السيسي خلال خطابه تناول عدد من القضايا التي شغلت الرأي العام، من بينها الانتخابات البرلمانية المقبلة، كما أنه لم يعلق على التصريحات العنصرية لوزير العدل المستقيل والتي أثارت غضب المصريين.

وغض السيسي الطرف كذلك عن تناول ارتفاع أسعار السلع الغذائية أو خطة الحكومة لمواجهة هذه الأزمة التي تنغص على غالبية الشعب.

وفي كلمته، تعرض السيسي لأبرز التحديات التي يواجهها نظامه وعلى رأسها الإرهاب والفساد والترهل الإداري.

وتحدث السيسي عن "إنجازاته"؛ فذكر مشروع قناة السويس الجديدة، ووعد المصريين بمشروعات عملاقة دون تحديد موعد للانتهاء منها، كما أنه فشل في تبرير عدم وفائه بوعوده السابقة مثل بناء مليون شقة وزراعة مليون فدان، وعدم البدء في تنفيذ أي مشروع من تلك التي أعلن عنها في المؤتمر الاقتصادي رغم مرور أربعة أشهر كاملة.

واختتم السيسي خطابه بمطالبة الشعب بالصبر والثقة في قيادته للبلاد، قائلًا: "لازم نضغط على نفسنا أكتر ونصبر أكتر، احنا ماشيين صح وهاننجح".