أعلنت
السعودية الجمعة هدنة إنسانية مدتها خمسة أيام تبدأ، الثلاثاء المقبل في
اليمن، بعد ساعات من استهدافها معقل الحوثيين في صعدة في شمال البلاد، ردا على قصف استهدف مناطق حدودية في المملكة.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأمريكي "جون كيري"، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، "إننا قررنا أن تبدأ الهدنة الإنسانية هذا الثلاثاء 12 أيار/مايو عند الساعة الحادية عشرة مساء، وستستمر خمسة أيام، ومن الممكن تمديدها في حال نجاحها".
وكان الجبير تحدث عن هدنة إنسانية مؤقتة لفتح المجال أمام وصول المساعدات الضرورية إلى الشعب اليمني الذي يعاني من نقص في الوقود والغذاء، وتقود الرياض منذ ستة أسابيع تحالفا عسكريا ضد الحوثيين في اليمن لمنعهم من السيطرة على البلاد بالكامل، وهي تفرض على اليمن حصارا بريا وبحريا وجويا.
في حين صرح ، العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن، أن "الخيار المتروك لدى الطرف الآخر للقبول بالهدنة".
وأضاف أن"المجتمع الدولي يقوم بواجبه وأعطى مهلة، وقيادة التحالف ستلتزم بهذه المهلة، ولكن تتوقف الاستجابة على الطرف الآخر".
وقال بلغة تهديدية "إن لم يقبل، فالعمليات مستمرة ولن يكون هناك تراخ في موضوع الهدنة، وإن كانوا يعتقدون أن الهدنة فرصة للتحرك على الأرض، فوزيرا الخارجية قالا إنهما لن يعطيا فرصة في هذا المجال".
وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، كريستوف بوليراك في جنيف "قد تنفد المحروقات خلال أسبوع، إذا استمرت القيود المفروضة على الواردات التجارية للأغذية والمحروقات فستؤدي إلى عدد أكبر من القتلى مما يخلفه الرصاص والقنابل خلال الأشهر المقبلة".
وحذرت السعودية، الخميس، من كون الحوثيين تخطوا "الخطوط الحمراء" بعد قصفهم لمناطق سكنية على الحدود داخل المملكة.
هذا وأعلنت قوات التحالف في وقت سابق، أن جميع مديريات محافظة "صعدة" ستكون هدفا عسكريا لطائرات التحالف، حيث اقتصرت غارات التحالف في السابق على مواقع عسكرية للحوثيين وسط المدينة، والمناطق المتاخمة للسعودية، بالإضافة إلى أهداف حكومية أبرزها شبكات الاتصالات والكهرباء ومستودعات المشتقات النفطية.
وتأتي ردة فعل قوات التحالف بعد تهديد سعودي برد قاس على قصف للحوثيين استهدف الأراضي السعودية بقذائف هاون اليومين الماضيين، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وأعلنت السلطات السعودية أول أمس مقتل خمسة أشخاص، أحدهما عسكري سعودي، وإصابة 12 آخرين، إثر سقوط قذيفتين مصدرهما اليمن على مدينة "نجران" جنوبي السعودية، وذلك بعد يوم من مقتل خمسة أشخاص (ثلاثة في نجران واثنان في جازان)، جراء قذائف مصدرها اليمن، وتعد أكبر حصيلة ضحايا من الجانب السعودي خلال 24 ساعة منذ بدء ضربات التحالف في اليمن.
وبينما لم تحدد السلطات السعودية مصدر هذه القصف، قالت وسائل إعلام سعودية إن مليشيات تابعة لجماعة "أنصار الله" (معروفة بـ"الحوثي") هي من تقف وراءه.
وفي يوم 21 نيسان/أبريل الماضي، أعلن التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، انتهاء عملية "عاصفة حزم" العسكرية التي بدأها يوم 26 آذار/مارس الماضي، وبدء عملية "إعادة الأمل" في اليوم التالي، التي قال: إن من أهدافها؛ شق سياسي متعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين ومنع تمكينها من استخدام الأسلحة من خلال غارات جوية.