لا يزال الجدل دائرا بين النخب والقيادات الإيرانية حول الاتفاق النووي الأولي الذي وقعته طهران مع دول الـ(5+1) في لوزان، فطرف محافظ يتحفظ عليه وهو القريب من المرشد الأعلى للثورة، وطرف إصلاحي يسعى لتوقيع اتفاق نهائي في نهاية حزيران/ يونيو القادم.
وآخر تلك السجالات في إيران، مطالبة 7200 أستاذ وطالب في حوزة قم للعلوم الدينية، في رسالة وجهت إلى مجلس الشورى، الثلاثاء، باستخدام صلاحياتهم القانونية من أجل نشر الورقة الإيرانية الخاصة بحقائق الاتفاق النووي الأخير وانتقدوا في ذات الوقت عدم نشرها لحد الآن.
وقال الموقعون على الرسالة، بحسب ما نقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، أنه "كما هو معلوم فإنه منذ بدء المرحلة الأخيرة للمفاوضات النووية بين إيران و5+1 في 2013 ولحد الآن، فإن الفريق الإيراني المفاوض أحجم عن كشف حقائق المفاوضات للشعب الإيراني بصراحة ودقة".
وورد في الرسالة، أن "هذا التوجه فضلا عن إبداء وجهات نظر مختلفة ومتناقضة أحيانا من قبل أعضاء الفريق النووي المفاوض حيال الكثير من المواضيع، أسفر عن إضعاف ثقة الرأي العام وإثارة القلق لدى النخبة في أوساط المجتمع".
وتوصلت الدول الست الكبرى وإيران في الثاني من نيسان/ أبريل الماضي إلى اتفاق إطار بشأن الملف النووي بعد مفاوضات في مدينة لوزان السويسرية، ستخفض بموجبه طهران من قدرتها على تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات تدريجيا.
ويقيد اتفاق لوزان أنشطة إيران النووية التي ستسخر للاستعمالات المتعلقة بالأغراض السلمية فقط، وهو اتفاق وصف بالتاريخي ويمهد الطريق للتوصل إلى اتفاق نهائي نهاية شهر حزيران/ يونيو برعاية مجلس الأمن.
وأوضح الأساتذة والطلبة، أنه "عقب توجيهات قائد الثورة إلى المسؤولين المعنيين حول وضع الشعب والنخبة في حقائق المفاوضات ومحتواها، فقد جاء طلب الأغلبية الساحقة من نواب الشعب ومطالبة الرأي العام حول نشر الورقة الإيرانية لحقائق المفاوضات، إلا أنه يبدو عدم وجود أية رغبة لدى المسؤولين المعنيين للاستجابة".
ووصف الأساتذة والطلبة معارضة نشر الورقة الإيرانية لحقائق المفاوضات بأنه يثير الدهشة والقلق الشديد حيال أبسط الطلبات.
ودعا الموقعون على الرسالة في ختامها "نواب الشعب إلى توجيه أسئلة إلى الرئيس روحاني خلال الجلسة العلنية لنواب الشعب ترمي لتقديم إيضاحات حول أسباب الإحجام عن نشر ورقة حقائق الاتفاق النووي واستخدام صلاحياتهم القانونية في سياق متابعة المصالح الوطنية والدفاع عن حقوق الشعب".
وكان المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، قال سابقا إنه لا يؤيد ولا يرفض اتفاقا مؤقتا أبرمته طهران مع ست قوى عالمية، بشأن برنامجها النووي، لكنه طالب برفع كل العقوبات المفروضة على إيران فور التوصل لاتفاق نهائي.
ومن المقرر أن تنتهي، اليوم الثلاثاء الجولة الأولى من اللقاءات التي تجري في مدينة نيويورك منذ الخميس الماضي، بين نائبي وزير الخارجية
الإيراني عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي مع هيلغا شميدت نائبة منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، على أن تستمر حتى 7 أيار/ مايو على مستوى الخبراء والفنيين والحقوقيين.
ومن المقرر أن تنتهي اليوم الجولة الأولى من اللقاءات التي تجري في مدينة نيويورك منذ الخميس الماضي، بين نائبي وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي ومجيد تخت روانجي مع هيلغا شميدت نائبة منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، على أن تستمر حتى 7 أيار/مايو على مستوى الخبراء والفنيين والحقوقيين.