تداولت مصادر إعلامية أنباء مفادها أن اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن القومي لدى النظام السوري، يصارع الموت حاليا في أحد مستشفيات دمشق بظروف غامضة، فيما نشرت مصادر إعلامية أخرى، من بينها جريدة "السياسة" الكويتية رواية مفادها أن مملوك هو الذي قتل اللواء
رستم غزالي قبل أيام بواسطة حقنة "سيانيد" سامة، وبأوامر من رأس النظام السوري بشار الأسد.
وبثت قناة "الآن" الفضائية خبرا مفاده أن مملوك يرقد حاليا في مستشفى الشامي بحي المهاجرين وسط العاصمة ليتلقى علاجا من مرض سرطان الدم، إلا أن القناة نقلت عن مصادر أخرى قولها، إنه خاضع للإقامة الجبرية التي فرضها عليه النظام السوري إثر رصد مكالمة له مع الاستخبارات التركية قبيل وفاة رستم غزالي.
وفي حال توفي مملوك خلال الأيام المقبلة فإنه سيكون رابع المتهمين في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وهو يفارق الحياة في ظروف غامضة، حيث سبقه إلى الموت كل من: غازي كنعان، وجامع جامع، ورستم غزالي.. وهم جميعا من المطلوبين على ذمة قضية اغتيال الحريري التي تمت في بيروت عام 2005، فضلا عن أن آصف شوكت الذي قتل في تفجير خلية الأزمة عام 2012، كان هو أيضا أحد الأشخاص الذين تشك سلطات التحقيق في تورطهم باغتيال الحريري، أو أنه حاز معلومات على الأقل بشأن الاغتيال.
لكن اللافت أن الأنباء عن أن مملوك يصارع الموت في دمشق حاليا تأتي بعد أيام على نشر جريدة "السياسة" الكويتية تقريرا يشير إلى أنه هو الذي يقف وراء مقتل غزالي، حيث إن غزالي كان قد تعرض للضرب بالفعل، ما أدى الى دخوله المستشفى، إلا أنه –أي غزالي- استعاد صحته وعافيته لاحقا، لكن المملوك حقنه بعد ذلك بمادة "السيانيد" السامة ما أدى إلى وفاته.
وبحسب رواية الصحيفة الكويتية فإن "غزالي دخل في غيبوبة لمدة 18 يوما بعد إدخاله المستشفى إثر إقدام مرافقي أحد كبار الضباط (رفيق شحادة) بأمر من اللواء علي مملوك مباشرة، على ضربه بالأحذية في الشارع، وعندما رأوا أنه لا يزال على قيد الحياة، خضع في سريره لسلسلة من الحقنات المؤثرة على القلب ما جعله يدخل في غيبوبة اعتقد خلالها من حاول قتله أنه لن يخرج منها سالما، إلا أنه بدأ في التعافي فجأة في السابع عشر من شهر نيسان/ إبريل الماضي، واتصل بواسطة أحد موظفيه الذي كان يلازمه في المستشفى، بمكتب الرئيس سعد الحريري في بيروت طالبا ظهوره على شاشة "المستقبل" كي يعلن عن أمر ما لا نعرف ما هو"، وإثر ذلك قام مملوك باستخدام عقار "السيانيد" السام من أجل قتله.
ويقول تقرير الصحيفة الكويتية نقلا عن أحد أفراد عائلة غزالي إنه "بعد إجراء الاتصال الهاتفي من خارج مبنى المستشفى، تم اعتقال مرافق غزالي وهو برتبة رائد وتمت تصفيته فورا، فيما تم حقن غزالي بالقوة في سريره بمادة السيانيد القاتلة".
وكشفت أن "أجهزة الأمن السورية منعت عائلة غزالي من فتح نعشه قبل دفنه، وذلك بعدما اعتقلت نحو ثلاثين من أبناء عشيرته في درعا لم يعرف مصيرهم، رغم مرور أربعة أيام على اختفائهم".