شكّك مراقبون في صحّة الرواية التي أوردتها الحكومة الليبية في
طبرق، بخصوص
مقتل الصحفيين
التونسيين المختطفين في
ليبيا، سفيان الشورابي، ونذير القطاري، مساء الأربعاء.
واعتبر الإعلامي والمحلّل السياسي زياد كريشان، أن "منهج الجماعات المتطرّفة في تصفية المحتجزين لديها يتّسم بالبطولة، وعادة ما تصوّر عمليات القتل وتروّجها على شبكة الإنترنت، على غرار قتل المصريين الأقباط، أو المسيحيين الإثيوبيين"، وفق تعبيره.
وقال كريشان في مداخلة له الخميس على إذاعة "شمس"، إن شكوكا عديدة تحوم حول مليشيا خليفة
حفتر التي تسيطر على منطقة قريبة من "
درنة" حيث تمّ احتجاز الشورابي والقطاري، ثم أطلق سراحهما لتتم إعادة اختطافهما ثانية بعد حوالي نصف ساعة في أيلول/ سبتمبر الماضي.
ولفت إلى ما عمدت إليه حكومة طبرق ومليشيا حفتر من ابتزاز سياسي للسلطات التونسية؛ من خلال إيهامها منذ اختفاء الصحفيين بأن لديها معلومات مؤكّدة أن المختطفين على قيد الحياة.
وربط كريشان هذا الابتزاز بموقف تونس من القضية الليبية، وتعاملها مع حكومة الإنقاذ الوطني من خلال إرسال قنصل عام إلى
طرابلس، ومحاولة الطرف الليبي في طبرق التأثير على السلطات التونسية ومقايضتها بسلامة مواطنيها.
منطق المليشيات
من جانبها؛ أدانت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تعامل الحكومة الليبية في طبرق بمنطق المليشيات مع الدولة التونسية، وعدم التبليغ عن خبر تصفية الزميلين بالطرق الدبلوماسية المتعارف عليها.
ودعت النقابة في بيان لها مساء الأربعاء، الحكومة التونسية إلى تحمل مسؤوليتها، ووضع حد للتخاذل في التعاطي مع ملف الصحفيين، وكشف حقيقة تصريحات وزارة العدل الليبية في حكومة طبرق.
ورفضت قبول تعزية حكومة طبرق للشعب التونسي ونقابة الصحفيين التونسيين؛ قبل تقديم الأدلة الملموسة على تصفيتهما، لافتة إلى ضرورة الإسراع بإرسال قضاة تحقيق تونسيين إلى ليبيا للاطلاع على مجريات الملف.
وطالبت بفتح تحقيق في تونس حول إمكانية تستر مسؤولين تونسيين في الحكومتين السابقة والحالية؛ على معطيات تتعلق بمصير الشورابي والقطاري.
الملثّم ينتمي لمليشيا حفتر
وقال عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين التونسيين، يوسف الوسلاتي، في مداخلة على قناة "الحوار التونسي" مساء الأربعاء، إنه تأكّد لديه بشكل قطعي؛ انتماء الملثّم الذي ظهر في الصورة المتداولة على الإنترنت برفقة الشورابي والقطاري؛ لمليشيا خليفة حفتر.
وطالب الوسلاتي وزارة الخارجية التونسية، بأن تحقّق في التعتيم الإعلامي الذي انتهجته الحكومة الليبية في طبرق منذ اختفاء الصحفيين التونسيين، وصولا إلى طريقة إعلان خبر مقتلهما في بيان مُتلفز أمس على قناة ليبية في الأردن.
وأعلنت الحكومة الليبية في طبرق، في بيان لها مساء الأربعاء، مقتل الصحفيين التونسيين المخطوفين، القطاري والشورابي، على أيدي عناصر من "
تنظيم الدولة".
وقال بيان إنّ "التحقيقات التي أجرتها الجهات المختصة مع خمسة متّهمين من التنظيمات الإرهابية؛ بينت أن المقبوض عليهم؛ منهم اثنان ليبيان وثلاثة مصريين، وقد اعترفوا بمسؤوليتهم عن قتل طاقم قناة برقة المختطف منذ حوالي ثمانية أشهر، وكذلك قتل الصحفيين التونسيين المختطفين في ليبيا منذ مدّة".
وتابعت بأن الجهات الأمنية لم تتوصل حتى الآن إلى المكان الذي دفنت فيه الجثث؛ لصعوبة الوصول إليه، ووقوعه في ضواحي مدينة "درنة".