اشتعلت المعارك مجددا ظهر الأربعاء في مدينة
تعز (255 كم جنوب العاصمة صنعاء)، بين
الحوثيين من جهة ومقاتلي
المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور
هادي، بعد توقف دام قرابة يومين، بناء على "هدنة" هدفت إلى إتاحة الفرصة لإنجاح مفاوضات تردد بأنها أجريت بقيادة السلطة المحلية بالمحافظة لوقف القتال.
يأتي ذلك، في حين نجحت طائرات تابعة لقوى التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، مع الساعات الأولي لفجر الأربعاء، في إمداد المقاومة الشعبية في تعز ببعض الذخيرة والأسلحة الخفيفة، قيل إن بعضها نوعية، في عملية إسقاط مظلي ناجحة.
ودخلت محافظة تعز المواجهات العسكرية منتصف الشهر الجاري، بعد شهر تقريبا من بدء الحوثيين وقوات من الجيش موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، مع سعي الحوثيين لاجتياح مدن الجنوب (عدن، لحج، الضالع، أبين، وشبوة).
وجاء توقف القتال في اليومين الماضيين في أعقاب يوم دام، نجم عنه مقتل ما لا يقل عن 14 مدنيا من السكان، وجرح العشرات، جراء قصف عشوائي بالمدفعية والدبابات قام به المتمردون الحوثيون، وطال مساكن مواطنين وسط المدينة.
وتفيد المعلومات بأن المفاوضات التي جرى الحديث عنها وصلت، الثلاثاء، إلى طريق مسدود، بعد إصرار قيادات المقاومة الشعبية على ضرورة خروج "المليشيات الانقلابية" من المدينة، الأمر الذي أدى إلى عودة المواجهات المسلحة منذ ظهر الأربعاء في أطراف المدينة، في حين ارتفع دوي المدافع والدبابات مجددا في مناطق مختلفة من المدينة.
وذكرت مصادر في المقاومة الشعبية لـ"عربي21"، أن معظم الاشتباكات الميدانية التي تجددت بين المقاومة والمتمردين الحوثيين، ظهر الأربعاء، واستمرت حتى المساء، تركزت بدرجة رئيسية في منطقة الأربعين وسوق "الزنقل" الواقعين في أطراف المدينة من جهتها الغربية.
وأكدت أن "المقاومة" أحرزت تقدما في تلك الجبهة، مستخدمة إلى جانب أسلحتها التقليدية الشخصية، الدبابات وقذائف "أر بي جي"، لتدمير "الأوكار التي يختبئ فيها القناصة" الحوثيون.
وتفيد المعلومات الأولية بأن تجدد الاشتباكات الميدانية أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من الجانبين. وفي حين لم يتسن الحصول على إحصائية نهائية دقيقة من المصادر بعدد الضحايا، نظرا لتواصل المعارك حتى ساعة كتابة هذا الخبر، إلا أن المصادر أكدت أن معظم القتلى والجرحى ينتمون إلى المتمردين الحوثيين الذين تم مباغتتهم في هذه المعركة.
إلى ذلك، أفاد سكان محليون "عربي21" بأن الحوثيين وحلفاءهم استخدموا المدفعية بعيدة المدى والدبابات لقصف أحياء سكنية وسط المدينة، على رأسها حي الروضة، شمال شرق مركز المدينة، الذي يعد معقل الشيخ حمود سعيد المخلافي، أحد القادة البارزين للمقاومة الشعبية في تعز، ما أدى إلى تدمير منازل في الحي وسقوط ضحايا من المدنيين، نتيجة القصف الذي وصف بأنه "عشوائي وهستيري".
وشمل القصف المدفعي أيضا من جهة الحوثيين أيضا "جبل جرة"، والمجمع القضائي بجواره، شمال مركز المدينة، وهما موقعان استراتيجيان تسيطر عليهما المقاومة الشعبية.
وأكدت المصادر أن محاولات مستميتة قام بها مقاتلون يتبعون الحوثيين، ترافقت بالتزامن مع القصف المدفعي، للسيطرة على الموقع الاستراتيجي في "جبل جرة". وبحسب المصادر، فإن تلك المحاولات كانت، وحتى غروب شمس الأربعاء، قد باءت جميعها بالفشل وسط سقوط خسائر في صفوف الحوثيين.
وفي هذا السياق، أكد شهود عيان لـ"عربي21"، أن طائرات، يعتقد أنها سعودية، نجحت مع الساعات الأولى لفجر الأربعاء، في إمداد المقاومة الشعبية بتعز ببعض الأسلحة والذخيرة، في عملة إسقاط مظلي، وصفت بأنها "ناجحة".
وقال الشهود إنهم شاهدوا بأنفسهم الطائرات وهي تحلق في سماء المدينة، وتقوم بإسقاط بعض الصناديق.
وصباح اليوم شوهد مواطنون، يعتقد أن معظمهم ينتمون للمقاومة الشعبية، وهم يجوبون شوارع المدينة، حاملين أسلحة جديدة حديثة ومتطورة، قالوا إنهم حصلوا عليها من الإسقاط المظلي، في حين استعرض شباب ينسبون أنفسهم للمقاومة الشعبية، صورا على صفحات الفيس بوك لبعض تلك الأسلحة، وشملت أسلحة من قاذفات "أر بي جي" مع قذائفها، إلى جانب أسلحة قنص وبنادق متطورة.
وفي سياق متصل، تمكنت المقاومة الشعبية في القرى الواقعة على المداخل الغربي لعاصمة المحافظة، من منع تعزيزات عسكرية من الوصول إلى الحوثيين، كانت قادمة من محافظة الحديدة ومديرية المخا، غرب محافظة تعز.