شن سلاح الجو
الإسرائيلي، غارة على مواقع لحزب الله في منطقة "
القلمون" بريف دمشق، في وقت سكت فيه الحزب عن التعليق على الخبر.
وقالت مصادر إعلامية اليوم إن
غارة جوية إسرائيلية وقعت في القلمون السوري بريف دمشق السبت استهدفت مدينة "القطيفة" ومحيط مدينتي "يبرود" و"قارة"، لم تعرف الخسائر بعد ولم تعترف أية جهة بالغارة أيضا.
وأفادت المصادر، أن مقاتلات إسرائيلية قصفت مواقع لقوات النظام السوري و"
حزب الله" في منطقة القلمون على الحدود بين
سوريا ولبنان.
وأشارت المعلومات إلى أن الغارة استهدفت اللواءين 155 و65 اللذين يختصان بالأسلحة الإستراتيجية والصواريخ البعيدة المدى.
ولم يعلق النظام السوري على العملية، أو أي من وسائل الإعلام المقربة منه، وكذلك فعل حزب الله، حيث تعود "الحليفان" تجاهل التصريحات الإسرائيلية أو الأخبار التي تنقلها وسائل الإعلام، حول استهداف مواقعهما منذ اندلاع الثورة السورية.
واعتبر الباحث الإستراتيجي، في جامعة محمد الخامس بالرباط، خالد يايموت، أن "القضية أكبر من مجرد رد على قصف، لأن الحزب اختار الانخراط في الإستراتيجية الإيرانية، المشغولة حاليا بالتقارب مع أمريكا وتجنب الصدام مع إسرائيل".
وتابع خالد يايموت في تصريح لـ"
عربي21"، أن "مواقف الحزب أصبحت أكثر ارتباطا بالمحور الإيراني، وإيران في هذه الفترة لا ترغب في أي نزاع، من شأنه أن ينعكس بشكل سلبي على ترتيبات الإتفاق النووي".
وقال يايموت، أن الحزب سيتجنب المواجهة، لأن الإستراتيجية الإيرانية لا تريد تشويشا، خاصة وأنها تريد الخروج من الحصار المفروض عليها، لذلك فالحزب مرغم على الإلتزام بخطوط غيران الحمراء بما فيها مواجهة ولو محدودة مع إسرائيل".
وشدد الباحث على أن "القيادة العسكرية في إسرائيل تضغط على "الكونغرس" الأمريكي من أجل تسريع الإتفاق النووي وعدم عرقلته، لأنه يحقق مصالح إسرائيل كما يحقق تماما مصالح إيران في المنطقة".
وأكد على أن إيران وإسرائيل يبحثان عن طريقة لإعادة ترتيب المنطقة بطريقة لا تحمي مصالحهما، فهما معا يسعيان لحماية أمنهما، كما أنهما يهدفان إلى إبقاء البلدان العربية في حالة تشتت وضعف".
وأوضح أن "العلاقة بين إيران وإسرائيل بلغت مستوى متقدما من "القبول" المتبادل، فهما معا متواجدان في "كردستان" العراق، وفي "دجيبوتي" منذ زمن، دون أن يكون الأمر محط تهديد".
وكانت الطائرات الحربية قد شنت غارات عدة على مواقع في سوريا منذ بداية الأزمة السورية، ويقول مسؤولون غربيون وإسرائيليون إنها تستهدف أسلحة "كاسرة للتفوق الإسرائيلي" كانت في طريقها إلى حزب الله بلبنان.
واستهدفت إسرائيل في 7 كانون الأول / ديسمبر الماضي منطقتين في الديماس وقرب مطار دمشق الدولي، ويرجح أن تكون الغارات الإسرائيلية قد استهدفت بعض الثكنات العسكرية للنظام السوري في المنطقتين أو مخازن للسلاح.
كما استهدفت بغارة جوية يوم 18 كانون الثاني/يناير الماضي موقعا بمزرعة الأمل في محافظة القنيطرة جنوب غرب سوريا، مما أدى إلى مقتل ستة من عناصر حزب الله اللبناني بينهم قياديون وعناصر من الحرس الثوري الإيراني.
ويتوقع مراقبون أن تواصل إسرائيل استهداف ما تعتقد أنها أسلحة "كاسرة للتوازن" لا يجوز أن تقع تحت سيطرة حزب الله أو غيره من التنظيمات المسلحة التي يقاتلها نظام الأسد.