كثفت الوحدات الأمنية في جزيرة جربة، جنوب شرقي تونس، من وجودها، استعدادا لموسم "الحج اليهودي" إلى معبد "الغريبة" بالجزيرة، والمقرر الشهر المقبل.
وتمركزت وحدات أمنية في عدد من مناطق مدينة الرياض (قرابة 5 كلم من مركز الجزيرة)، حيث يوجد معبد الغريبة، وهو المكان الذي تقام فيه طقوس حج اليهود.
ومنطقة الرياض التي سكنها يهود في الماضي، تسمى "الحارة الصغيرة" حاليا، وهي تبعد عدة كيلومترات جنوب غربي "حومة السوق" المدينة الأكبر بجربة، ويعتقد اليهود أن تاريخ إنشاء معبد الغريبة يعود إلى ما يزيد عن ألفين عام، وهو أقدم معبد في إفريقيا.
وأعلن مسؤول تونسي يهودي أن الحج اليهودي السنوي إلى كنيس الغريبة (أقدم معبد يهودي في إفريقيا)، بجزيرة جربة التونسية سيجري يومي 6 و7 أيار/ ماي المقبل.
كما يحظى "معبد الغريبة" بمكانة خاصة عند اليهود باعتباره أقدم معبد يهودي في إفريقيا، وترقد فيه، بحسب الأسطورة، واحدة من أقدم نسخ التوراة في العالم.
وقد سبق أن تعرض "معبد الغريبة" لهجوم انتحاري في 11 نيسان/ أبريل 2002 بشاحنة مفخخة، أسفر عن مقتل 21 شخصا (14 سائحا ألمانيا و5 تونسيين وفرنسيين اثنين) تبناه تنظيم القاعدة.
وكان للهجوم الذي نفذه انتحاري تونسي مقيم بفرنسا، انعكاسات سلبية كبيرة على السياحة في تونس، كما أنه قبل هذا الهجوم، شارك 8000 يهودي في مراسم الحج إلى الغريبة، بحسب رئيس المعبد بيريز الطرابلسي.
وقال مصدر أمني مسؤول في جربة إن "استعدادات أمنية كبيرة لموسم الغريبة بدأت منذ فترة، وتتمثل في تكثيف الوجود الأمني في كل مناطق الجزيرة، وفي مفترقات الطرق مع وضع حواجز أمنية في كل منافذ منطقة ميدون السياحية التابعة لجربة".
وأضاف "حتى اللحظة لا نعلم هل سيستمر هذا الوجود الأمني المكثف بعد القيام بطقوس حج الغريبة أم سينتهي معها".
وبخصوص المخاوف الأمنية خلال الموسم، قال رئيس الطائفة اليهودية في جربة، بيريز الطرابلسي، في تصريح لوكالات إعلامية رسمية، إن التخوفات الأمنية لن تؤثر (في إشارة إلى الوضع الأمني في تونس جراء العمليات الإرهابية) على سير الموسم الحالي، وإنه تم تلقي تطمينات من السلطات التونسية بتأمين موسم الحج لهذا العام.
وصرح وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي، بأن وزارته عززت الاستعدادات الأمنية لموسم حج اليهود بجزيرة جربة.
ويتوقع رئيس الطائفة اليهودية في الجزيرة أن يرتفع عدد الزوّار اليهود هذه السنة إلى أكثر من 2500 زائر، بعدما كان في حدود ألفي سائح العام الماضي.
ويمتد موسم الحج اليهودي عادة لستة أيام تخصص لإقامة طقوس معيّنة، كما يعيش في مدينة جربة التونسية قرابة الـ2000 يهودي.
وتراهن تونس على إنجاح موسم الحج اليهودي لإعطاء صورة إيجابية عن تحسّن الوضع الأمني في البلاد، بشكل يضمن نجاح الموسم السياحي لهذا العام بعد هجوم "باردو" الدموي، الذي قتل فيه 21 سائحا.