بدأت بوادر أزمة جديدة تلوح في الأفق داخل الادارة الأمريكية بعد أن اضطر البيت الأبيض للاعتراف مساء الخميس بأن غارة أمريكية بواسطة طائرات بدون طيار "درونز" تم تنفيذها مطلع العام الحالي أدت الى مقتل رهينة أمريكي لدى تنظيم
القاعدة.
وتعهد البيت الأبيض بدفع تعويض لعائلة الرهينة الأمريكي الدكتور وارين وينستون، وهو موظف إغاثة يعمل لدى الحكومة الأمريكية.
وتبين أن غارة بواسطة طائرة بدون طيار استهدفت مجمعا لتنظيم القاعدة في منطقة وزيرستان على الحدود بين باكستان وأفغانستان خلال شهر كانون ثاني/ يناير الماضي أدت الى مقتل الدكتور وينستون، اضافة الى رهينة ايطالي آخر يدعى جيوفاني لو بورتو وهو عامل إغاثة أيضاً.
وأدت الغارة الى مقتل مواطن أمريكي آخر يدعى آدم داغان، لكنه أحد قادة تنظيم القاعدة ويكنى باسم "عزام الأمريكي"، لكن البيت الأبيض كشف مساء الخميس أن الغارة كانت تستهدف في الاساس القيادي في تنظيم القاعدة أحمد فاروق، وهو مواطن أمريكي أيضا، لكنه نجا منها حيث لم يكن موجودا في المكان عندما تعرض للقصف.
وقالت جريدة "الغارديان" في تقرير على موقعها الالكتروني اطلعت عليه "عربي21" إن اعتراف البيت الأبيض بقتل هؤلاء المواطنين الأمريكيين سوف يشكل ضغطا كبيرا على إدارة
أوباما، كما أنه سيفتح الباب مجددا أمام الكثير من الأسئلة بشأن البرنامج السري للغارات التي تقوم بها الطائرات بدون طيار الأمريكية، والتي تؤدي الى مقتل مواطنين أمريكيين خلافا للقوانين والدستور الأمريكي، بدلاً من أن تقوم بحمايتهم.
وعبر أوباما عن اسفه عن هذا الخطأ، فيما تعهدت ناطقة باسم البيت الأبيض بتعويض عائلة الرهينة الأمريكية الذي قتل في الغارة الأمريكية بعد ان كان محتجزا بسلام لدى تنظيم القاعدة.
واعترفت الناطقة باسم البيت الأبيض أن الغارة التي ضلت هدفها بطائرة "درونز" تمت الموافقة عليها بناء على معلومات استخباراتية ضعيفة، حيث أن المعلومة التي تلقتها الولايات المتحدة كان مفادها أن المجمع يتم استخدامه من قبل قادة "القاعدة"، ولم يكن لدى الاستخبارات الأمريكية أي علم بشأن استخدامات المجمع ولا هوية الشخصيات التي تقيم فيه.
وكانت الأنباء قد تضاربت بشأن مقتل "عزام الأمريكي" قبل أن يؤكد البيت الأبيض النبأ، أما الدكتور وينستون فشكل اعتراف البيت الأبيض بمقتله مفاجأة قد تتحول الى الشغل الشاغل لوسائل الاعلام الأمريكية خلال الأيام المقبلة.