يعتبره البعض "الرجل القوي" في
السعودية؛ فالأمير
محمد بن سلمان نجل العاهل السعودي ورئيس ديوانه ووزير الدفاع بات تحت الأضواء بشكل كبير منذ بدء عملية "
عاصفة الحزم" في
اليمن المجاور.
وبعد شهرين من استلامه حقيبة الدفاع خلفا لوالده الذي أصبح ملكا، وجد الأمير الشاب نفسه في الصفوف الأمامية للحرب التي أعلنتها المملكة على رأس تحالف عربي واسع ضد الحوثيين في 26 آذار/ مارس.
ومنذ ذلك التاريخ، تشن المقاتلات السعودية غارات يومية ضد المتمردين الزيديين في اليمن وفي المناطق الحدودية بين البلدين. وقد قتل ثمانية جنود سعوديين في اشتباكات على الحدود.
وليس هناك معلومات أكيدة حول سن الأمير محمد بن سلمان، إلا أن تقديرات كثيرة تشير إلى أنه يبلغ من العمر ما بين 30 و35 عاما.
ولا يشغل الأمير محمد بن سلمان منصب وزير الدفاع فقط، بل هو أيضا رئيس الديوان الملكي والمستشار الخاص للملك، كما أنه عضو في مجلس الشؤون السياسية والأمنية ورئيس مجلس، الشؤون الاقتصادية والتنمية.
وقال مصدر دبلوماسي غربي "إنه الرجل القوي في المملكة" مشيرا إلى أنه "يشرف على كل ما هو مهم في البلاد".
وكرئيس للديوان الملكي، يحظى الأمير محمد بـ"موقع ذي نفوذ هائل"، بحسب ما قال الضباط السابق في الاستخبارات الأمريكية بروس ريديل الذي يدير مشروع معهد بروكينغز في واشنطن.
وذكر ريديل أن محمد بن سلمان يشارك في إدارة الشؤون الأمنية للبلاد مع وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ومع وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله.
وجاء في سيرة ذاتية نشرتها مؤسسة "مسك" التي أسسها الأمير محمد بن سلمان لتنمية الشباب، أن الأمير لديه عشر سنوات من الخبرة المهنية، وهو ناشط في المجال الخيري.
ويحمل الأمير محمد إجازة في الحقوق من جامعة الملك سعود. وقد أصبح في 2009 مستشارا خاصا لوالده الذي كان حينها أميرا للرياض قبل أن يصبح في 2013 رئيسا لديوان والده الذي أصبح وليا للعهد.
وفي نيسان/ إبريل 2014، عين الأمير محمد بن سلمان، وزيرا للدولة وعضوا في مجلس الوزراء قبل أن يعين في منصب وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي مع اعتلاء والده سدة الحكم في 23 كانون الثاني/يناير، خلفا للملك الراحل عبد الله بن عبدالعزيز.
وقال ريديل: "معروف عن الأمير محمد أنه متحمس وطموح".
ومع حرب اليمن، بات الأمير محمد في موقع محوري في المملكة التي بات وزنها الإقليمي أكثر بروزا مقارنة في عهد الملك عبدالله.
وقال مصدر سعودي طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه "يحسب للأميرين محمد بن سلمان ومحمد بن نايف قيادتهما المثالية للحرب في اليمن عسكريا وسياسيا".
ووزعت صور صحافية أظهرت الأمير محمد بن سلمان مستقبلا نظراءه الأجانب، وصور أخرى التقطت أثناء قيامه بزيارة جرحى القوات المسلحة السعودية جراء النزاع في اليمن.
وغالبا ما يثني المغردون في الخليج على عمل الأمير محمد بن سلمان.
وكتب أحد المغردين "إنه قوي وشجاع"، فيما قال عنه آخر إنه "سعودي شجاع لكنه لا يملك خبرة في الحرب".
وذكر المصدر الدبلوماسي في هذا السياق، أن هناك تساؤلات حول مدى إصغاء الأمير محمد بن سلمان للقيادات العسكرية، خصوصا أنه مدني وليست لديه خلفية عسكرية.
إلا أن مصدرا سعوديا آخر أشار إلى أن الأمير محمد بن سلمان يعمل بتفاهم مع القوات المسلحة وهو يغتنم "فرصة فريدة ليظهر فاعليته"، وهي فرصة يعطيه إياها والده الملك.
وقال نواف عبيد، الخبير في مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية التابع لجامعة هارفرد: "هناك تناغم ملفت بين القيادة السياسية وكبار الضباط الذين يقودون العمليات العسكرية بشكل يومي".
وبحسب المصدر الدبلوماسي الغربي، فإن صعود الأمير محمد بن سلمان في المشهد السعودي سيستمر، وإنما "شرط أن تنتهي الحرب في اليمن بشكل جيد".