أربعة مشاهد توزع عليها جانب كبير من اهتمامات الصحف
المصرية الصادرة السبت 18 نيسان/ أبريل 2015، أولها يعكس الاهتمام الذي يوليه الرئيس المصري بعد الانقلاب عبدالفتاح
السيسي بطلاب كليات الجيش والشرطة، إذ إنها أبرزت زيارته للكلية الحربية فجر الجمعة، وكلمته في الطلبة التي أكد أن مصر لم ترسل قوات برية إلى اليمن.
في هذا الصدد نوهت الصحف بلقاء دعائي للسيسي مع فريق شبابي كان يمارس سباق "الماراثون"، في الطريق!
وأبرز المشهد الثاني الفساد الذي تعوم فوقه مصر حاليا، وهو ما كشفه ضبط موظفة اختلست مائة مليون جنيه من أموال الدولة، الذي اهتمت به الصحف.
أما المشهد الثالث فتناول الشعب الذي يعاني من تأثير العسكرة والفساد، متمثلا في "عودة معارك الوقود" -نهارا- بحسب جريدة "الوطن".
وتناول المشهد الرابع التعتيم، والتشويه، الذي تمارسه السلطات القائمة بحق احتجاجات المعارضين، وهو ما تجسد في التعتيم على مظاهرات "الصمود طريق النصر"، التي خرجت في العديد من المحافظات، الجمعة، رافضة للحكم العسكري، ومطالبة بعودة المسار الديمقراطي.
ولم يخل الأمر من الاستمرار في تشويه جماعة
الإخوان المسلمين إذ نشرت "الوطن" ملفا يتهم مؤسس جماعة الإخوان بالسطو على جمعية شقيقه عبدالرحمن البنا، في وقت برأت فيه صحف أخرى الإخوان من تهمة قتل مفتش مباحث الجيزة، بعد ضبط 5 من المسجلين خطر سرقات بالإكراه.
ونشرت الصحف عددا من الحوارات المهمة، ومقالات توجه نقدا بناء للأوضاع الداخلية.
السيسي في الكلية الحربية فجرا
أبرزت صحف السبت الزيارة التي قام بها السيسي للكلية الحربية فجر الجمعة، وتصدرتها صورة السيسي لدى زيارته الكلية، وكذلك، وهو يتابع طلابها، في خلال أدائهم تدريبات اللياقة.
وقالت الأهرام (في مانشيتها): "نبني ونعمر ولا نخرب أو ندمر .. والله شاهد.. الرئيس خلال لقائه طلبة الكلية الحربية: الأعمال الإرهابية الخسيسة لن تنال من عزيمة أبطال القوات المسلحة والشرطة.. حريصون على الحل السياسي باليمن.. ولا أتخذ قرارا منفردا".
وقالت الوطن (في المانشيت أيضا): السيسي لطلبة الحربية: الإرهابيون أفلسوا ولن يفلتوا من العقاب.. الرئيس: لابد من التعامل بحذر في مسألة تجديد الخطاب الديني لأنها مسؤولية أمام الله والوطن.
وبمانشيت مشابه قالت الشروق: السيسي: نشارك في حرب اليمن بقوات بحرية وجوية فقط.. الرئيس يزور الكلية الحربية للتعزية في ضحايا حادث كفر الشيخ.. ويؤكد: مصر تواجه إرهابا لا دين له.
وفي المانشيت كذلك، قالت المصري اليوم: السيسي: نواجه الفكر بالفكر والسلاح بالسلاح.. الرئيس: الشعب سيكون أول من يعلم إذا أرسلنا قوات إلى اليمن.. مقتل 16 إرهابيا في حملة بسيناء.. ووزير الداخلية: نخوض حربا لا مجال فيها للتردد.
وغير بعيد، قالت الأهرم: وزير الداخلية: لا تهاون في حربنا من أجل الوطن.
موظفة تختلس مائة مليون جنيه
أبرزت صحف السبت ضبط موظفة اختلست لنفسها مائة مليون جنيه من أموال الدولة.
فقد تمكنت هيئة الرقابة الإدارية بضبط مديرة عام الحسابات بإدارة 6 أكتوبر التعليميه لاستيلائها على 100 مليون جنيه من أموال الموازنة العامة للدولة.
وترجع وقائع القضية إلى قيام مديرة عام الحسابات بإدارة 6 أكتوبر التعليمية بإصدار شيكات بعشرات الملايين من الجنيهات من موازنة الجهة لصالح شقيقها وآخرين لا يقابلها مستندات صرف، واستيلائها على تلك المبالغ لنفسها.
وبتحريات الرقابة الإدارية ثبت أن الموظفة حققت كسبا غير مشروع يتمثل في ممتلكات عقارية ومنقولة وإيداعات بنكية ومبالغ سائلة تتعدى قيمتها 100 مليون جنيه، وقامت بإثبات معظمها باسم نجلتها وأشقائها بهدف محاولة إخفائها، إلا أن الرقابة التقطت المعلومات، وقامت بتوثيقها وعرضها على إدارة الكسب غير المشروع التي قررت حبسها وشقيقتها على ذمة التحقيقات، وإخلاء سبيل نجلتها بعد اعترافها بالوقائع المنسوبة لوالدتها.
فقالت الأهرام: مسؤولة بإدارة أكتوبر التعليمية تستولي على 100 مليون جنيه.
وقالت المصري اليوم: الرقابة الإدارية تكشف استيلاء موظفة بالمالية على نحو 100 مليون جنيه.. حبس موظفين بالبحيرة بعد ضبطهم متلبسين بالرشوة.
عودة معارك الوقود
تناول صحف السبت عودة معارك الوقود. ومع صورة "طوابير السيارات أمام محطة وقود في الغربية"، قالت الوطن: عودة معارك الوقود في المحافظات بعد اختفاء السولار وبنزين 80.
وبحسب "الوطن"، فقد "شهدت محطات الوقود في بعض المحافظات نقصا حادا في السولار والبنزين 80، ما تسبب في تكدس السيارات أمام المحطات، ونشوب مشادات كلامية بين أصحاب المخطات والسائقين تطورت إلى اشتباكات بالأيدي".
تعتيم على "الصمود طريق النصر"
مارست صحف السبت تعتيما، وتشويها، إزاء مظاهرات "الصمود طريق النصر" التي خرجت في العديد من المحافظات رافضة للحكم العسكري، ومطالبة بعودة المسار الديمقراطي.
فقد خرج الآف المصريين بمحافظات عدة الجمعة، في مظاهرات منددة بـ"حكم العسكر، في مستهل أسبوع "الصمود طريق النصر"، وكذلك رفضا لدعوات خلع الحجاب، وأحكام الإعدام بحق المعتقلين، واشتغال المؤسسة العسكرية بالسياسة، والتعسف الأمني بحق المدنيين.
وردد المتظاهرون هتافات مطالبة بالقصاص لدماء الشهداء، وإطلاق الحريات العامة في البلاد، والإفراج عن المعتقلين، وإسقاط حكم العسكر، وعودة الشرعيه. ورفعوا شعارات رابعة، وهتفوا: "وحياة دمك يا شهيد.. ثورة تاني من جديد"، ورفعوا علم مصر، وسط تفاعل من المارة، والسائقين.
وشهدت المظاهرات في بعض المناطق -ومنها المطرية بالقاهرة- اعتداءات على المتظاهرين من قبل قوات الأمن التي أطلقت قنابل الغاز والدخان والخرطوش في محاولة لفض المظاهرات.
ونشرت "الوطن" تقريرا مضللا عن المظاهرات، إذ قالت: "ميليشيات الإخوان تقتل مواطنا بالشرقية وتحرق منازل في بني سويف.. مسيرات النظيم تشتبك مع الأهالي في المحافظات والأمن يضبط 210 مطلوبين في اقتحام الأقسام".
وفي المقدمة، قالت الصحيفة: "واصلت ميليشيات تنظيم الإخوان الإرهابي أعمال العنف ضد المدنيين، وأعلن تنظيم "العقاب الثوري" عبر صفحته على فيسبوك مسؤوليته عن قتل مواطن في الشرقية بزعم تصديه لمظاهرات الإخوان، وتبنت "كتائب المقاومة الشعبية" الإخوانية تفجير عبوة ناسفة في أحد أبراج الكهرباء تحت الإنشاء بعزبة توفيق في الإسماعيلية، وفجر مجهولون غبوة ناسفة في ميدان سفنكس بالمهندسين دون وقوع إصابات".
وتابعت الوطن: "نجحت أجهزة الأمن في القبض على 210 من قيادات الإخوان وأعضاء الخلايا النوعية والإرهابية. وشهدت مظاهرات عناصر الإخوان أمس اشتباكات حادة بين عناصر الجماعة الإرهابية وقوات الشرطة والأهالي في القاهرة والإسكندرية"!
تشويه الإخوان بمزاعم جديدة
لم يخل الأمر في صحف السبت من الاستمرار في تشويه جماعة الإخوان المسلمين، إذ نشرت الوطن ملفا بعنوان: "الوطن" تكشف: الخطابات السرية بين البنا وشقيقه تفضح أخلاقيات الإخوان.. المرشد الأول يستولي على جمعية أسسها شقيقه.. وعبدالرحمن يعاتبه ويرفض التوقيع على الإيصالات.. والخطابات تجيب عن السؤال اللغز في تاريخ الجماعة: كيف انتشر الإخوان بالقاهرة في فترة وجيزة بداية الثلاثينيات؟
لم تقل الصحيفة كيف حصلت على تلك الرسائل التي تعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي، كما أنها رددت مزاعم حول استيلاء البنا على جمعية شقيقه عبدالرحمن في القاهرة، جمعية الحضارة، إذ "انتقل البنا بالجماعة من الإسماعيلية للقاهرة، فطمع في جمعية أخيه، الذي سلمها له، بأعضائها، وأنشطتها، وعبر هذا الكيان انطلق تنظيم الإخوان، وانتشر خلال فترة وجيزة في القاهرة"!
.. وتبرئة الإخوان من قتل مفتش مباحث الجيزة
برأت صحيفة "المصري اليوم" الإخوان المسلمين -بشكل غير مباشر- من اغتيال مفتش مباحث الجيزة.. إذ قالت إن قاتليه هم تشكيل عصابي مكون من 8 عناصر إجرامية متخصصة في السرقات بالإكراه.
وأشارت إلى أن قوات الأمن تمكنت من إلقاء القبض على 5 منهم، في أثناء هروبهم بالمنطقة الجبلية بالصف جنوب الجيزة، مشيرة إلى أنهم قتلوا المفتش عندما كانوا في طريقهم لسرقة سيارة تقل أموال أحد البنوك، فتم قتل المفتش في أثناء التصدي لهم، ثم هربوا، وتركوا السيارة.
وفي العنوان، قالت المصري اليوم: القبض على 5 متورطين في قتل مفتش مباحث الجيزة.. المتهمون يعترفون باركاب جرائم أخرى.
وقالت الشروق: القبض على 5 مسجلين خطر بتهمة اغتيال العميد الإسلامبولي.
مكرم يحذر من التدخل البري
أجرت صحيفة "الشروق" حوارا مع الكاتب الصحفي المقرب من السيسي مكرم محمد أحمد، قال فيه إن موقف باكستان من الحرب البرية في اليمن يفرض على مصر مراجعة موقفها، قائلا أيضا: "على الإخوان محاكمة قادتهم الفاشلين.. وعلى السيسي قبول المصالحة معهم إذا نبذوا العنف"، على حد قوله.
النور: لا مجال لتقويم السيسي
في الحوار الثاني الذي أجرته صحيفة الشروق مع نائب رئيس حزب النور بسام الزرقا قال إن تطبيق الشريعة وظيفة مجلس النواب المقبل، وإن الفجور العلماني سيقابله تطرف ديني.
وأضاف: "أقول للرئيس: احذر الدب الذي يحبك أكثر من الثعلب الذي يكرهك". وتابع: من الظلم أن نقيم الحكومة الآن لأنها حكومة أزمة.
وتابع: "لا مجال لتقييم رئيس الجمهورية حتى تُستكمل المؤسسات، ونقيم الكل من خلال الدستور، مضيفا: "الرئيس يبذل كثيرا من الجهد، والتقييم الموضوعي يحتاج إلى وقت أطول"!
كل هذا الانسداد السياسي
في مقاله بعنوان "كل هذا الانسداد السياسي"، في "الشروق"، حذر عبدالله السناوي من أن القنوات السياسية في حالة انسداد يكاد يكون كاملا، وأن الحوار العام في حالة مماثلة.
وقال: "هذا ينذر بمخاطر لا يمكن تجنبها، وأزمات تطرق الأبواب بقسوة رغم أي تقدم حدث"، موضحا أن "فكرة الحوار ذاتها افتقدت صدقيتها واحترامها في الخطاب الرسمي"، ومحذرا من أنه لا يوجد سياق سياسي يضمن التماسك الوطني الضروري في لحظة تحديات كبرى.
واستطرد بأنه "في الأزمات الوجودية التي تتعرض لها مصر على حدودها المباشرة أو عند منابع النيل لا حوار جدي من أي نوع مع أية قوى سياسية يبين الحقائق، ويساعد على أوسع توافقات وطنية ممكنة، وليس هناك حوار في الأزمة اليمنية، وحدود الدور المصري فيها، ما هو ضروري، وما هو محظور".
وتابع: "في حرب ضارية مع الإرهاب لا تصلح الوسائل الأمنية وحدها، والكلام عن أننا صامدون في مواجهته، وقادرون على دحره.. صحيح في مجمله، لكنه يفتقر إلى أي تفسير مقنع لأسباب ارتفاع وتيرة عملياته في سيناء، والداخل معا، رغم كل الدماء، والتضحيات التي بُذلت".
واختتم مقاله بالقول: "الانسداد السياسي هو "كعب أخيل" الذي تنفذ منه كل السهام".
لماذا القاضي النزيه زكريا عبد العزيز؟
تحت هذا العنوان، قال عبدالغفار شكر، بجريدة الأهرام، معلقا على "إحالة القاضي النزيه زكريا عبدالعزيز إلى التأديب والصلاحية بسبب بلاغ يتهمه باقتحام مقر أمن الدولة في مدينة نصر".
وأضاف: "الأحداث تثبت كذب هذا الادعاء حيث هناك العديد من الشخصيات تؤكد أنه لبى نداء من الكثيرين أن يذهب إلى مقر مباحث أمن الدولة في مدينة نصر لكي يشارك مع آخرين في اقناع شباب الثورة لإخلاء المقر، وحماية محتوياته من التدمير، وقام بهذه المهمة فعلا لما يكنه الشباب له من احترام وتقدير فضلا عما نشرته وسائل الإعلام عن هذا الدور".
واستطرد شكر: "نتوقع ألا يكون ما يحدث الآن للقاضي زكريا عبدالعزيز هو نهاية المطاف بل ستكون هناك محاولات أخرى للاساءة إلى رموز ثورية، وإخلاء الساحة للنظام القديم للعودة مرة أخرى"، على حد قوله.