شهد معرض "نون" للكتاب المستعمل، بالمركز الثقافي الملكي، وسط العاصمة الأردنية
عمان، في نسخته الخامسة، إقبالا جماهيريا لافتا، خاصة على شراء الكتب السياسية والروايات في يوميه الأول والثاني، بحسب ما تابعه مراسل "الأناضول".
ويتوقع منظمو المعرض أن يشهد يومه الختامي غدا السبت إقبالا أكبر، حيث يختتم المعرض أعماله بأمسية شعرية للشاعرين الفلسطينيين مريد البرغوثي وولده تميم.
وشهد ركن كتب السياسية والرواية العربية والمترجمة، إقبالا وحشدا من رواد المعرض، وكانت الأكثر مبيعا، بحسب محمد الطحان المشرف الإعلامي على المعرض.
وأضاف الطحان أن المعرض انطلقت فكرته في العام 2011 عبر مؤسسة "انكتاب" وهي مؤسسة غير حكومية، تعنى بتمكين القراءة في المجتمع، وكان من بين مبادراتها فكرة معرض "نون".
وأوضح أن المعرض، الذي تم هذا العام بالشراكة مع منتدى عبد الحميد شومان (منتدى ثقافي غير حكومي)، احتوى على 100 ألف كتاب غالبيتها مستعملة، ويقوم المشرفون على المعرض بالإعلان لمن يرغب في بيع كتابه المستعمل، ويتم عرضه برسم البيع في المعرض على أن يتراوح سعره ما بين عشرة قروش (أقل من ربع دولار) و ثلاثة دنانير (نحو خمسة دولارات).
وأضاف الطحان أن القائمين على المعرض اختاروا أن تكون الأديبة المصرية الراحلة رضوى عاشور (توفيت في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي) شخصية المعرض لهذا العام، وتم تخصيص ركن لمؤلفاتها في المعرض.
والراحلة هي زوجة الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي ووالدة الشاعر تميم البرغوثي، اللذين سيقدمان أمسية شعرية في اختتام أعمال المعرض غدا السبت.
وقال الطحان إن "المعرض يهدف إلى تدوير المعرفة ولذلك جاءت فكرة بيع الكتب المستعملة، كي لا تبقى الكتب مركونة على الرفوف، فيستفيد منها الآخر".
وقالت رنا هباهبة (33 عاما)، إحدى زائرات المعرض، إنها تحرص على المجيء إلى المعرض في كل عام، حيث تباع الكتب بأسعار مناسبة.
وأفادت هباهبة بأنها اشترت كتابين، هما "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" للكاتب السوري خالد خليفة و"الحياة في مكان آخر" للكاتب التشيكي ميلان كونديرا، وعددا من مؤلفات الكاتب المصري الراحل مصطفى محمود.
شادي العبادي (24 عاما)، زائر آخر، قال إن المعرض يقدم فكرة نبيلة بتدوير الكتب المستعملة، لافتا إلى أنه مهتم بركن اللغات والفكر السياسي وكتب الفلسفة، وأن أول الكتب التي قام بتناولها تتحدث عن العقل الباطن.
وكان المعرض افتتح أعماله أمس الخميس ويستمر حتى غدا السبت، وشارك فيه عشرات الشبان المتطوعين الذي قاموا بالتبرع لبيع الكتب.
يشار إلى أن فكرة معارض الكتب الشعبية بدأت تنتشر في الأردن في الآونة الأخيرة، خاصة مع انطلاق ثورات الربيع العربي، فقد شهد العام 2011 ولادة فكرة "أزبكية عمان" التي تقوم ببيع
الكتاب المستعمل بأسعار زهيدة في محاكاة لتجربة "سور الأزبكية" في مصر.