تتواصل معارك الكر والفر في
مخيم اليرموك جنوب دمشق، بين عدد من فصائل المعارضة المسلحة تتقدمها
أكناف بيت المقدس، ومجموعات
تنظيم الدولة المتواجدة في المخيم، في ظل أنباء عن نية داعش الانسحاب من المخيم باتجاه معقله في الحجر الأسود، بعد تسليم معظم النقاط التي سيطر عليها في وقت سابق لـ"جبهة النصرة".
وأفاد الإعلامي في المخيم إسماعيل مطر، أن "الأيام الثلاثة الماضية شهدت هدوءا في وتيرة القصف من قبل قوات النظام، واقتصرت على قذائف الهاون، والوضع هادئ إلا من بعض القذائف، وكذلك وتيرة الاشتباكات بين الفصائل وداعش انخفضت، لأن العمل كان باتجاه جبهة الحجر الأسود".
وأوضح مطر أن الحجر الأسود الواقع جنوب المخيم، يشهد معارك بين تنظيم الدولة والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام الذي سيطر على أجزاء منه.
أما بالنسبة لوضع النازحين، فأكد مطر أن "أكثر من ألف عائلة نزحوا وتوزعوا في يلدا وببيلا المجاورتين للمخيم، وأن حركة الحياة طبيعية جدا هناك، والوضع من الناحية الإنسانية جيد وإلى تحسن، وتقوم المنظمات الفلسطينية بإدخال المواد الغذائية إلى يلدا، مع وجود تسهيلات كبيرة في ذلك".
الأونروا: البقاء حيا في اليرموك "معجزة"
إنسانيا، وصف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأممية (أونروا)، بيير كرينبول، الحياة في مخيم اليرموك، للاجئين الفلسطينيين، جنوبي العاصمة السورية دمشق، بـ"الجحيم"، وأن بقاء "الأحياء" في داخله "معجزة".
وأضاف كرينيول في مقالةٍ نشرها، اطلعت "
عربي21" على نسخة منها، إن أوضاع اللاجئين داخل مخيم اليرموك، الذي يسيطر تنظيم "داعش" على أجزاء واسعة منه، تُحتم على المجتمع الدولي الاستجابة للمآسي، وتقديم المساعدة الإنسانية لآلاف المدنيين المحاصرين داخل المخيم.
وقال كرينبول إنه التقى خلال زيارته مركز إيواء يقيم فيه أشخاص تمكنوا من الخروج من مخيم اليرموك، بطفلين رضيعين، كانا قد غادرا اليرموك، في الأسبوع الماضي، متابعا: "أن يبقى الطفلان على قيد الحياة، فتلك معجزة، اليرموك بات جحيما، بل هو كما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون (الدرك الأسفل للجحيم)".
ولفت المفوض العام الانتباه، في مقالته على موقع شبكة "سي إن إن"، إلى مأساة طفلين فلسطينيين لاجئيْن، (جهاد عمره 14 يوما)، ومحمد (3 أشهر)، مضيفا: "لدى نظري إلى تلك الوجوه الصغيرة البراقة ولمسي لأياديهما النقية، فإن المنطق وراء مهام ولايتنا الإنسانية ومهمتنا بتقديم الحماية لم تكن يوما ما بأقوى مما شعرت بها حينها".
وكان المفوض العام لـ"أونروا"، وصل، السبت الماضي، إلى دمشق في زيارة تهدف، بحسب بيان صادر عن الوكالة، إلى البحث مع المسؤولين السوريين "في مقاربات سلمية لمعالجة التداعيات الإنسانية للوضع" في اليرموك.
وأكد كرينيول أن مخيم اليرموك يعاني من الحصار والجوع، وأن الفرد يقتات على( 400 سعر حراري)، في اليوم الواحد فقط، مشددا على أهمية تقديم المساعدة لمن قرروا الخروج "مؤقتا" من مخيم اليرموك، وإيجاد مأوى في مكان آخر، وأن يفعلوا ذلك بأمان.
ودعا كرينبول إلى وقف الأعمال العدائية، والضغط على الجهات المسلحة في اليرموك، من أجل إنهاء "الصراع"، وأن يكون اليرموك المكان الذي تتأسس فيه سياسة الممكن، وأن يبقى له "وجهه الإنساني".
وتفيد مصادر فلسطينية بأن 2500 لاجئ فلسطيني من أصل 18 ألفا تمكنوا من الفرار من المخيم بعد دخول تنظيم داعش، بعضهم بتسهيلات من قوات النظام، وبعضهم تسلل إلى الخارج من نقاط مختلفة.
وفي الأول من نيسان/ أبريل الجاري، دخل مسلحو تنظيم الدولة مخيم اليرموك (جنوبي العاصمة السورية دمشق)، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم وبين تنظيم يتواجد في المخيم، يدعى "كتائب أكناف بيت المقدس"، وسيطر التنظيم -بحسب أرقام منظمات حقوقية دولية- على أكثر من 80% من مساحة المخيم(البالغة 2,1كم2).
وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إنها تقف عاجزة عن تقديم المساعدات لأهالي مخيم اليرموك، في ظل استمرار الاشتباكات بين التنظيمات المسلّحة داخل المخيم.
وكان نصف مليون فلسطيني يعيشون في مخيم اليرموك قبل بدء الصراع السوري في 2011، وبعد أن تعرض للحصار منذ أكثر من عامين، إضافة إلى "القصف اليومي"، فر ما لا يقل عن (185 ألفا) من أهالي المخيم، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إلى مناطق أخرى داخل
سوريا، أو اللجوء إلى دول الجوار.