شهدت الضاحية الجنوبية في بيروت، الاثنين، تشييع زعيم الحوثيين الروحي عبد الملك الشامي، الذي توفي متأثرا بإصابته، ليدفن بجانب القائد العسكري السابق لحزب الله عماد مغنية، الذي كان على علاقة وثيقة معه، بحسب مصادر لبنانية.
وأكد مراسل "عربي21" في بيروت تشييع الشامي، الذي أصيب في تفجير قام به تنظيم الدولة بمسجد الحشحوش في صنعاء، قتل فيه حينها عدد من المصلين في 20 من آذار/ مارس الماضي.
وعلّق مراقبون على الحدث بالقول إن الحزب يؤكد من خلال الدفن الرمزي للقيادي
الحوثي، الذي أصيب في
اليمن، ولقي حتفه في طهران، وشيع في بيروت، أن "المشروع
الإيراني لا يفرّق بين
لبنان واليمن، وأنه واحد، وحزب الله هو العرّاب"، على حد قولهم.
وطبقا لما نشر موقع "جنوبية" اللبناني المعارض لحزب الله، يعدّ الشامي ضابط ارتباط بين الحوثيين والإيرانيين، حيث كان المبعوث الخاص لعبدالملك الحوثي إلى لبنان وسوريا وإيران.
ولم يخفِ حزب الله دعوات التشييع، إذ انتشرت بين أنصار حزب الله دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، تحث على المشاركة في وداع الشامي، وتشييع جثمانه، كما قالت صحيفة المدن اللبنانية إن "مَن يتجوّل في شوارع الضاحية، يرى اللافتات والصور التي تنعي القيادي الحوثي، فيما بلغت الدعوات للمشاركة بتشييعه في روضة الشهيدين بلغت معظم المناصرين"، على حد تعبيرها.
وأضافت الصحيفة، بالإضافة لمصادر يمنية، أن المعلومات تشير بأن الشامي قضى في أحد المستشفيات الإيرانية، جراء إصابته، في حين تتحدث مصادر أخرى للصحيفة إلى إمكانية وفاته في أحد مستشفيات لبنان، فيما تقول معلومات قريبة من "حزب الله" لـ"المدن" إن الشامي قد أوصى بدفنه إلى جانب مغنية، والحزب لبّى طلبه.
وبحسب موقع جنوبية؛ هاجر الشامي قبل 17 عاما إلى سوريا للدراسة في حوزة الخميني في دمشق بترشيح من مؤسس الحركة الحوثية حسين الحوثي. وعمل الشامي خلال دراسته في دمشق على استقطاب طلاب يمنيين للدراسة في الحوزات، وكان يتولى توزيعهم على كل من لبنان وسوريا وإيران، وإعادة إرسالهم للعمل ضمن تشكيلات الحركة الحوثية.
وكان الشامي يعد لتأسيس مدارس في اليمن، تكون فرعا لمدارس المصطفى في بيروت، إضافة إلى تشكيل إطار إداري موحد للحوزات والمدارس الشيعية في اليمن، ويكون هو المشرف عليها بتكليف من عبد الملك الحوثي.
وبحسب مصادر "المدن"، فإن الإيرانيين "يعتبرون الشامي جوادهم لنقل التشيّع إلى الصلب الحوثي"، والتي تؤكد أن له أدواراً أمنية بارزة، أهمّها أنه رابط التنسيق بين الحوثيين و"
حزب الله" والإيرانيين.
وتشير مصادر "المدن" إلى العلاقة الوثيقة التي تربط مغنية بالشامي، لا سيما أن مغنية كان المشرف المباشر على نشاط الحوثيين، مشيرة إلى أن اغتيال مغنية كان ضربة معنوية للحوثيين، أثرت على نشاطهم في الداخل، وانسحبوا - في تلك السنة - من عدد من المناطق التي كانوا قد سيطروا عليها، بالإضافة إلى إلقاء القبض على عدد من قياداتهم، بحسب صحيفة المدن.
وأضافت الصحيفة أنه "بعد اغتيال مغنية، تولّى الشامي التنسيق مع "حزب الله" في لبنان، ومع الجهات الإيرانيةإذ أوكلت إيران إدارة الملف اليمني، وهنا تبرز العلاقة المتينة بين الشامي والأمين العام للحزب. ولذلك يُعتبر الشامي شخصية غير عادية، ولذلك أيضا وافق الحزب على دفنه في روضة الشهيدين".