رأى مراقبون في النتيجة النهائية التي أسفرت عنها انتخابات
اتحاد كتاب مصر، الأسبوع الماضي، تخلصا من الذراع التي اعتمد عليها الرئيس المصري بعد الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، وهو الرئيس السابق للاتحاد، محمد
سلماوي، الذي كان العسكر ولاه منصب "المتحدث الرسمي باسم لجنة الخمسين" التي عينوها لوضع دستور 2014.
وكان أول قرار أصدره الاتحاد في جلسته الأولى برئاسة رئيسه الجديد الشاعر الدكتور علاء عبدالهادي، هو إعادة تشكيل مكتب مكافحة
التطبيع، وتفعيل نشاطه، تنفيذا لقرار الجمعية العمومية للاتحاد، بعد أن كان سلماوي جمده خلال فترة رئاسته للاتحاد، التي قاربت السنوات العشر.
وقال سلماوي في حوار مع صحيفة "المصري اليوم" الخميس: "إن اعتذاره عن خوض الانتخابات على منصبه كرئيس لاتحاد كتاب مصر، يأتي بعد قراره بدء مرحلة جديدة من حياته بعد بلوغه السبعين، سيتفرغ خلالها لاستكمال مشروعاته الإبداعية والثقافية، على حد قوله.
لكن عضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب الشاعر صلاح الراوي شدد على أن رئيس اتحاد الكتاب السابق لم يتخل عن رئاسة الاتحاد، لكنه أدرك أنه لابد أن يرحل، سواء اختار الرحيل أم لا.
وأضاف في تصريحات صحفية إلى أنه برحيل سلماوى انتهت مرحلة بكاملها فى الاتحاد، قائلا: لم نكن سنسمح بأي حال بإعادة انتخابه أو تزكيته كما حدث في الأعوام السابقة.
وتابع أن رحيل سلماوي لم يأت من فراغ، بل كان نتاج مجهود عام كامل خاصة في الثلاثة أشهر الماضية، مشيرا لجهود التحالف بين تيار التغيير الذى جاء منه رئيس الاتحاد الحالي علاء عبد الهادي، وجبهة التغيير الثوري التي يقودها الراوي، وهذا التحالف استطاع أن يزيح "الكتلة السلماوية"، مؤكدا أن عبد الهادي لم يكن ليبلغ رئاسة الاتحاد لولا هذا التحالف.
وعن أولويات الاتحاد في الفترة المقبلة، أشار للقرارات المهمة التي أصدرها المجلس الجديد، وعلى رأسها إلغاء قرار المجلس السابق بإلغاء مكتب "مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني"، الذى وصفه بـ"القميء"، واصفا هذا القرار بأنه مفتاح للصورة القادمة للاتحاد.
من جهته، قال الكاتب الصحفي عيد عبد الحليم إن نتائج انتخابات التجديد النصفي للاتحاد تأتي بعد أن تخلى الاتحاد عن دوره بعدما أثقل بجدول العضوية الذي لا يمثل فيه الكتاب الحقيقيون نسبة 10%، والباقي لا ينتمي إلى عالم الثقافة في شيء.
في السياق نفسه، قال عضو الاتحاد عبد القوى حسن، إن الشللية التي كانت تحكم اتحاد كتاب مصر، حالت دون تلبية احتياجات أدباء الأقاليم، واكتفى مجلس الإدارة بالجلوس في القاهرة داخل القاعات المكيفة، مضيفا أن مجلس الإدارة السابق لم يهتم بالأقاليم، وانشغل بالسفر خارج مصر.