رفض حزب الله
اللبناني ما أسماه "حملة التهويل والتهديد"، التي قال إن الرياض والسفارة
السعودية في بيروت تشنها على الإعلام اللبناني على خلفية بث التلفزيون اللبناني الرسمي لمقابلة الأمين العام للحزب حسن نصرالله مع قناة "الإخبارية" السورية.
ونقل البيان الذي جاء على لسان مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف، أن السفارة السعودية في بيروت "ووكلاءها المحليين، تقود حملة ترهيب منظم ضد الإعلام اللبناني، وآخر فصوله الاعتراض المرفوض وغير المبرر على نقل تلفزيون لبنان لمقابلة سماحة الأمين العام لحزب الله مع الإخبارية السورية".
وكان نصر الله قد هاجم في المقابلة، المملكة العربية السعودية، حين قال إن السعودية كانت لها علاقات ممتازة مع الشاه
الإيراني رغم أنه شيعي المذهب، ولكنه حليف لأمريكا وإسرائيل، وعادت النظام الإيراني بعد الثورة على الشاه لأنها ناصرت القضية الفلسطينية ودعمت حركات المقاومة وعادت إسرائيل.
ويرجع الخلاف الحاد والتجاذب بين الحزب وسفارة الرياض في بيروت إلى موقف حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله من عملية
عاصفة الحزم التي تشنها السعودية في اليمن، مع الاتهامات المتكررة لإيران وحزب الله بتدريب الحوثيين على الأراضي اليمنية.
وعودة إلى موضوع المقابلة، فقد قررت الحكومة اللبنانية عدم الدخول على خط الخلاف بين الفرقاء من تيار المستقبل بقيادة سعد الحريري من جهة وتيار حزب الله من جهة أخرى، خصوصا أن المقابلة بثت على التلفزيون الرسمي.
واتصل وزير الإعلام اللبناني رمزي جريج، بالسفير السعودي في بيروت، وأعرب له عن اعتذاره لما تخللته المقابلة التي نقلها تلفزيون "لبنان" الرسمي، الاثنين، مع الأمين العام لحزب الله من "إساءة للمملكة، ومواقف لا تعبر عن الإعلام اللبناني الرسمي الذي يمثله تلفزيون لبنان".
ورغم الملفات الكثيرة التي يناقشها الفرقاء في لبنان، فإنه يبدو أن السعودية ستصبح ملفا جديدا سيوسع الهوة ويطيل أمد حوارات التوافق التي يعقدها المستقبل وحزب الله.
سعد الحريري لم يخف امتعاضه من انتقاد حزب الله للسعودية التي تمثل حليفا للتيار، فأصدر بيانا شن فيه هجوما لاذعا على نصرالله.
وانتقد الحريري بث التلفزيون الرسمي اللبناني لمقابلة نصرالله مع "الإخبارية" السورية، معتبرا ذلك إقحاما لتلفزيون لبنان "في حلبة الملاكمة الإعلامية والسياسية، واستدراجه إلى فخ المشاركة في حفلة الشتائم ضد السعودية وقيادتها".
ورفض الحريري "استخدام مواقع الدولة اللبنانية ومنابرها، للنيل من دولة عربية شقيقة، والتطاول على السعودية ورموزها".
وليس الحريري وحده من انتقد موقف حزب الله من السعودية؛ فقد وجه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع انتقادات حادة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، على خلفية خطابه الأخير الذي هاجم فيه السعودية التي تقود تحالفا عربيا ودوليا ضد الحوثيين وأتباع الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح في اليمن.
وفي مؤتمر صحفي عقد في مقر حزبه بمنطقة معراب، تساءل جعجع: "ما مصلحة اللبنانيين في مهاجمة رئيس حزب لبناني للمملكة العربية السعودية؟"، مضيفا أن "السعودية ودول الخليج تستضيف مئات الآلاف من اللبنانيين، وهم يدخلون أربعة مليارات دولار إلى لبنان".
بيان حزب الله الذي انتقد ردة فعل الرياض على مقابلة أمينه العام، قال إن المملكة العربية السعودية لا تتحمل النقد والرأي المخالف ولا تسمح على الإطلاق بحرية التعبير والنشر؛ وإن سفارة السعودية في بيروت تقود حملة من التهويل والتهديد والترغيب والضغط على الحكومة اللبنانية وعلى الإعلام اللبناني؛ مشددا على أنها إنما هي حملة مرفوضة ومدانة.
ورأى البيان أن المسألة الرئيسة التي أثارت غضب السعودية وحكامها، والتي أدت إلى حملة شعواء من الردود والمواقف التي استنفرت سفراء السعودية وحلفاءها ووسائل إعلامها "هي أن سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بما يمثّل من قيم ومبادئ، وما له من احترام وتقدير عميقين في العالمين العربي والإسلامي، قام بفضح العدوان السعودي المتمادي على اليمن الشقيق، وما يرتكبه من مجازر بحق المدنيين الأبرياء، وسط صمت عربي وغربي مطبق، اشترته السعودية بمالها ونفوذها، باذلة إمكاناتها في شراء الذمم والضمائر الميتة، ومستخدمة كل أدوات التشهير والوعد والوعيد.. وإننا نعتقد أن الزمن لن يطول قبل أن يرتفع المزيد من الأصوات الحرة والشريفة في وجه العدوان والهيمنة والتسلط".
الحزب الذي يمثل في نظر بعض معارضيه دولة داخل الدولة استقبل اليوم موفد الرئيس الإيراني إلى لبنان، لبحث التطورات في المنطقة.
ورغم أن زيارة وزير الخارجية الإيراني مرتضى سرمدي رسمية، فإن الحزب فضل استقباله بشكل فردي لبحث التطورات في اليمن، والتي تشكل إيران جزءا من المشكلة فيها.
وقال بيان صادر عن حزب الله، الخميس، إن نصر الله استقبل سرمدي، دون أن يحدد التاريخ، مشيرا إلى أن الاجتماع تناول "مختلف التطورات في المنطقة، لا سيما الوضع في اليمن".