أبدى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دهشتهم مما اعتبروه "أكاذيب مُمنهجة"، درج النائب السابق للمرشد العام لجماعة
الإخوان المسلمين، الدكتور
محمد حبيب، على أن يلوكها بحق الجماعة، في مقالاته وتصريحاته المختلفة.
ومن تصريحات حبيب الزعم بأن رئيس حزب الحرية والعدالة، الدكتور سعد
الكتاتني (المسجون حاليا)، قد التقى "سفير إسرائيل" في السفارة الأمريكية في القاهرة، لإتمام صفقة مع واشنطن تستهدف إسقاط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وقال النشطاء إن مشكلة هذه التصريحات أن أصحابها مغيبون في السجون دون أن يمتلكوا حق النفي أو الرد أو التصويب، وهو ما يعرفه الدكتور حبيب نفسه، ما يمثل سقطة أخلاقية بحقه، فضلا عن أنها تشوه -عن عمد- صورة الجماعة وأبنائها بصورة غادرة، في وقت تشن فيه سلطات الانقلاب على الجماعة حربا شعواء، تستند إلى خطة منظمة لتشويهها، والإساءة إليها.
كما أن الإعلام الموالي لعبد الفتاح السيسي يتخذ من هذه الحوارات والتصريحات والمقالات -التي دأب حبيب فيها على نهش عرض الجماعة- وقودا لتغذية حربه السافرة على الجماعة، التي قضى حبيب بين جنباتها، أكثر من عشرين عاما، واحتل منصب "النائب الأول لمرشدها" ست سنوات، وكان قاب قوسين من أن يصبح مرشدها العام.
وأضاف الناشطون أن نسبة كبيرة مما يقوله حبيب يدخل في بند الخصومة الشخصية، علما بأن هناك تعارض مصالح بين ما يتفوه به، وماضيه السابق في الجماعة التي خرج منها، على إثر خلافات شخصية، تتعلق بتطلعه إلى شغل منصب مرشدها العام، بعد عدم إشباع رغبته من منصب "النائب الأول للمرشد".
ولا يخضغ كثير مما يقوله حبيب بحق الجماعة للعقل والمنطق، فضلا عن أنه يحرص على تقديم نفسه فيها في دور البطل والوطني والزاهد، في وقت تتعرض فيه الجماعة، وأعضاؤها، لمظالم هائلة، لا تخفى على أعدائها قبل أصدقائها.
ويبدي الناشطون دهشتهم البالغة من أن الوقائع التي يقول الدكتور حبيب إنها حدثت بالفعل، لم يكشف لا الأمريكيون، ولا الإسرائيليون، ولا سلطات الانقلاب، ولا أجهزة المخابرات العالمية والمحلية، النقاب عنها، على الرغم من اشتراك هؤلاء جميعا في الحرب الدائرة على الجماعة.
لقاء مع السفير الإسرائيلي
في الجزء الثاني من حواره مع صحيفة "
المصري اليوم"، الصادرة الأربعاء، قال حبيب إن من دلالات التعاون الأمريكي الإخواني أن: "سعد الكتاتني، وسعد الحسيني، وحازم فاروق، زاروا السفير الأمريكي في السفارة عام 2007، والتقوا بالسفير الإسرائيلي هناك، بحسب ما وصلني من معلومات، وكانت صدمة لي: تطبيع الجماعة مع إسرائيل في السر، على خلاف ما يظهر في العلن".
وأضاف أنه: "ظهر جواب مرسل من شخص إخواني في أمريكا إلى خيرت الشاطر الذي بدأ الاتصال بالأمريكان، يحوي خطة التعاون، كما وصلت رسالة أخرى من أمريكا لمهدى عاكف تطلب تخفيف العمليات الاستشهادية في فلسطين"، مشيرا إلى أن فكرة دعم محمد بديع مرشدا للجماعة جاءت من الجانب الأمريكي، لأنه شخص هادئ، ومستعد للاستجابة للرؤية الأمريكية.
وأشار حبيب إلى "رسالة جاءت من أمريكا إلى الإخوان حينما كنت متواجدا في عام 2005، مفادها أن البيت الأبيض يعدّ أنه لا أمل في نظام مبارك، وأن لديها مشروعا يتلخص في الآتي للتخلص منه، أولا: التظاهر في طول البلاد وعرضها، وسيتم اعتقال آلاف، وربما عشرات الآلاف من الإخوان، يعقبه التدخل للإفراج عن أبناء الجماعة، ودعمها"، وفق قوله.
وتابع: "كلفت أمريكا شخصية كبيرة يتصل بي، أفادني بأن نهاية السيناريو سيتم الإتيان بعزيز صدقي بصفته رئيسا للجمعية الوطنية للتغيير، في مقابل تعهدات بالحريات العامة، وتمكين المرأة، ومنح الأقباط مناصب قيادية، ثم الأهم أن يكون هناك سعى حقيقي لضمان أمن وأمان إسرائيل، وأبلغت الطرف الأمريكي أننا لا نريد السلطة، وظني أن البيت الأبيض يسعى لأن يمد خطوطه مع كل طرف للضغط على الأنظمة الحاكمة".
وحول الجماعة، قال: "الجماعة دخلت في محن شديدة، وصدامات مع الأنظمة، وسببها العقائد الخاطئة.. البنا قال للإخوان: أنتم الإسلام.. بمعنى أن البنا احتكر الإسلام على الجماعة (!) وهذا رسخ فهما خاطئا لدى أعضاء التنظيم، فهذه هي السقطة المهولة للإمام البنا، وكان الإخوان مبسوطين..
حاولت تغيير بعض الأشياء داخل التنظيم، مثل مسألة الشورى، ورفض استعجال الجماعة للوصول إلى الحكم، وأنا قلت إن ترشيح الشاطر خطأ قاتل، سيكلف الجماعة والوطن غاليا"، على حد تعبيره.
وزعم أن "الجماعة تراهن (حاليا) على ثلاثة أشياء، الأول: ألا تفقد الدعم والتأييد والمساندة التي تأتي لها من الإدارة الأمريكية وقطر وتركيا، لأن الفلوس التي تأتيها لن تستمر إذا تعطلت الجماعة، وتوقفت عن التظاهرات".
وحول مسؤولية الجماعة بشكل مباشر عن الإرهاب في سيناء، وفي الداخل، قال: "الكلام الذي قاله البلتاجي يؤكد ذلك"، مشيرا إلى أن "إرهاب الإخوان" بدأ في 5 كانون الأول/ ديسمبر 2012 في أحداث الاتحادية، وأن "التنظيم الخاص" موجود بالفعل، وأن "عسكرة الجماعة" تولاها محمود عزت، لكنه لم يكن يحمل السلاح، وبدأ ذلك في أحداث الاتحادية، ثم أحداث مكتب الإرشاد، على حد زعمه.
وعن ثالث الرهانات، قال: "اللجوء إلى الاغتيالات".
واستطرد: "أؤكد أن الكلام الذى يقوله الرئيس السيسي بشأن إعادة النظر في الفكر أمر صحيح مئة في المئة".
وزعم أن "الجماعة مسنودة بشكل قوي، وبدعم كامل من الأمريكان، والصهاينة"، وفق وصفه.
واختتم حواره بالقول: "أنا قضيت في هذه الجماعة أحلى سنوات عمري، لكن أحمد الله أنه أنعم علي بالعقل، والصدق مع النفس، ومع الله"، على حد تعبيره.
بديع.. مرشد بصفقة مع جمال مبارك
وزعم حبيب في الجزء الأول من حواره مع "المصري اليوم" الثلاثاء، أن "الولايات المتحدة هي التي أوصلت الإخوان لسدة الرئاسة، وأن الزيارات التي كانت تقوم بها السفيرة الأمريكية السابقة آن باترسون، والسيناتور جون ماكين، وكيري وزير الخارجية، ومساعده وليم بيرنز، وميول هؤلاء للصهاينة معروفة، والضغوط التي مارسوها على المجلس العسكري هو ده اللي أوصل الإخوان إلى سدة الحكم، فالجماعة كانت معتمدة في المقام الأول على دعم وتأييد ومساندة الإدارة الأمريكية.
وتساءل: "ألم نسمع التكبير والتهليل في رابعة عندما أُعلن من منصة هذا الاعتصام أن البارجة الأمريكية تتجه للسواحل المصرية؟".
وأضاف: "كان جمال مبارك هو الحاكم الفعلي لمصر، وأذكر أنني وقتها كنت مجتمعا بعبدالله الأشعل، المرشح لرئاسة الجمهورية، وعبدالجليل مصطفى، ومحمد عصمت سيف الدولة، وتحدثنا عن المرشد الجديد، فأبلغني الأشعل حينما كان مساعدا لوزير الخارجية أن الدولة لا ترغب في وجودي، بسبب انفتاحي على القوى السياسية، ثم بدأ أمن الدولة دوره، ومنع أعضاء مجلس الشورى الراغبين في انتخابي من المشاركة، وتم القبض على مؤيدي حبيب، وفُتح المجال أمام بديع الذي اتفق وتياره على تمرير مشروع توريث الحكم".
واستطرد: "كان أول شيء تحدث فيه بديع لأعضاء مجلس الشورى أنه لا مشكلة مع نظام مبارك، وأنهم يؤيدون رئاسة جمال مبارك للبلاد، فكان مجيئه بمثابة صفقة مع نظام مبارك لتوريث الحكم لجمال".