نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لبن لينفيلد، حول زعيم حزب حداش والقائمة المشتركة
أيمن عودة، وحلمه في تحقيق المساواة بين
اليهود والعرب.
ويقول الكاتب في تقريره، الذي اطلعت عليه "عربي21"، إنه وبعد أن قام مئة وعشرون عضوا في البرلمان بأداء القسم في
الكنيست، وبدأ الأعضاء بترديد النشيد الوطني، قام أعضاء القائمة الموحدة، التي جاءت في المرتبة الثالثة في الانتخابات، بمغادرة القاعة، كما يفعل النواب العرب دائما للتعبير عن احتجاجهم على نشيد وطني يلغي وجودهم.
وتستدرك الصحيفة بأن هذه المرة حصل فيها أمر مختلف، حيث بقي رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، في القاعة، فهو يعتقد، كقدوته مارتن لوثر كينغ، بأن الطريق الوحيد هو التحالف مع مجموعة الأكثرية، وفي هذه الحالة فإن الأكثرية هم اليهود
الإسرائيليون، لمعالجة التهميش الذي يعاني منه عرب إسرائيل، الذين يشكلون خمس السكان، وإنهاء التمييز ضدهم.
ويقول عودة في مقابلة مع "إندبندنت": "ما من شك أن النشيد الوطني يستثنينا، ولكن بالرغم من ذلك لم أرغب في تخريب كل شيء من البداية.. أحب أن أجمع الناس، وأبحث عن طرق للحديث والتأثير، ففضلت أن أبقى واقفا دون أن أردد النشيد الوطني، فهو ليس نشيدي، بل أختلف معه عقائديا".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه يحق للمواطنين العرب في إسرائيل التصويت في الانتخابات، ولكن هناك تمييزا ضدهم في التوظيف والتعليم والميزانيات وتوزيع الأرض ومجالات أخرى. كما أنهم يشتكون من أن الشرطة الإسرائيلية تستهتر في استخدامها للسلاح الناري في مناطقهم، ولذلك فهم يتعاطفون بشكل كبير مع إخوانهم الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال في الضفة الغربية، والمحاصرين في قطاع غزة.
وتنقل الصحيفة عن عودة قوله إن الزعيم الأسود والناشط الحقوقي في حقبة الستينيات مارتن لوثر كينغ كان له "الأثر الأكبر على فكره؛ وذلك لأنه قاد نضالا مشتركا يجمع السود والبيض.. فلم يكن مثل مالكوم إكس الذي ناضل من أجل السود فقط". وفي الحالة الإسرائيلية هذا يعني ألا يكون النضال "لأجل تحقيق مكاسب للعرب، بل لعامة الناس، أي أن تكون ديمقراطيا للبلد كلها".
ويلفت التقرير إلى أن القائمة الموحدة حصلت على 13 مقعدا في الانتخابات، بعد التجمع في تحالف لم يسبق له مثيل جمع الاشتراكيين، مثل عودة، مع القوميين العرب المتعصبين والأصوليين الإسلاميين والمنادين بحقوق المرأة. والسبب في قيام مثل هذا التحالف هو أن الكنيست رفع عتبة الدخول إليه من 2% من الأصوات إلى 3.25%، فكان لزاما على الأحزاب الصغيرة أن تتحالف معا كي تبقى.
ويبين لينفيلد أنه في أول نشاط له منذ أن فاز في الانتخابات قام عودة، المحامي الذي ولد في حيفا قبل 41 عاما، بقيادة مسيرة مسافة 75 ميلا من جنوب صحراء النقب وحتى القدس، ليبرز قضية 46 قرية فلسطينية غير معترف بها، وتعاني من عدم وجود خدمات المياه والكهرباء والمدارس، وتدعي الحكومة الإسرائيلية ملكية أراضي بعض تلك القرى، وتريد الضغط على سكانها للانتقال إلى بلدات تقام خصيصا لهم، ولكن عودة والمشاركين في المسيرة قدموا خططا للمسؤولين الإسرائيليين يبينون فيها أن الاعتراف بتلك القرى "سيعود بالفائدة على العرب واليهود على حد السواء".
وتذكر الصحيفة أنه عند سؤال عودة عما يأمل تحقيقه في الكنيست، قال: "حلمي عبارة عن خطة عشرية يتم خلالها جسر الهوة بين المواطنين العرب واليهود. وسنقوم بمسيرة من الناصرة إلى القدس تأييدا لهذا، مسيرة عربية يهودية مشتركة".
ويوضح التقرير أن الخطة ستركز بشكل رئيس على مكافحة البطالة، وخاصة بين النساء العربيات، حيث قال عودة: "إن المرأة التي تعمل تدفع ضرائب، وهذا جيد لي ولك.. فإن كانت المرأة لا تعمل وتعيش على المساعدات، فهذا أمر سيئ لي ولك، والمقاربة هي أن المساواة في النهاية أمر جيد للمواطنين جميعهم، وليس العرب فقط".
ويجد الكاتب أن قناعة عودة هي أن خوف اليهود من العرب هو إحدى العقبات أمام تحقيق المساواة للعرب، حيث يقول: "إن هناك مشكلة تاريخية، وهي أن اليهود كانوا دائما أقلية في العالم، وهنا يجدون أنفسهم في رقعة عربية كبيرة، ولذلك فما من شك بأن هناك خوفا لدى اليهود، ولذلك لا أحاول القيام بأشياء تخيفهم، بل على العكس أحاول التقريب بين الشعوب".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن أكبر تحد يواجه عودة كونه زعيما في الكنيست هو "إيجاد توازن بين الشرف الوطني لشعبي وجهودي لمخاطبة عامة اليهود، فيجب ألا يكون أحدهما على حساب الآخر".