الأحزاب السياسية في
تركيا سلَّمت أمس الثلاثاء، قوائمها النهائية لأسماء مرشحيها إلى اللجنة العليا للانتخابات قبيل انتهاء الفترة القانونية لتقديم القوائم، وسط فرح المرشحين الذين شملت القوائم أسماءهم ليخوضوا سباق
الانتخابات البرلمانية في السابع من حزيران/ يونيو المقبل وخيبة أمل آخرين من المتقدمين الذين لم يجدوا أسماءهم في القوائم.
حزب العدالة والتنمية يطبّق في هذه الانتخابات المادة الـ132 في نظامه الداخلي المتعلقة بحظر الترشح لأكثر من ثلاث فترات متتالية، وبالتالي فإنه لم يتم ترشيح 70 من نوابه بينما لم يتقدم 10 آخرين للترشح، كما أنه رُفِض ترشيح 95 من النواب، ما يعني أن الكتلة البرلمانية الجديدة لحزب العدالة والتنمية سيتشكل حوالي نصفها من أسماء جديدة. ويبرز بين هؤلاء المشرحين الجدد مستشارون سابقون لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، مثل "مجاهد أرسلان" و"أيدين أونال" و"أرتان آيدين" و"طه أوزهان"، بالإضافة إلى رئيس شبيبة الحزب "عبد الرحيم بوينوكالين". كما أنه تم ترشيح "ساوجي سايان"، القيادي السابق في حزب الشعب الجمهوري والمقرب من زعيم الحزب السابق دنيز بايكال، وكذلك الكاتب الصحفي أرميني الأصل "ماركار أسايان" ضمن قوائم حزب العدالة والتنمية. وكان "ساوجي سايان" يوجِّه منذ فترة انتقادات شديدة إلى حزب الشعب الجمهوري بسبب سياساته المعارضة لإرادة الشعب.
ومن اللافت في قوائم حزب العدالة والتنمية أنها لم تتضمن اسم "عثمان غوكتشك" نجل رئيس بلدية العاصمة أنقرة مليح غوكتشك، الذي دخل قبل أيام في مشادات كلامية حادة مع نائب رئيس الوزراء والناطق باسم الحكومة بولنت أرينتش.
قادة حزب العدالة والتنمية حرصوا هذه المرة خلال تحديد أسماء المرشحين على عدم تسلل مقربين من الكيان الموازي إلى قوائم الحزب، وقوبلت الأسماء التي أعلنت مساء أمس بالارتياح في صفوف مؤيدي الحزب الذي سيسعى بعد شهرين للحصول على عدد من مقاعد البرلمان، تمكنه من تغيير النظام في تركيا من البرلماني إلى الرئاسي.
أول مفاجأة في قوائم الأحزاب الانتخابية جاءت من حزب الحركة القومية الذي أعلن عن ترشيح أكمل الدين إحسان أوغلو، ليخوض سباق الانتخابات البرلمانية ضمن قوائم الحزب. وكان إحسان أوغلو مرشح حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية في الانتخابات الرئاسية، وحاول كثيرا خلال حملته الانتخابية آنذاك أن يكسب ود أنصار حزب الشعب الجمهوري. وقد اعترف إحسان أغلو قبل سنتين في تصريحه لوكالة جيهان للأنباء التابعة لجماعة كولن بأنه لم يهتم قط طوال عمره بالسياسة وأنه غير مؤهل لممارسة السياسة.
ومن المفاجآت أيضا عدم ترشيح حزب الشعب الجمهوري للنائبين عن محافظة تونجلي "قمر عينتش" و"حسين آيغون" المثيرين للجدل ضمن قوائمه. وكان "حسين آيغون"، وهو من أقارب زعيم الحزب كمال كلتشدار أوغلو، أطلق خلال فترته النيابية تصريحات عديدة تتسم بالتحريض الطائفي.
حزب الشعوب الديمقراطي الذي قرر أن يخوض مرشحوه الانتخابات ضمن قوائم الحزب وليس كمرشحين مستقلين، أعلن عن ترشيح عدد من اليساريين المتطرفين في إطار سعيه للانفتاح على أقصى اليسار، مثل "محمود ممدوح أويان" و"عبد الله بولنت أولو أر" و"مصطفى يالتشين أر"، وكان كل هؤلاء من قادة منظمات يسارية متطرفة ومؤسسيها. ورشّح الحزب "ديلك أوجلان"، ابنة شقيقة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان ضمن قوائمه. وكان الحديث يدور قبيل إعلان أسماء المرشحين أن الحزب لن يرشح هذه المرة النائب ذا الجذور الإسلامية "ألطان طان"، إلا أن عبد الله أوجلان تدخل وطلب من قادة الحزب إدراج اسم طان بقائمة محافظة ديار بكر.
حزب السعادة وحزب الاتحاد الكبير، قررا أن يخوضا الانتخابات البرلمانية بالقوائم المشتركة تحت مظلة حزب السعادة. ومن اللافت أن حزب السعادة الذي يمثل تيار نجم الدين أربكان رفض ترشيح نجل مؤسس التيار "فاتح أربكان"، ما أثار سخط هذا الأخير الذي أصدر بعد إعلان القوائم بيانا، ليبين أن حزب السعادة لم يطلب منه الترشح ضمن قوائمه ورفض أيضا دعمه كمرشح مستقل.