نشرت القناتان العبريتان العاشرة والثانية، تحقيقا عسكريا لجيش الاحتلال في قضية حادثة تفجير ناقلة الجند "
الإسرائيلية" في حي الشجاعية أثناء الحرب التي شنت على
غزة، التي قتل فيها سبعة جنود، وأسر "
شاؤول أرون".
وقالت القناة العاشرة: "عندما يريدون الحرب يستدعون لواء "غولاني"، في الجيش علموا أن أكثر وحدات
القسام تسلحا وتدريبا وعنفا هي وحدة الشجاعية لهذا قرروا إرسال وحدة "غولاني" للشجاعية".
وقال التقرير الذي نشرت ترجمته وكالة "شهاب"، الثلاثاء، إن "وحدة غولاني دخلت لتسهل لسلاح الطيران يوما آخر من القصف، ولكن تبين أن وحدة "غولاني" لم تكسر وحدة الشجاعية التي كانت تنتظرها".
"عملية المدرعة التي احترقت في عملية "
الجرف الصامد"، كانت من أصعب العمليات التي مرت على الجيش الإسرائيلي، سبعة قتلى بينهم جندي غير معروف مكان دفنه، وهو "شاؤول أرون"، الذي جثته بيد حماس"، تقول القناة.
ونقلت القناة، عن تحقيق الجيش قوله، إنه "بعد تجاوز المدرعة الأخرى للمدرعة المعطلة، قرر الضابط النزول سيرا على الأقدام لانقطاع الاتصال اللاسلكي مع المدرعة المجاورة، بعد حديث ضابط مع المدرعة المجاورة، عاد الضابط مع جندي آخر".
وعلى مسافة مترين فقط قبل الوصول للمدرعة المعطلة، وفي الساعة الثانية عشرة و45 دقيقة، أطلقت قذيفتان على المدرعة، اشتعلت بها النيران وقتل الجنود السبعة على الفور".
وأضاف التقرير بأنه "بعد احتراق المدرعة، أطلقت نيران من أسلحة خفيفة. قائد المدرعة سمع أصواتا باللغة العربية، فهم ما يجري، أمسك بقنبلة يدويه منتظرا المسلحين".
وواصل التقرير: "المدرعة السليمة ابتعدت عن المدرعة المشتعلة، حاول الجنود العودة مشيا على الأقدام إلى المدرعة المصابة، خلال تبادل إطلاق النار وصل مسلحون للمدرعة المصابة وخطفوا أشلاء الجندي "شاؤول أرون".
وتابع، "المسلحون اختفوا على وجه السرعة وانضموا لباقي المجموعات المسلحة، بعدها قرر الجيش تنفيذ أمر "حنبال". دخلوا إلى البيت ووجودوا بابا مغلقا، وجدوا داخل البيت نفقا فرَّ منه المسلحون بأشلاء الجندي "شؤول أرون".
من جهتها، تناولت جريدة "معاريف"، جانبا آخر من نفس الحادثة، نقلا عن القناة التلفزيونية العبرية الثانية، من خلال شهادة الملازم "أوهد رافسبلت"، قائد الآلية التي قتل فيها سبعة مقاتلين من لواء غولاني، بينما اختطف فيها "شاؤول آرون".
ونقلت الجريدة في عددها الصادر الثلاثاء عن الملازم قوله: "لم يتكلم أحد. لم يقل شيئا. المجنزرة فقط تحترق، وأنت قريب جدا من النار، وبرد".
بهذه الكلمات يستعيد الملازم "أوهد رافسبلت" ليلة اللظى التي علق فيها جنوده في كمين في حي الشجاعية، زمن حملة "الجرف الصامد".
حديث "رافسبلت" يأتي في مقابلة ستبث الأحد القادم في برنامج "عوفدا" (دليل) في القناة الثانية، حيث كان حينها قائد مجنزرة "غولاني" التي قتل فيها سبعة من مقاتليه، بينهم "شاؤول آرون" الذي لم يعثر على جثته حتى اليوم ولم تدفن.
يروي "رافسبلت" لأول مرة عن تلك الليلة الرهيبة، قبل أكثر من ثمانية أشهر، "هذا شعور فظيع". يتذكر ويضيف: "أخرجت السلاح الوحيد الذي كان لدي، قنبلة يدوية، ألصقتها بي، وببساطة قلت لنفسي: "من هنا لن أخرج حيا".
عندما أصاب الصاروخ المجنزرة، كان "رافسبلت" يقف على مسافة أمتار قليلة فقط من الآلية التي تحولت إلى شرك موت. وبجواره كانت مجنزرة أخرى من الحظيرة، بقيادة الملازم "غي غروسمان"، نائب قائد السرية حديث العهد.
"رأيت الصاروخ يضرب المجنزرة، والمجنزرة تحترق"، يروي غروسمان، "قدرت أن الجميع ماتوا. بلغت عن أنه توجد مجنزرة واحدة تحترق، طاقم كامل من الجنود القتلى في الداخل. أمسكت الخوذة بسرعة واعتمرتها وصرخت لسائقي أن يسير إلى الأمام كي لا نتلقى نحن الصاروخ القادم، والخروج في واقع الحال من الساحة".
وزاد التقرير، بأنه "إضافة إلى "شاؤول"، قتل في مصيبة الليلة ستة مقاتلين آخرين: العريف "ماكس شتاينبرغ"، العريف أول "شاحر تعسه"، العريف أول "دانييل فومنرتس"، العريف "شون مونتشا"، العريف "بن فعنونو" والعريف أول "أورون نوح".
"رافسبلت" و"غروسمان"، مثل باقي مقاتلي المجنزرات الذين نجوا من المصيبة، يروون بأنه فقط بعد أن عادوا إلى الديار، تبينوا أن إحساس العزلة يتعاظم.
"فليس سهلا النظر إلى عيني أم أنت في نهاية المطاف أخذت ابنها إلى المعركة، يحتمل ألا تكون مذنبا، ولكنك كنت مسؤولا عنه في اللحظة التي كنت فيها قائده"، يضيف التقرير.
وختمت القناة العاشرة تقريرها بالقول: "بعد تسعة شهور، انتهى التحقيق وأشلاء "شاؤول أرون" لازالت في غزة".