ألقى عبد الفتاح
السيسي خطابا أمام قادة الجيش، كشف فيه عن فشله في تنفيذ عدد من المشروعات التي وعد
المصريين بتنفيذها، كما خفض من سقف توقعات مؤيديه بشأن عشرات المليارات التي قيل إنها تدفقت على مصر خلال مؤتمر
شرم الشيخ الاقتصادي.
ودعا السيسي في كلمة ألقاها في ندوة تثقيفية للقوات المسلحة، مساء الثلاثاء، الحوثيين إلى التحلي بالشجاعة والمسؤولية، واتخاذ ما أسماه "القرار السليم" من أجل خروج اليمن من الأزمة، عبر الانسحاب من المواقع التي سيطروا عليها في الأسابيع الأخيرة.
وأكد أن فكرة إنشاء
القوة العربية المشتركة تهدف إلى امتلاك الدول العربية لقوة ردع تغنيها عن الدخول في حروب مدمرة، مشيرا إلى أن قادة عدد من الجيوش سيجتمعون قريبا لوضع تصور لطريقة عملها.
وعود كاذبة ومشروعات متعثرة
وكشف السيسي عن أن جزءا كبيرا من المليارات التي أعلن عنها في المؤتمر الاقتصادي لم تكن سوى مجرد "وعود"، موضحا أنه تم تشكيل لجنة من حكومية لمتابعة ما وعد به المستثمرون، وأنه سيتم الإعلان عما تم التوصل إليه بعد عام من الآن.
وبرر السيسي تأخره في إطلاق مشروع المليون فدان التي أعلن عنها من قبل بأنه ينتظر توفر المعدات ومتطلبات العمل اللازمة لتنفيذ المشروع قبل تدشينه بشكل رسمي، مؤكدا أن هذا المشروع سيخلق ريفا جديدا لمصر، يكفيها لمدة 200 عاما مقبلة، وبالتالي فهو يحتاج إلى توفير موارد ضخمة له.
وأعلن فشل الحكومة والقوات المسلحة في الوفاء بتعهداتها والانتهاء من عدد من المشروعات في وقتها المعلن عنه سلفا، ضاربا مثالا على ذلك بمشروعات للطرق والكباري تعهدت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالانتهاء منها في حزيران/ يونيو 2014، ولم تنته منها حتى الآن.
وتحدث السيسي مع رئيس الهيئة اللواء عماد الألفي أمام الجميع قائلا: "يا عماد في شهر آب/ أغسطس المقبل ستقف أمام الشعب لتعلن نتيجة أعمال الهيئة، يا تعيش يا ... (قاصدا يا تعيش يا تموت)".
وتابع: "معدلات الأداء التي تقومون بها ليست كافية"، مصر متعلقة في رقابنا جميعا، والمصريون يعانون، ويجب أن نسابق الزمن لنحقق ما وعدناهم به".
جهل بتركيبة الدولة
وأظهر السيسي جهلا بالعلاقة بين مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية، حينما قال إن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستنشئ برلمانا يشاركه في التشريع والرقابة على السلطة التنفيذية المتمثلة في الحكومة.
ونفى وجود نية لديه لعدم إجراء الانتخابات البرلمانية، مؤكدا حرصه على إتمامها بشفافية في أقرب وقت لاستكمال خارطة الطريق.
وجدد السيسي دعوته للفكرة الغريبة التي طرحها من قبل بتكوين قائمة موحدة للأحزاب والقوى السياسية تخوض بها انتخابات البرلمان، نافيا أن يكون في ذلك إجبار أو ضغط على الناخبين، بل هو تنوير لهم.
وأضاف: "سنقدم للناخبين قائمة واحدة، ونشرح لهم أن التحديات التي نواجهها ضخمة جدا وتحتاج اصطفافا، وأن ظروف البلد في هذه المرحلة تقتضي هذا التوحد، وليس كل الأمور تحدث كما نتمنى".
"توقعاتي دائما صحيحة"
وتفاخر السيسي بأن كل توقعاته خلال السنوات الماضية للأحداث في المنطقة العربية تحققت على أرض الواقع، مضيفا: "أنا أجلس مع المسؤولين وأقول لهم فاكرين لما أنا قولتلكم هايحصل كذا وكذا، الآن أصبح واقع ترونه بأعينكم".
وأضاف: "كل المسؤولين في الدول العربية أصبحوا يدركون أن توقعاتنا ورؤيتنا دائما صحيحة، مشيرا إلى أنه أصبح هناك ثقة فيما نطرحه بعد أن تأكدوا أن هدفنا هو مصلحة العرب".
وفي تعليقه على اتفاق الخرطوم، قال إن القرآن الكريم كتاب استراتيجي، ودعا إلى التعاون بين الشعوب مستشهدا بالآية الكريمة: "وتعاونوا على البر والتقوى".
وانتقد السيسي الاجتماع الذي قام به الرئيس محمد مرسي مع القوى السياسية عام 2013، لبحث أزمة سد النهضة، وأذيعت أجزاء منه على الهواء بطريق الخطأ، وحمله السيسي مسؤولية تدهور العلاقات مع إثيوبيا.
وأوضح أن "الشعب المصري تناول الموضوع بسخرية، لكن الإثيوبيين قلقوا منه بشدة، وإحنا بنحاول الآن تصحيح علاقتنا بالشعب الإثيوبي مرة أخرى"، مشيرا إلى أن كلمته بالبرلمان الإثيوبي ساعدت على طمأنتهم، وتوضيح نوايا المصريين الطيبة تجاههم، على حد قوله.
"الكبير كبير"
وحول رفض بعض مؤيديه لطريقة مقابلته لأمير قطر، تميم بن حمد، في القمة العربية الأخيرة، قال السيسي إن "مصر دولة كبيرة، والكبير كبير، والكبير ميعملش حاجات صغيرة".
وأضاف: "ليس لنا حسابات غضب ضد أي دولة أخرى، ومن يريد بناء بلده عليه أن يتحكم في غضبه ويحوله لطاقة إيجابية، ولا يجب أن يكون كل هدفك في الحياة هو الانتقام لنفسك".
وشدد على أن مصر لن تسمح لأي طائفة ذات فكر خاطئ أو جماعة متطرفة أن تبث سمومها لتحقيق أهدافها الخبيثة وتشويه صورة الدين الإسلامي، على حد زعمه.