أبدى عدد من الإعلاميين والكتاب المقربين من الرئيس
المصري بعد الانقلاب عبدالفتاح
السيسي شماتة واضحة في "عراب الانقلاب" محمد حسنين
هيكل، وطالب بعضهم باعتزاله التحليل السياسي، بعد أن جاء تحليله للقمة العربية بشرم الشيخ والأزمة اليمنية، مخالفا لما حدث على أرض الوقع، إذ استبعد اتخاذ العرب ودول الخليج، قرارا بالتدخل العسكري في اليمن.
حمودة: متى سينصرف هيكل؟
فقد انتقد الكاتب المقرب من السيسي عادل حمودة، تصريحات هيكل، التي انتقد فيها لاحقا عدم تأجيل "عاصفة الحزم"، لما بعد القمة العربية.
وقال حمودة -خلال برنامجه "آخر النهار" على فضائية "النهار" الأحد- إن هيكل "كان قريبا من السلطة المصرية في ستينيات القرن الماضي، وشهد حرب اليمن"، مشيرا إلى تحليله المشار إليه بالقول: "هيكل توقع عدم حدوث ضربة عسكرية لليمن، ولكن الضربة الجوية سبقت توقعاته؛ لذلك عليه أن يعيد حساباته".
وتساءل حمودة: لماذا لا يحتفظ النجم ببهائه، وينسحب من المشهد في الوقت المناسب؟ مضيفا: "متى سينصرف هيكل، أو متى سيبقى إذا كانت تحليلاته ستستمر"، حسبما قال.
متى كان هيكل يأبه لحرمة الدماء؟!
ومن جهته، تساءل الكاتب الصحفي المقرب من السيسي حمدى رزق: متى كان هيكل يأبه لحرمة الدماء؟!
وقال في مقاله الثلاثاء بصحيفة "المصري اليوم": من حق الأستاذ هيكل أن يطلب تأجيل إذاعة حلقة الجمعة الماضية من حواره الممتد مع لميس الحديدي، بل من حقه عدم إذاعتها تماما، لا تثريب عليه، هو المتحدث، ومن حقه أن يتحفظ على ما صدر عنه، ويراه غير مناسب، موضوعا، وتوقيتا".
وتابع: "تأجيل الحلقة ليس مدعاة لعاصفة الهجوم على الأستاذ بمناسبة «عاصفة الحزم»، والغمز فى جانبه، مرة بالتخريف السياسي، الأستاذ عجز (من الخرف).. عيب، ومرة بموالاة الجانب الإيراني الداعم للحوثيين تحليلا، وتذكيرا بعلاقات سبقت بالثورة الإيرانية، عمل مستشارا إعلاميا للخوميني، على نحو ما ذهب أحمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئيس عديى منصور، والبينة على المسلماني".
واستطرد: "حقنا فقط كمتابعين لتحليلات الأستاذ وتجلياته أن نفهم سبب التأجيل بصراحة كما كان يعنون الأستاذ مقالاته فى «الأهرام»، بدون تغفيل، أو تعتيم.. جيد ومحترم أن توافقت cbc مع الأستاذ على التأجيل، احتراما لمعانٍ كثيرة، وتقديرا لاعتباراتها، إلى جانب اختلاف جدول الأولويات بحسب البيان، لكن لم أفهم فقرة (هيكلية) في البيان تقول: «عندما تكون هناك جيوش عربية في طليعتها قوات مصرية، فإن دماء المقاتلين لها حرمة تفوق حرمة أي كلام».
وتساءل رزق: "هل هذا يخيل على لبيب؟، هل يعني هذا أن دماء المقاتلين هي ما حرّمت إذاعة الحلقة؟، وهل سيتجنب الأستاذ لاحقا ارتقاء جبال الأزمة اليمنية حرمة للدماء؟ لماذا لا يقول الأستاذ صراحة إن تحليله المحجوب جانبه الصواب، وإن تقديراته أطاحت بها «عاصفة الحزم»، وإن العاصفة ضربت القواعد التى انبنى عليها التحليل القديم؟".
وأضاف رزق: "ليس عيبا، ولا يشين، العيب غسيل الخطايا المعلوماتية والتحليلات السياسية فى نهر الدماء الزكية، جملة «حرمة الدماء التى تفوق حرمة أي كلام»، حرمة أقصد جملة مفتعلة من الأستاذ، متى كان هيكل يأبه بحرمة الدماء (تحليلا)، أخشى إن اعتمدها الأستاذ قاعدة يحرمنا من طلته في الأزمة اليمنية، وهو صاحب باع تأسيسا على التجربة الناصرية المريرة في اليمن بالعام 1962".
واستطرد: "يقينا حرمة الدماء لا توفر سببا مقنعا لحجب حديث الأستاذ، والحرمة لن تنتهي بنهاية «عاصفة الحزم».. اليمن غارقة في الدماء منذ ظهور البومة «توكل كرمان»، شؤم، لماذا تحكمت حرمة الدماء الآن في المشهد اليمني، كل المشاهد العربية غارقة في الدماء، هل يصمت الأستاذ كلية عن التحليل، وينصرف ثانية، لأن حرمة الدماء العربية.. وفي طليعتها الدماء المصرية تفوق حرمة أي كلام؟!
معلومات هيكل.. وتوقعات عكاشة
في سياق متصل، قال مدير تحرير جريدة "اليوم السابع" دندراوى الهواري، في مقاله بالجريدة الثلاثاء بعنوان: "معلومات هيكل.. وتوقعات توفيق عكاشة: "تعالوا نُنحّ المشاعر من حب وكراهية جانبا، ونُعلِ من شأن قيمة العقل وفضيلة المنطق، عند التعاطي مع معلومات وتحليلات كل من الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، والدكتور توفيق عكاشة".
وأضاف: "ربما يرى دراويش هيكل والنخب المثقفة أن هذه المقارنة بين الحالتين «الهيكلية» و«العكشية» ضرب من الجنون، وأنه لا يمكن مقارنة الأستاذ بأي شخص آخر سواء في مصر أو في محيطنا العربي، على اعتبار أن هيكل يمتلك الحقوق الحصرية للمعرفة والمعلومات والتحليلات التي تتطابق مع الواقع، بينما يسخرون من معلومات وتوقعات وتحليلات توفيق عكاشة، مالك قناة الفراعين".
وتابع الهواري: "لفض الاشتباك، تعالوا نضع عينة متساوية من تحليلات وتوقعات هيكل وعكاشة في مقارنة رصدية، ونرصد أيهما صدق قوله، وتحقق فعليا، باعتبار أن الاثنين ظاهرتان في المجتمع.
هيكل، أقام الدنيا، ولم يقعدها عندما أكد أن ثروة مبارك تصل إلى 70 مليار دولار، وأن لديه وثائق، وهي المعلومات التي أكدها في حواره مع صحيفة الأهرام، ودفعت جهاز الكسب غير المشروع إلى استدعائه، وكانت المفاجأة أن الأستاذ تنصل من معلوماته مدعيا أنه حصل عليها مما نشرته صحف أجنبية من بينها «الجارديان»، وفي النهاية تبين عدم صحة هذه المستندات والوثائق.
وهنا أخطأ هيكل مرتين، مرة بتنصله من أقواله، واتهامه لصحيفة الأهرام بأنها المسؤولة عن العنوان الذى يشير إلى وجود معلومات موثقة، ومرة أخرى حين كشف أن معلوماته الموثقة لا تعدو كونها مجرد معلومات مذكورة في دوريات أجنبية.
وأضاف الهواري: "توقع هيكل أيضا عدم توجيه ضربة عسكرية لليمن قبل القمة العربية التي عقدت فى شرم الشيخ، وتبين كذب هذه المعلومات، حيث بدأت الضربة العسكرية ضد العصابات الحوثية قبل القمة. دفاعه الكبير عن الشيعة، في إيران، وحزب الله، وزار حسن نصر الله منذ ما يقرب من عام في بيروت، وخرج علينا بمعلومات مفادها أن إيران وحزب الله يعملان ضد المشروع الإسرائيلي، وتبين كذب هذا التحليل، حيث أظهرت الشهور الماضية بشكل واضح وعلني، حجم الأطماع الإيرانية، التوسعية، لتحقيق مشروع إحياء الإمبراطورية الفارسية.
واستطرد الكاتب: "هذا عن هيكل، أما معلومات وتحليلات الدكتور توفيق عكاشة، فالرجل توقع خلال حواره مع الإعلامي عمرو أديب في سبتمبر 2014، أن مصر ستخوض حربا ضد الإرهاب في ليبيا بعد 6 أشهر، وهو ما حدث بالفعل.
توقع عكاشة أيضا يوم 22 من مارس الجاري، توجيه مصر ضربة ضد الحوثيين في اليمن لحماية مضيق باب المندب، وأن موعد اندلاع حرب بين العرب والفرس -حسبما ذكرها نصا- قد اقترب، ولم تمر أيام قليلة لا تتجاوز الأربعة، حتى فوجئنا بتوجيه ضربة عسكرية ضد الحوثيين، تحمل اسم «عاصفة الحزم».
واستطرد الهواري: "توقع عكاشة أيضا إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة، وأيضا قيام مصر باتخاذ قرار زيادة عدد أفراد الجيش المصري ليصل إلى 2.5 مليون مقاتل، وسينتشر في 7 دول عربية خلال 6 أشهر، والملاحظ أنه تحقق جزء من التوقعات المتعلقة بالموافقة على إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة".
واختتم دندراوي الهواري مقاله بالقول: "خلاصة هذه المقارنة، تكشف حقيقة ناصعة نصوع الشمس في كبد السماء، أن هيكل يبيع لجمهوره «الفنكوش» مغلفا بورق السوليفان الشيك، بينما توفيق عكاشة يبيع «البنبوني» في قراطيس لب"، على حد قوله.
المسلماني: هيكل مستشار إعلامي للخميني
وكان المستشار الإعلامي السابق في الرئاسة المصرية الإعلامي أحمد المسلماني كشف في برنامجه "صوت القاهرة" على قناة الحياة، ما قال إنه سبب رفض هيكل لعملية "عاصفة الحزم"، مؤكدا أن السبب يرجع إلى عمله السابق كمستشار إعلامي للإمام الراحل الخميني، بالإضافة إلى مواقفه المؤيدة لإيران.
وللتأكيد على العلاقة الخاصة التي تجمع هيكل بإيران، ذكر المسلماني بكتابات هيكل، وأشهرها "مدافع آية الله: قصة إيران والثورة"، وكتاب "المقالات اليابانية" الذي استبدل فيه الكاتب بالخليج العربي وصف "الخليج الفارسي".