اتهم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام التشكيلات المسلحة المنافسة له في
سوريا، وعددا من الفصائل المقاتلة، بمن فيها من أسماهم "حلفاء تنظيم
القاعدة" بأنهم يتلقون الدعم والتمويل من "المخابرات المركزية الأمريكية ومن أنظمة الخليج"، منتقداً بشدة التحالفات التي تم تشكيلها مؤخراً داخل سوريا.
وجاء هجوم تنظيم "الدولة الاسلامية" على الفصائل الاسلامية والوطنية المعارضة للنظام السوري في سياق تقرير مطول نشره في العدد الجديد من مجلة "دابق" التي يصدرها التنظيم باللغة الانجليزية، والتي صدر أخيراً العدد الثامن منها وحصلت "عربي21" على نسخة منه.
واستعرض تقرير مجلة "دابق" تحالفين تم الاعلان عنهما في سوريا خلال الشهور القليلة الماضية، أولهما رأى النور في الخامس والعشرين من كانون أول/ ديسمبر 2014 ويحمل اسم "الجبهة الشامية"، أما الثاني فرأى النور في شباط/ فبراير 2015، وضم تشكيلاً من العلمانيين واليساريين الأكراد الى جانب عدد من التنظيمات الاسلامية، وهو ما دفع تنظيم "الدولة الاسلامية" الى التساؤل: "كيف يريد هؤلاء الاسلاميون من حلفاء تنظيم القاعدة أن يقيموا حكم الشريعة الاسلامية من خلال التعاون مع العلمانيين والماركسيين واليساريين؟".
واستعرض التقرير الذي جاء في عدة صفحات من العدد الجديد لمجلة "دابق" كيف أن "القومية والوطنية تتنافى مع الاسلام"، مشيراً الى أن الاسلاميين يقاتلون لرفع راية الاسلام وتحكيم شريعة الله في الأرض، بينما يقاتل الوطنيون والقوميون والعلمانيون من أجل بلد معين، أو يقاتلون على أساس الدم من أجل الدفاع عن عرقية بعينها.
كما انتقد تقرير "دابق"
جبهة النصرة، واصفا إياها بـ"جبهة الجولاني"، وقال: "أولئك المنحرفون قاتلوا ضد الدولة الاسلامية الى جانب جماعات الصحوة، والتي شكلت لاحقاً الجبهة الشامية وادعت أنها تشكيلات من المجاهدين".
وقال التقرير إن الأسئلة التي ينبغي على كل مجاهد أن يسألها هي: "لماذا تحالفت قيادة جبهة الجولاني مع هذه الفصائل ضد الدولة الاسلامية؟ وما هو حكم الذين دخلوا في تحالف مع هذه الفصائل التي تمثل أسوأ من حارب الدولة الاسلامية؟ ولماذا تعلن هذه الفصائل على الملأ أنها تحارب من أجل القومية الجاهلية، والعديد من بياناتها تتضمن الكفر؟ وهل ستواصل جبهة الجولاني تجاهل هذه الأخطاء وعدم رفضها علنا؟".
ويأتي هذا التقرير ليسلط الضوء على حجم القلق الذي يعتري تنظيم الدولة الاسلامية من التحالفات العسكرية التي تظهر في سوريا بين الحين والاخر، خاصة تلك التشكيلات التي تضم جبهة النصرة في صفوفها، وهي التي تمثل منافساً قوياً لتنظيم الدولة، وتسيطر على مناطق واسعة من الأراضي السورية التي تم تخليصها من سيطرة النظام السوري، وآخرها مدينة إدلب.