طيران الحوثي يحلق فوق قصر هادي.. وأنباء عن اعتقال الصبيحي
عدن - أشرف الفلاحي 25-Mar-1505:30 PM
0
شارك
الطيران الموالي للحوثيين يحلق بكثافة فوق مدينة عدن - أرشيفية
سيطر مسلحون موالون لجماعة "أنصار الله" المعروفة بـ"الحوثي"، عصر الأربعاء، على مقار سيادية بمدينة عدن، جنوبي اليمن، من بينها مقر البنك المركزي، فيما يحاولون السيطرة على مطار المدينة رغم توقف الملاحة به، حسب مصدر أمني وشهود عيان وسكان محليين.
وأوضحت أن اشتباكات دارت في عدد من أحياء مدينة عدن بين قوات موالية للحوثيين من داخل المدينة وأخرى موالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن كتائب من المنطقة العسكرية الرابعة، التي مقرها عدن، انشقت عن هادي وأعلنت ولاءها للحوثيين، وبدأت في السيطرة على مقار سيادية منها البنك المركزي، فيما تدور معارك بالقرب من مطار عدن الدولي، الذي توقفت فيه الملاحة في وقت سابق، لمحاولة السيطرة عليه.
المصادر توقعت أن يسيطر الموالون للحوثيين على المطار خلال الساعات القادمة، مشيرة إلى أن قوات الحوثيين لم تدخل المدينة بعد.
وقال شهود عيان إن قوات الحوثيين المتحالفة مع قوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، والمسيطرة على قاعدة العند العسكرية مازالت في مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، وعلى بعد 60 كيلومتر من محافظة عدن، لكن موالين للحوثيين كانوا داخل عدن هم من يسيطرون على مقار سيادية بالمدينة.
يأتي ذلك فيما ذكرت صحف محلية أن قائد القوات الخاصة في عدن، العميد عبد الحافظ السقاف، الذي تمرد على قرار هادي بإقالته الأسابيع الماضية وتم طرده من عدن، عاد إلى المدينة وهو من يقود القوات الموالية للحوثيين التي أحكمت السيطرة على مقر البنك المركزي ومعسكر "جبل حديد" الواقع في قلب المدينة.
وبخلاف تلك الاشتباكات، تسود مخاوف لدى غالبية سكان عدن من اقتحام الحوثيين للمدينة، حيث أغلقت معظم المحال التجارية أبوابها، وهناك إقبال كثيف من المواطنين على شراء الحاجات الأساسية من المحال التي لم تغلق أبوابها بعد، من أجل تخزين تلك المواد خوفا من مستقبل غير معلوم، حسب سكان محليين.
ولا تزال بعض البنوك والمصارف، تفتح أبوابها أمام مواطنين يتكدسون عليها لسحب أرصدتهم، خوفا مما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع في الساعات والأيام المقبلة، حسب سكان محليين، أفادوا بأن الكهرباء انقطعت في بعض الأحياء وسط عدن، لأسباب غير معلومة.
وفي وقت سابق الأربعاء، انسحبت اللجان الشعبية الموالية لهادي من المدخل الشمالي لمدينة عدن، دون أية اشتباكات مع الحوثيين، حسب مصدر في اللجان التي أجبرت موظفي المؤسسات الحكومية والخاصة في عدن، على العودة إلى منازلهم، بعد ورود أنباء تفيد باقتراب مسلحي جماعة "الحوثي" مدعومين بقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من المدينة.
وقبل ذلك بوقت قليل، سيطر الحوثيون على مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج (جنوب)، وقاعدة "العند" الجوية في المحافظة، قبل أن يختطفوا وزير الدفاع محمود الصبيحي، ومسؤول عسكري آخر بارز في المحافظة نفسها.
وبسيطرتهم على الحوطة من جهة، والمقرات الأمنية والحكومية في تعز (وسط)، وتقدمهم نحو الضالع (جنوب) من جهة أخرى، أصبح الحوثيون يضيقون الخناق على عدن التي أعلنها هادي في وقت سابق، عاصمة مؤقتة للبلاد إلى حين انتفاء الأسباب التي أدت إلى رحيله عن صنعاء في 21 من الشهر الماضي، بعد سيطرة الحوثيين عليها في شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
اعتقال الصبيحي
تتضارب الأنباء حول مصير وزير الدفاع اليمني المستقيل محمود الصبيحي، بين اعتقاله من قبل مسلحي جماعة "أنصار الله" الحوثيين الأربعاء، وأخرى تنفي ذلك.
وأكدت قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي أنه تم اعتقال وزير الدفاع محمود الصبيحي، وهو يقود ما وصفتها "بالمليشيات" التي تهاجم معسكرات الجيش. بينما تناولت مواقع إخبارية يمنية خبر ينفي اعتقال الصبيحي.
الصبيحي ترك وحيداً
من جهته، قال الصحفي اليمني أنيس منصور أن "وزير الدفاع اليمني في الحكومة المستقيلة محمود الصبيحي، الذي قاد المعارك التي خاضتها وحدات من الجيش الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، منذ الثلاثاء، وحتى الأربعاء، قاتل حتى آخر لحظة، ونفذ كل مابحوزته، قبل أن يتم التآمر عليه وخيانته في قاعدة العند الجوية التي سيطر عليها مسلحو الحوثي.
وأضاف منصور، وهو أحد أقارب الوزير الصبيحي، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنه "تم التآمر عليه من قبل الجميع، وتركوه وحيدا وتخلوا عنه".
ونوه إلى أن "الوزير اليمني محمود الصبيحي سيظل نجما ساطعًا" وأمتدحه بــ"الأسد الذي ستظل لعنته تلاحق من خانوه، كما هي لعنة العميد حميد القشيبي قائد اللواء 310 الذي قاتل الحوثيين لمدة 4 أشهر".
ونجح وزير الدفاع اليمني المستقيل، محمود الصبيحي، في الإفلات من قبضة الحوثيين في صنعاء، باتجاه مسقط رأسه في مدينة لحج جنوب اليمن في مطلع آذار/ مارس الجاري، وكان اللواء الصبيحي عضوا في حكومة خالد بحاح التي استقالت بصورة جماعية، في 22 كانون الثاني/ يناير الفائت، مع الرئيس هادي تحت ضغط الحوثيين الذين استولوا بالقوة على صنعاء في 6 شباط/ فبراير، وحلوا البرلمان وأقاموا هيئات قيادية جديدة.
وحضر وزير الدفاع اليمني ، في السادس من شباط/ فبراير الماضي، بملابس مدنية، مراسم إصدار "البيان الانقلابي" الذي أصدرته جماعة "أنصار الله" المعروفة بجماعة الحوثي باسم "الإعلان الدستوري"، وسط أحاديث عن تعرضهم للتهديد من قبل الجماعة الحوثية.
طيران الحوثي يحلق فوق القصر الرئاسي
يأتي ذلك فيما تتواصل المعارك العنيفة بين القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومسلحي جماعة "أنصارالله" (الحوثي) المدعومة بقوات تابعة للرئيس السابق علي صالح في منطقة اللحوم الواقعة بين مدينتي لحج وعدن (جنوبي اليمن).
وقال مصدر محلي متواجد في عدن لـ"عربي21" إن "المدينة تشهد تحليقا مكثفا للطيران الحربي الموالي للحوثيين، وتحديدا على مقر الرئيس اليمني في قصر المعاشيق في مدينة عدن، فيما يتم إبعادها من أجواء القصر بمضادات أرضية تابعة لهادي"، على حد قوله.
وأضاف المصدر أن "دوي أصوات المدافع والدبابات التابعة للرئيس هادي باتجاه مواقع مسلحي الحوثي في منطقة اللحوم على تخوم مدينة عدن جنوب البلاد"، فيما "تشهد مديرية خور مكسر بمدينة عدن إطلاقا للرصاص من مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة" وفقا للمصدر، لكنه لم يوضح مصادر تلك النيران.
وأوضح أن الأنباء تتضارب حول تواجد هادي في مدينة عدن من عدمها، في ظل "حالة من الانتشار الأمني الكثيف لمسلحي اللجان الشعبية المساندة لهادي".
وأكد المصدر اليمني أن معسكرات الجيش المتواجدة في مدينة عدن، لاتزال تؤكد "دعمها للرئيس اليمني"، إلا أنه يخشى من خيانات بداخل تلك المعسكرات، كما حدث في معسكر لبوزة بمنطقة "عقان" المتاخم لقاعدة العند الجوية (أكبر قاعدة عسكرية في اليمن).
ونوه إلى أن "هناك فرزا مناطقيا، وأصبح هناك تمايز في صفوف وحدات الجيش، حيث انضم أغلب العسكريين المنتمين لمناطق الشمال إلى جانب الحوثيين، بينما يقاتل عسكريون جنوبيون ضد الحوثي"، وفق شهادته للأجواء هناك.
ودخل الحوثيون بدعم من قوات موالية لصالح مدينة لحج وأجزاء من مدينة الضالع الأربعاء، فيما تشهد مناطق متاخمة لمدينة عدن معارك شرسة بين الحوثيين والقوات التابعة للرئيس اليمني، وسط تحليق مكثف للطيران الموالي لجماعة الحوثي.