الصحافة التوغولية المتعطّشة إلى بثّ روح التجديد والابتكار في أعمدتها المتخصّصة في
الرسم الكاريكاتوري، قد تجد ضالتها في المواهب الشابة التي عرضت رسوماتها ضمن فعاليات مهرجان "قلم الرصاص" المنتظم، مؤخرا، في البلاد.
جيل جديد من الرسامين الكاريكاتوريين يتحضّر، بحماس وموهبة بالغيْن، لحمل المشعل، وإضفاء بعض التجديد على مجال اعتراه الركود منذ فترة.
وليس من قبيل الصدفة انتظام موعد بهذا التفرد والخصوصية في بلد مثل
توغو، وإنّما شكّل قناعة راسخة استنبطها السكّان من إيمانهم بالمثل القائل: "حصاد الإنسان يمر عبر التعليم، تماما كما يمر حصاد النبات عبر الزرع".
"مهرجان قلم الرصاص" الذي انتظم في خامس دوراته في شهر آذار/ مارس الماضي، استقبل عناصر شابة قدمت لتصقل موهبتها في تقنيات هذا الفن والغوص في أوجهه المتعددة، كما كان موعدا ثقافيا قدم للجمهور ما يمكنه أن يشكل نواة نجوم المستقبل في فن الكاريكاتور.. أطفال تمكنوا من الاحتكاك بمن سبقوهم في المجال وأصبحوا قامات مديدة يشهد لها بالكفاءة والتميز، يلهمونهم و وينيرون أمامهم طريق السير على خطاهم.
المهرجان جمع أصنافا عدة من فنون الرسم أبرزها الكاريكاتور و القصص المصورة، واستقطب نحو 60 من الأطفال قدموا من ثلاث مدارس تقع في مدينة "كارا" (400 كيلومتر شمالي العاصمة
لومي) للتعود على تقنيات الرسم داخل ورشات يشرف عليها مؤطرون محترفون.
مدير المهرجان "كودجو بوسو" الملقب بـ"باب كودزو" أعرب، في حديث للأناضول، عن رضاه التام عن الأجواء التي رافقت الموعد قائلا: "على امتداد ثلاثة أيام، تقاسمنا أوقاتا مميزة وشيقة مع أطفال مدارس شاميناد، دو سكادال وسانت أوغيستان".
ومن جهته، قال "دسو تانتاداونا"، وهو رسام كاريكاتور وكاتب مقالات ومدرّب في فن الرسم: "حاولنا أن نضع بين أيدي الشباب المبتدئ، المبادئ الأساسية للرسم، وقد ساهمت المسابقة التي قمنا بتنظيمها في إبراز إبداعات بعض المواهب الشابة في المجال".
وعاد مدير المهرجان ليعرب عن ابتهاجه بـ"الحماس الذي أبداه التلاميذ المشاركون في ورشات الرسم"، لافتا إلى أنّ "تأطير الشبان أمر ضروري لتأهيلهم وتحضيرهم كي يصبحوا في يوم ما فناني المستقبل".
"كوندو" البالغ من العمر 12 ربيعا من بين هؤلاء الأطفال الذين أبهرتهم التجربة المميزة، ينتمي لمدرسة "شاميناد" بـ"كارا"، قال للأناضول في حماس وثقة في النفس تجاوزت سنّه: "لقد أعجبت بدروس الرسم، لطالما استمتعت برسم أبطال برامج الكرتون المفضلة لدي. واليوم أشعر بأني تمكّنت من تقنيات الرسم، وأعتقد أنّه سيكون بوسعي أن أصبح رساما كاريكاتوريا كبيرا في المستقبل".
ولتحفيز الأطفال على تقديم أفضل ما لديهم، وخلق جو من المنافسة يفجر الطاقة الكامنة لدى كل فرد منهم، نظّم القائمون على المهرجان مسابقة رسم، وإختاروا لها موضوع "الإعاقة ونظرة الآخرين"، تم بعدها عرض جميع الأعمال المشاركة في "معهد جوته" بالعاصمة لومي.
يذكر أن هذه التظاهرة ولدت في عام 2011، وترمي إلى دعم الرسم بجميع أشكاله، وتوفير فرصة للتوغوليين للتعرف على هذا الفن ومده بالأدوات المعرفية اللازمة لتذوق الفنون عموما بشكل أفضل ومغاير.