الغارديان: امرأة مصرية عاشت في زي رجل تتحدث عن تجربتها

تتحدث صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن المرأة المصرية صيصة أبو دوح، التي عاشت في ثوب رجل لمدة أربعين عاما، وهي من مدينة الأقصر في جنوب البلاد، وتم اختيارها "أما مثالية"؛ لأنها عاشت وعملت طوال حياتها وتصرفت كأنها رجل. 
 
وتنقل الصحيفة عن أبي دوح قولها: "لقد قررت الموت في هذه الثياب، وقد استخدمتها وهي حياتي كلها، ولا يمكنني تركها". والتقت أبو دوح بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأحد، حيث تلقت الجائزة. وقالت إنها لن تتوقف عن العمل وستبقى تلبس زي الرجال.

ويشير التقرير إلى أن صيصة قد بدأت حياتها بهذه الطريقة في السبعينيات، حيث اضطرتها الظروف لهذا الوضع عندما توفي زوجها، وكانت في الشهر السادس من الحمل بابنتها الوحيدة. 

وتستدرك الصحيفة بأنه، رغم عمل المرأة اليوم في الكثير من مجالات الحياة، حيث تعد نسبة النساء العاملات قياسا بالرجال امرأة واحدة من كل سبعة رجال. إلا أن عائلتها لم تر أن من المناسب أن تعمل بسبب طبيعة المجتمع المحافظ في الجنوب.

وتضيف أبو دوح (65 عاما) للصحيفة: "رغب إخوتي بزواجي مرة أخرى، وظلوا يحضرون لي خطابا طوال  الوقت". ويقول إخوتها إن الخطاب لم يناسبوها ولا حياة العمل، فسوق العمل كان مغلقا أمام الرجال، ولأنها لم تكن متعلمة ففرصتها للعمل في تلك الأيام كانت مستحيلة، ولهذا قررت أبو دوح البحث عن طريق آخر للعمل، وقررت أن تتخفى بزي رجل.

ويذكر التقرير أنها قد حلقت شعرها، ولبست الجلابية والعِمّة، وعملت في البناء وحصاد القمح. وفي البداية كانت قوية "أقوى من عشرة رجال"، كما تقول، لكنها تحولت إلى مهنة تلميع الأحذية عندما بدأت قوتها تضعف.

وتقول أبو دوح: "إن من الصعب أن تقرر المرأة التخلي عن أنوثتها، ولكن كان يمكنني فعل أي شيء من أجل ابنتي، وكانت تلك هي الطريقة الوحيدة للحصول على المال. ماذا كان علي أن أفعل؟ لم أكن أقرأ أو أكتب، ولم ترسلني عائلتي إلى المدرسة، ولهذا كانت هذه هي الطريقة الوحيدة"، بحسب الصحيفة.

ويلفت التقرير إلى أن صيصة تقول إنها أحبت عملها فيما بعد، وكانت تشعر بالحرية، وهي تتحرك دون خوف من التعرض للتحرش الجنسي، وتضيف: "كنت سعيدة، فقد كان بإمكاني العمل في مهام يقوم بها الرجال، وكل من حولي كانوا سعداء، وكان الرجال ينظرون إلي كوني رجلا". 

وتبين الصحيفة أن هذا كان يعني أنها لم تكن تختلط إلا بالرجال، كما يقول محرر صحيفة "أقصر تايمز" مينا ميلاد، فقد "كانت تجلس في المقاهي مع الرجال، ولم يكن المارة يلاحظون، فقد كانت واحدة منهم". وكان هناك العديد ممن لاحظوا أنها امرأة "ونادوها باسم أم هدى"، وتعلق: "لم أحاول إخفاء الأمر أو التكتم عليه. وشيئا فشيئا عرف الناس بالأمر، لدرجة أن أصغر طفل في الأقصر يعرف أني امرأة".

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن هذا كله قد أثمر عن قرار بلدة الأقصر تسميتها بالأم المثالية، وقدمت لها البلدة شهادة لا تستطيع قراءتها، وفتحت لها كشكا حتى تستطيع إعالة نفسها. وتقول أبو دوح إنها لا تريد أن تضطر ابنتها لعمل ما فعلت "طبعا لا، فلها أبناء وزوج".