قال الإعلامي في قناة الجزيرة القطرية، أحمد منصور، في مقال له اطلعت "
عربي21" عليه من "فيسبوك" إن التنظيم الدولي للجماعة مخترق من قبل أجهزة مخابرات عالمية، على رأسها، جهاز الاستخبارات الأمريكي "
سي آي إيه".
وأكد منصور استعداد شباب الجماعة لتجهيز فيديوهات ووثائق لفضح قيادات التنظيم، "الذين ضحوا بهم، وتاجروا بدمائهم لخدمة أهدافهم فقط"، على حد قوله.
وقال منصور إن "الاختراق الذي حققه جهاز الاستخبارات الأردني وثيق الصلة بجهاز الموساد الإسرائيلي و"سي آي إيه" الأمريكي لما يسمى بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، من خلال المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في الأردن، عبد المجيد
ذنيبات، الذي ظل عضوا في شورى التنظيم الدولى للإخوان إلى أسابيع قليلة مضت".
ونقل عن مقربين قولهم إنه كان ينقل طوال السنوات الماضية تفاصيل ما يجرى في هذه الاجتماعات إلى جهاز المخابرات الأردني، الذي يقوم بدوره بنقل كل ما لديه من معلومات إلى شركائه في "سي آي إيه" الموساد والمخابرات
المصرية.
وأوضح: "بالتالي فإن التنظيم الدولي بكل ما فيه أصبح مخترقا، بكل ما يقوم به إن كان يقوم بشيء، ويجب حله أو تجميده أو تجديد عضوية أعضائه ولوائحه بالكامل، إن كان هناك فائدة من بقائه ووجوده، لاسيما وأنه لا توجد له أي إنجازات ملموسة منذ تأسيسه قبل نحو ثلاثين عاما".
غياب المحاسبة
وأضاف منصور، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن "غياب المحاسبة واللوائح الحاكمة داخل التنظيم الدولي مكن شخصيات مثل ذنيبات ليصبح عضوا في التنظيم رغم معرفة علاقته بالاستخبارات الأردنية منذ سنوات، وأنه أصبح معول هدم داخل الجماعة، ولغياب المحاسبة والشفافية وغلبة سياسة تبويس اللحى والأبوية، وإحسان الظن، ترك في موقعه حتى ظهرت الفضيحة للعيان، حينما طالب قبل أسابيع بإنشاء كيان جديد لإخوان الأردن يلغى كيانهم القائم منذ أربعينيات القرن الماضي".
وقال إن هذه الفضيحة المدوية يجب أن تدفع المخلصين من
الإخوان المسلمين لاسيما القيادة الجديدة أن تعيد النظر في الكيان الهلامي المتكلس المسمى التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، الذي أسس في العام 1985 لظروف وأسباب تختلف كثيرا عن واقع اليوم، وهو في الحقيقة اسم كبير مخيف يقلب الدنيا على الإخوان، ويخيف العالم منهم دون طائل، لا سيما بعدما تحول إلى منتدى لكبار السن والمنتفعين من الإخوان، من محبي الوجاهة والمناصب الفارغة، وفق قوله.
وأشار إلى أن التنظيم الدولي ليس له أي دور فاعل أو إنجازات ملموسة على أرض الواقع، وتغيب عنه الرؤية، ويفتقد الدور الواضح، لأن مصيبة الإخوان الكبرى هي انعدام المحاسبة والشفافية والمؤسساتية، وهذا ما جعل شخصية مثل كمال الهلباوي يتسلق التنظيم الدولي من قبل، بل ويصبح ناطقا باسمه لعدة سنوات، ويرتكب من المخالفات بأشكالها وألوانها دون حساب أو عقاب، مما يجعل غيره ينهج نهجه في ظل انعدام المحاسبة.
وطالب بناء على ما سبق، أن يتم "تفعيل التنظيم الدولي بقيادات تعيش العصر، وتعرف واجباتها ومسؤولياتها أمام الله أولا، ثم أمام الناس والتاريخ، وإما أن يتم حله وتسريح من فيه بعد محاسبتهم على ما أخذوا وماذا قدموا طوال السنوات الماضية، لأن الأموال التي تجمع من جيوب الإخوان ليست هبة ولا منة لأحد، ولا تصرف بغير حساب، وإنما هي لأبوابها المشروعة".
أساس "الداء" الإخواني
وقال منصور إن "أساس الداء داخل الإخوان هو انعدام المحاسبة للكبار، واختطاف القرار من قبل الذين يعتبرون أنفسهم أوصياء على الجماعة والدعوة، ولن يحدث إصلاح حقيقي داخل الإخوان -حتى لو استبدلت القيادة- دون مصارحة ومكاشفة، ولن يحدث تغيير دون محاسبة وعقاب، ولن ينصر الله إلا من ينصره".
وتابع :أما الذين يقدمون مصالحهم الشخصية وامتيازاتهم المادية على مصلحة الدعوة والجماعة والوطن والأمة والدين فلن يكتب الله على أيديهم نصرا حتى أبد الآبدين".
القيادات لا تريد الإصلاح
وتابع منصور: "إذا كانت القيادة الجديدة للإخوان تريد الإصلاح فلن يكون هناك إصلاح في ظل وجود كيان ثبت أنه مخترق، وأنه لا يفعل شيئا سوى أنه ناد للكبار الذين يعتقد بعضهم أنهم سدنة النظام وحراس المعبد، فإذا كانت هذه دعوة الله فالله يتكفل بدعوته ويرسل لها من يحفظها ويجددها فكرا وعلما وإدارة، وينشرها بين الناس".
وقال: "أما إذا اعتقد كل من ولي من أمور الإخوان أمرا أن منصبه أبدي مدى الحياة، وأن الله اختاره من عنده، وليس هناك رقابة عليه أو محاسبة له، فما الذي تركه هؤلاء لطغاة العصر مثل الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي ومعمر القذافي وحسني مبارك وبعضهم قضى في مواقعه سنوات تعادل السنوات التي قضاها بعض هؤلاء في مواقعهم وهم متشبثون بمواقعهم ويرفضون تسليم ما اؤتمنوا عليه من أموال وقرار، كأنما ورثوه عن أمهاتهم وآبائهم، وهذه قمة الدرك الإنساني والسقوط الأخلاقي".
خطة الإنقاذ
واستطرد منصور: "إذا لم يتحرك المصلحون والقيادة الجديدة للإخوان داخل مصر وخارجها للقيام بثورة داخلية على هذه الإقطاعيات الفاسدة والسلوكيات الخاطئة داخل الجماعة التي جرت الأمة بعجزها إلى هذه الهاوية، وأدت إلى صناعة شخصيات فاسدة مثل الهلباوي والخرباوي وحبيب وذنيبات وغيرهم ممن لازال بعضهم يتربع في مناصبه داخل الجماعة، يخرب ويفسد تلك القيادات الفاسدة التي صعدت على ظهور الإخوان بسبب أخطاء القيادة وخلل الإدارة وسوء الاختيار وغياب المحاسبة".
وقال: لذلك إذا لم تتحرك قيادات الإخوان لتنظيف الصف من هؤلاء فإن كثيرا من شباب الإخوان يعدون حملة كبيرة لنشر فضائح هؤلاء بالأسماء والمعلومات على الملأ، لا سيما وأن روائحهم قد فاحت وقصصهم تتناقلها الألسن، وربما وسائل الإعلام قريبا فالمسؤولية في الإخوان ليست شرفا ومنصبا وإنما هي أمانة وإنجاز ومحاسبة، والأمم لا تنهض بالعجزة مثيري الفتن مفرقي الصفوف، أصحاب الأهواء والمطامع وإنما بالأقوياء الأمناء فإذا لم ينسحب العجزة بصمت فسوف تلاحقهم الفضائح في الدنيا والخزي يوم القيامة.
غرس الرؤوس في الرمال
وفي خاتمة مقاله، قال منصور: "أعرف أن كلامي سيغضب كثيرين ممن يفضلون غرس الرؤوس في الرمال سواء من الإخوان أو غيرهم، أو ممن يحبون تبويس اللحى والتمسح بالأبوية، التي أشبه بالكهنوت الفاسد الذي ليس له في الإسلام موقع، وسوف يجتزئ المرجفون في وسائل الإعلام الفاسدة بعض عباراتي وجملي للتشهير بالإخوان والطنطنة الجوفاء عليهم، وهذا طبع المنافقين وسلوك المرجفين".
ولكنه قال: "لا يهمني من أمر هؤلاء جميعا شيء، لأن دماء الشهداء التي سالت وتسيل وعشرات الآلاف ممن وراء القضبان بسبب أخطاء هذه القيادات يجب أن تحرك جميع المخلصين من الإخوان داخل مصر وخارجها لإصلاح هذا الخلل، ودراسة هذه الأخطاء، ولله المثل الأعلى، فالنص القرآني كان يعالج الأخطاء في لحظتها وأوانها".
وطالبهم قائلا: "ارجعوا إلى معالجة القرآن لغزوة أحد، وحادثة الإفك، وقصة الأعمى في سورة عبس، ونبي الله أعز خلقه عليه، والأمثلة القرآنية والسيرة النبوية مليئة بالكثير، أما الذين يراكمون أخطاء الجماعة دون حساب أو عقاب أو عبرة وعظة منذ ستين عاما بدعوى أن الوقت لم يحن بعد، فهؤلاء هم المخطئون، والذين يرفضون تنظيف الجماعة وإصلاح مسيرتها هم المدلسون.. ألا هل بلغت".