سيطر مسلحون يتبعون جماعة أنصار الله (الحوثيين) صباح الأحد، على المطار والمجمع القضائي في مدينة تعز مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته وسط اليمن وتعد أكثر المحافظات سكانا، بحسب شهود عيان.
وقال الشهود إن مسلحين حوثيين يحملون أسلحة عليها شعارات الجماعة (الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل)، سيطروا على مطار تعز الدولي في منطقة الحوبان بمدينة تعز.
وأضاف الشهود أن مسلحين آخرين من جماعة الحوثي سيطروا على مقر المجمع القضائي في منطقة وادي القاضي في المدينة ذاتها، دون ذكر تفاصيل إضافية.
أمريكا تجلي قواتها المتبقية من اليمن
إلى ذلك أعلنت الولايات المتحدة السبت أنها أجلت كل أفراد طاقم سفارتها الذين كانوا لا يزالون متواجدين في اليمن لأسباب أمنيه، وذلك بعد اعتداءات أوقعت 142 قتيلا في صنعاء.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جيف راثكي، في بيان: "بسبب تدهور الوضع الأمني في اليمن، أجلت الحكومة الأمريكية مؤقتا أفراد طاقمها الذين كانوا لا يزالون في اليمن".
وأوضح أنه تم إبلاغ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بهذا القرار، وتلقى الضمانة بأن واشنطن "ستواصل تعهدها تجاه الشعب اليمني والأسرة الدولية بدعمها الحازم للمرحلة الانتقالية في اليمن".
وأضاف: "سنواصل أيضا مراقبة التهديدات الإرهابية عن كثب القادمة من اليمن".
وسحبت الولايات المتحدة قواتها المتمركزة في قاعدة العند الجوية في جنوب اليمن بسبب مخاوف أمنية، كما أعلن مصدر عسكري يمني السبت، فيما تجري معارك بالقرب منها بين قوات الأمن اليمنية وعناصر من القاعدة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة أجلت باقي أفرادها وبينهم نحو 100 فرد من قوات العمليات الخاصة من اليمن بسبب تدهور الوضع الأمني هناك الأمر الذي يمثل نكسة أخرى في جهود الولايات المتحدة ضد فرع تنظيم القاعدة في اليمن.
وقال المصدر العسكري اليمني في قاعدة يمنية في محافظة لحج لوكالة فرانس برس إن القوات غادرت مساء الجمعة "إلى وجهة مجهولة".
وأضاف المصدر ذاته أنه تم سحب وحدات مكافحة إرهاب يمنية تتولى القوات الأميركية تدريبها وتتمركز أيضا في العند.
ويوم أمس الأول الجمعة، أفاد شهود عيان ومصدر أمني بأن قوات موالية لجماعة "الحوثي" تتألف من 20 عربة عسكرية وناقلات جند إضافة إلى سيارتين تحملان مسلحين، دخلوا محافظة تعز دون مقاومة، واستقروا في مقر القوات الخاصة.
وجاء دخول الحشود العسكرية، بعد وقت قليل من بيان شديد اللهجة صدر عن اللجنة الأمنية في المحافظة، أقرت فيه منع دخول أي تعزيزات عسكرية أو أمنية أو مدنية إلى المحافظة من أي جهة، بالتزامن مع حشود عسكرية لجماعة الحوثي تحركت من محافظة ذمار باتجاه المحافظة المشرفة جغرافيا على مضيق باب المندب.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اتهم الحوثيين المتحالفين مع إيران بالقيام بانقلاب ضده، وناشد الأمم المتحدة "التدخل العاجل" في الوقت الذي أجلت فيه الولايات المتحدة قواتها المتبقية.
ومن مدينة عدن في جنوب اليمن التي فر إليها الشهر الماضي، بعد أن وضعه الحوثيون قيد الإقامة الجبرية في منزله بالعاصمة اليمنية صنعاء، دعا هادي الحوثيين، أمس السبت، إلى سحب قواتهم من وزارات البلاد وإعادة الأسلحة التي استولوا عليها من الجيش والانسحاب من العاصمة.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي، الأحد، لبحث اليمن بعد أن دعاه هادي إلى "تدخل عاجل بكل الوسائل المتاحة لوقف هذا العدوان، الذي يهدف إلى تقويض السلطة الشرعية وتفتيت اليمن وسلامه واستقراره".
وينزلق اليمن إلى حرب أهلية منذ العام الماضي عندما بسط الحوثيون سيطرتهم على صنعاء وتقدموا صوب المناطق السنية؛ ما أدى إلى اشتباكات مع القبائل المحلية وتأجيج حركة انفصالية في الجنوب.