قال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن النظام السوري أقال مسؤولين كبيرين في أجهزة الأمن السورية، أحدهما اللواء
رستم غزالة، رئيس شعبة الأمن السياسي في وزارة الداخلية.
وكانت الأنباء قد تواترت في
سوريا عبر أكثر من مصدر حول إصدار الرئيس بشار الأسد قراراً غير معلن يقضي بإقالة اثنين من كبار الضباط في النظام نتيجة خلافات حادة بينهما وصلت إلى حد الاشتباك بالأيدي، فضلاً عن قيام كل منهما بتسريب معلومات عن الآخر لوسائل الإعلام، وهو ما يمثل تهديداً لكمية كبيرة من أسرار النظام السوري.
وأكدت صحيفتا النهار اللبنانية و"الرأي" الكويتية، وعدد من المواقع الإخبارية على الإنترنت، بما فيها المواقع المقربة من النظام السوري نبأ إقالة اللواء رستم غزالة رئيس شعبة الأمن السياسي في وزارة الداخلية، وإقالة اللواء
رفيق شحادة رئيس شعبة الأمن العسكري في الجيش السوري، وذلك إثر خلاف حاد بين الرجلين تطور الى الاشتباك بالأيدي، وأدى بغزالة إلى الرقود في المستشفى عدة أيام، وهو ما أثار غضب الأسد الذي أصدر قراراً بإقالة الرجلين وإعادتهما إلى منزلهما، رغم أنهما من أركان النظام ورموزه الأقوياء.
أما الرواية التي أوردتها جريدة "النهار" عن أسباب طرد غزالة من منصبه فتقول إن "الملاحظات تراكمت عليه وكان آخرها الطريقة النافرة التي تحدث فيها أمام شبان من أبناء عشيرته، كما أنه أطل في شريط فيديو على السوريين وهو يدخن السيجار من الحجم الكبير، في مشهد انعكس سلباً على معنويات ضباط الجيش السوري وجنوده".
وخلافاً لرواية الصحيفة اللبنانية، نقلت جريدة "الرأي" الكويتية عن مصادر سورية قولها إن الخلافات بين غزالة وشحادة وصلت إلى حد تهديد كل منهما للآخر، وهو ما دفع عناصر حرس شحادة للاعتداء بالضرب المبرح على غزالة، الأمر الذي أدخله مشفى الشامي حيث بقي يتلقى العلاج فيه لعدة أيام.
وتضاربت الأنباء حول أسباب الخلاف بين قطبي النظام السوري، إلا أن أكثر الروايات دقة، بحسب الصحيفة الكويتية، هو قيام الأمن السياسي في محافظة السويداء باعتقال عدد من عناصر الأمن العسكري بتهمة الاتجار بالمازوت المهرب، الأمر الذي تطور حتى وصل لدرجة الخلاف الشخصي بين رئيسي الجهازين.
وبحسب ما نشر فإن الأسد أصدر قراراً بـ"تسريح اللواء رفيق شحادة تأديباً على ما ألحق برستم غزالة من أضرار جسدية ومعنوية كبيرة، أدت إلى وضعه الصحي الدقيق جداً"، وأن "تسريح شحادة يعتبر عقاباً كبيراً، إذ كان يمكن إقالته من موقعه ليبقى لواءً في الجيش، ولو من دون إيكال أي مهمة إليه، إلا أن تسريحه يعني طرده من الجيش نهائياً"، أما تسريح غزالة، بحسب المصادر ذاتها، فإنه ربما يعود "لوضعه الصحي الصعب والمعقد، وقد يعود بمنصب أعلى".
يشار إلى أن الأسد عين اللواء محمد محلا رئيساً لشعبة الأمن العسكري بعد أن كان يشغل منصب نائب شحادة، وقبل ذلك كان رئيس فرع المعلومات في شعبة الأمن السياسي، وتقول التقارير إنه من أهالي مدينة جبلة الساحلية.
كما تم تعيين اللواء نزيه حسون خلفاً لرستم غزالة، وحسون من بلدة قريا بريف السويداء وكان يشغل منصب معاون غزالة منذ كانون أول/ ديسمبر 2012، وقبلها كان معاوناً لمدير إدارة المخابرات العامة منذ ما قبل الثورة.