نشر موقع مجلة "ذي أتلانتك" تقريرا لنوح غودونمار، حول اتهامات المعارضة السورية لنظام
الأسد باستخدام
غاز الكلور على مدينة في شمال
سوريا، واتهامات القوات الكردية لتنظيم الدولة باستخدام المادة ذاتها ضدهم بالقرب من الموصل.
ويقول التقرير إن مجموعة معارضة ادعت يوم الثلاثاء أن حكومة بشار الأسد استخدمت غاز الكلور في الهجوم على بلدة سرمين، وقتلت ستة أشخاص، وأصابت العشرات، وذلك ليلة الاثنين، وذكرت التقارير أن الطائرات التابعة للحكومة قامت بإسقاط براميل متفجرة ملأى بهذه المادة الكيماوية السامة، حيث أن استنشاقها يحرق الرئتين، ويموت الضحية مختنقا.
ويشير الكاتب إلى أن هذا الهجوم هو الأخير من سلسلة الهجمات الكيماوية على المنطقة، ويثير التساؤل حول اتفاقية عام 2013 بين سوريا وروسيا وأمريكا لإتلاف مخزون سوريا من الأسلحة النووية.
ما هو الدليل على وقوع هجوم كيماوي؟
ويبين التقرير أن جمع العينات للتأكد من تفاصيل الهجوم بأسلحة كيماوية صعب جدا في مناطق الحرب، مبينا أن تحقيقا للأمم المتحدة في استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية عام 2013، قد أخذ أسابيع طويلة، ومع أن التحقيق أشار بأصابع الاتهام إلى النظام السوري، إلا أنه لم يحدد النظام على أنه مرتكب للجريمة. كما لم يؤكد التهمة قرار لمجلس الأمن، قدمت أمريكا مسودته يشجب الهجوم. وقد أنكر النظام السوري هجوم غاز الكلورين يوم الاثنين، واتهم قوات المعارضة بذلك.
ويوضح الكاتب أن هناك دلائل تشير إلى أن استخدام
الأسلحة الكيماوية سيتزايد في المنطقة في الأيام القادمة، ففي الأيام القليلة الماضية اتهمت السلطات الكردية تنظيم الدولة باستخدام غاز الكلور ضد قواتها في شمال العراق في شهر كانون الثاني/ يناير. كما أن المسؤولين العراقيين اتهموا التنظيم بالقيام بعدة هجمات بغاز الكلور في شهر أيلول/ سبتمبر، وكان تنظيم القاعدة قد قام بتفجير
قنابل كلور في العراق عام 2007.
ما هي القوانين التي تنتهكها الحرب الكيماوية؟
ويلفت التقرير إلى أن الاتفاقيات الدولية، مثل بروتوكول جنيف لعام 1925، الذي كتب بعدما تم استخدام غاز سام في الحرب العالمية الأولى، منع بشدة استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية. واتخذت إدارة أوباما موقفا صلبا بعد هجوم غاز السارين في شهر آب/ أغسطس 2013، في إحدى ضواحي دمشق. وتساءل وقتها أوباما: "ما الرسالة التي نرسلها عندما يقوم ديكتاتوري بخنق مئات من الأطفال بالغاز على مرأى من العالم ولا يدفع الثمن؟"، وقد سمى استخدام الأسلحة الكيماوية خطا أحمر، سيغير الحسابات تجاه الحرب الأهلية في سوريا.
ويذكر الكاتب أنه تم تجنب ضربة أمريكية لسوريا بصفقة دعت إلى التخلص الكامل من الأسلحة الكيماوية. وفي حزيران/ يونيو 2014، أعلن مفتشو الأسلحة الدوليون أن سوريا سلمت جميع مخزونها المعلن من الأسلحة الكيماوية.
ويرى غودونمار أنه إن تم التحقق من أن الهجوم الأخير كان بقنابل كيماوية، فإنه سيكشف عن ثغرة كبيرة في صفقة التخلص من الأسلحة الكيماوية، حيث إن غاز الكلور له استخدامات صناعية وصحية، مثل تنظيف البرك، ولا يعد سلاحا كيماويا، إلا إذا تم استخدامه لهذه الغاية، ولذلك لم تضعه سوريا على قائمة الأسلحة الكيماوية التي تمتلكها، وما حدث يوم الاثنين يؤكد مخاوف جون كيري عندما قال: "لم ينته عملنا".
وتختم "أتلانتك مونثلي" تقريرها بالإشارة إلى أن وكالة الأسوسييتد برس قدمت وصفا لتلك القنابل من أحد الناشطين في سرمين، وهو أسعد كانجو، الناشط في البلدة القريبة سراقت، الذي قال إنه بعد أول قنبلة تم الإعلان من سماعات المساجد بأن يصعد الناس للسطوح كي لا يتنفسوا الغاز الذي يبقى في الأسفل.