كما هي العادة في
الانتخابات الإسرائيلية؛ فإن الأحزاب الصغيرة هي التي ستقرر شكل
الحكومة المقبلة. فبالحسابات الحالية ستحصل الأحزاب اليمينية على ما مجموعه 63 مقعدا من أصل 120 مقعدا في الكنيست، ما سيمكن رئيس الوزراء الحالي من تشكيل حكومة ائتلافية.
ويقول إيان بلاك، محرر شؤون الشرق الأوسط، في صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن أسابيع من المفاوضات ستعقب الانتخابات الإسرائيلية لبناء تحالفات تنهار قبل أن يتم الاتفاق على معالمها، أو توزيع الوزارات بين الفائزين.
ويرى بلاك أن تقارب النتائج بين معسكر اليمين، ممثلا بحزب الليكود الذي يتزعمه بنيامين
نتنياهو، ومعسكر الوسط الذي يمثله المعسكر الصهيوني. وبناء على إقرار إسحاق هيرتزوغ بالهزيمة، حيث تشير نتائج الاقتراع إلى حصول الليكود على 30 مقعدا مقابل 24 للمعسكر الصهيوني، فإن نتنياهو سيقوم بتشكيل الحكومة.
ويجد الكاتب أن فوز القائمة الموحدة، التي تزعمها أيمن عودة، لن تكون قادرة على ترجيح كفة هيرتزوغ. ويشير إلى أن حملة التخويف من العرب، التي اعتبرها البعض "عنصرية"، تعبر عن حالة يأس لدى نتنياهو من أجل البقاء في السلطة، تماما كما فعل عندما اتهم "حكومات أجنبية" وجماعات يسارية بمحاولة التخلص منه.
ويبين بلاك أن الأحزاب الصغيرة أو المتوسطة ستجد نفسها في موقع جيد، مثل حزب "كلنا"، الذي يقوده الشعبوي والليكودي السابق موشيه كحلون. فيما قد يجد هيرتزوغ دعما حيويا في حزب يائير لابيد "ييش أتيد" ، خاصة أن الأحزاب اليمينة المتشددة سترفض الجلوس في تحالف مع لابيد العلماني.
ويعتقد الكاتب بأن هناك إمكانية لتشكيل ائتلاف بين الأحزاب الكبيرة، يتم فيه استبعاد الصغيرة، واتفاق على تبادل السلطة.
وتنقل الصحيفة ما كتبه المعلق الإسرائيلي ناحوم برنياع في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، حيث يقول: "لا يعرف الناخب الإسرائيلي كيف سيتم استخدام صوته"، وتساءل: "هل سيكون جزءا من بناء حكومة وحدة وطنية؟ وهل سيسهم في تشكيل حكومة ضيقة؟ وهل سيتم استثماره في المعارضة؟ وهل سيتم تضييعه في حزب لن يفوز في الانتخابات؟".
ويشير التقرير إلى أن رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت، قد حث أتباعه على التصويت، وعدم تضييع أي صوت، ويرى أنه كلما حصل على مقاعد كثيرة زاد تأثيره على نتنياهو. ولا يزال بينيت غير متأكد من دعم نتنياهو لحركة الاستيطان في الضفة الغربية. وقال إن نتنياهو "سلّم" الخليل في عام 1997 إلى ياسر عرفات.
ويوضح بلاك أن الانتخابات تطرح أسئلة حول العلاقة مع
الفلسطينيين في داخل إسرائيل، الذين أدوا دورا ثانويا في الحملة، حيث ركز نتنياهو في حملته على التخويف من السلاح النووي الإيراني، فيما ركز هيرتزوغ على القضايا الاجتماعية.
ويخلص الكاتب إلى أن الانتخابات الإسرائيلية ستترك أثرا، وإن كان بسيطا، على العملية السلمية، فقد وعد نتنياهو الناخب الإسرائيلي بأنه لن يسمح بولادة دولة فلسطينية، لكن برنياع كتب قائلا: "وعود نتنياهو لا تعني شيئا، فهي مكتوبة على الثلج في يوم حار".