طعنت الحكومة
المصرية في حكم القضاء المصري القاضي باعتبار حركة المقاومة الإسلامية
حماس، "منظمة
إرهابية"، عقب زيارة الأمين العام لحركة
الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح لمصر التي كانت حماس، على علم مسبق بها، من أجل نزع فتيل الأزمة وإزالة التوتر الحاصل بين الطرفين؛ هل جاء تتويجاً لتلك الزيارة التي لم يفصح رسمياً عن نتائجها؟
رسائل تهدئة
وأكد الباحث السياسي والمختص في الحركات الإسلامية في فلسطين، ثابت العمور أن زيارة الأمين العام لحركة الجهاد ونائبه زياد النخالة لمصر "استطاعت أن تذيب الجليد الحاصل في العلاقة بين مصر وغزة".
ومن المؤشرات على بداية ذوبان الجليد بين مصر وحماس، حسب المختص في الحركات الإسلامية، طعن الحكومة المصرية بقرار القضاء المصري باعتبار حماس، منظمة "إرهابية"، وهي الخطوة التي لاقت ترحيباً من حركتا حماس، والجهاد الإسلامي، وتراجع حدة التحريض الإعلامي المصري ضد حركة حماس.
وأضاف لـ"
عربي21": "هناك رسائل تهدئة متبادلة بين حماس و مصر، حيث نجحت تلك الزيارة؛ التي ستتبعها جولات أخرى، بوقف العراك الإعلامي الحاصل بين حركة حماس ومصر لحد ما"، ووصل شلح والوفد المرافق له القاهرة السبت 28 فبراير/ شباط 2015م في زيارة استمرت تسعة أيام.
أسباب توتر العلاقات
والتقى وفد حركة الجهاد خلال زيارته بشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، ومدير عام المخابرات المصرية اللواء خالد فوزي؛ فيما اعتبره العمور أنه مؤشر مهم "لعدم ذهاب القاهرة بعيدا في استعداء" حركة حماس.
وقال الباحث السياسي: "لا شك أن الزيارة وفرت مساحة أكبر لمصر للتعاطي مع قضية معبر رفح؛ الذي لم تشأ مصر أن يصور أن فتحه كان استجابة لدحلان الذي طلب ذلك ولا لعباس أو حماس".
وكشف الباحث عن "زيارة متوقعة لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، للسعودية"، التي من المتوقع أن "تساعد في فتح قنوات اتصالات بين مصر وحماس؛ حيث يتوجب على حماس – حسب الطلب المصري غير المباشر – أن تحدد موقفها من جماعة الإخوان المسلمين؛ لأنها واحدة من أهم أسباب توتر العلاقات".
وأوضح العمور أن تمرير الطلب المصري بإدارة حرس الرئاسة الفلسطيني لمعبر رفح، وانتشاره على حدود غزة مع مصر عبر حركة الجهاد سيكون "أكثر قبولاً" لدى حركة حماس.
نزع فتيل الأزمة
وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قد شدد خلال خطبة الجمعة 6 آذار/ مارس 2015، على أن حماس "لا تسمح لأحد أن يمس بأمن مصر"، وأكد أن حركته "بريئة من كل التهم ضدها، ولا يمكن لها أن تفكر بالإضرار بالأمن القومي المصري أو العربي، لأننا شعب واحد".
ومن جانبه أكد مصدر خاص مقرب من حركة الجهاد الإسلامي لـ"
عربي21"، أن زيارة الأمين العام لمصر كانت "بعلم مسبق" من حركة حماس، من أجل "نزع فتيل الأزمة"، بينها وبين مصر عقب قرار القضاء المصري باعتبار حركة حماس، وجناحها العسكري "كتائب القسام"، "منظمة إرهابية"، وهو القرار الذي لاقى استنكاراً شعبياً وفصائلياً.
وأضاف: "الزيارة ناجحة وحققت الهدف المطلوب، وهناك توقعات أن يفتح معبر رفح البري يومين أسبوعياً".
وبين المصدر أن حركة حماس كانت على "إطلاع بمجريات المحادثات في القاهرة، وأبدت الاستعداد للتعاون لحل الإشكاليات القائمة كافة".
وعود عامة
بدوره أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، حسام بدران أن الهدف من زيارة وفد حركة الجهاد للقاهرة "إزالة سوء الفهم والتوتر الحاصل بين مصر و حماس، وغزة عموماً"، مؤكداً ما أورده المصدر الخاص أن حماس، كانت على "علم مسبق بالزيارة".
وحول نتائج تلك الزيارة قال بدران لـ"
عربي21": "في الحقيقة هناك وعود عامة، لكننا حتى الآن لم نر لها أثراً ملموساً على الأرض باستثناء فتح معبر رفح لمدة يومين".
وبين أن التوتر الحاصل في العلاقة مع مصر ليس لحركته "دخل به"؛ وهذا ما "يعرفه جيداً" الإخوة في حركة الجهاد، مؤكداً أن العلاقة في الأصل "إيجابية وطبيعية"، ويتطلب الأمر كي تصبح "على ما يرام الاستعداد والنوايا الصادقة".
وأشار القيادي في حماس، إلى أن هذه الزيارة هي "جزء من التحرك الفلسطيني لمحاولة رأب الصدع في التوتر مع مصر"، موضحاً أنه من "المبكر الحديث عن نتائج تلك الزيارة أو حدوث تغير كبير في العلاقات".