في عالم صناعة الأبطال الخارقين ونماذج الأطفال، يحب هؤلاء قراءة مجلات وكتب باتمان "الرجل الوطواط"، وسوبرمان "الرجل العنكبوت"، وأيرون مان "الرجل الحديدي"، وكل الشخصيات التي تروج لها شركتا مارفيل ودي سي الأمريكيتان.
ويشير تقرير في صحيفة "الغارديان" البريطانية، إلى أن الأبطال الخارقين هم حكر على الأفلام الغربية، ولا توجد إلا محاولات قليلة لتقديم شخصيات خارقة في الثقافات الأخرى، ولهذا عندما أراد منتج هندي، يتبع الديانة
السيخية، اختراع بطل خارق للأطفال يكون من السيخ، لم يجد إلا شخصية "ديب سينغ"، الذي جعله يقاتل حركة
طالبان، ويحب أغاني المغني الأمريكي ألفيس بريسلي.
وتقول الصحيفة إن سوبريت سينغ مانشاندا، وهو منتج مجلات أطفال، يعمل من سان فرنسيسكو، سأل مجموعة من الأطفال السيخ أن يذكروا له اسم بطل خارق سيخي، فكانت إجابتهم أنه لا يوجد.
ويذكر التقرير أن ماتشاندا تعاون مع إيلين ألدين، كاتبة النصوص التي تعيش في أوكلاند- نيوزلندا، وتعاونا في اختراع "السيخي الخارق/
سوبر سيخ"، واسمه "ديب سينغ"، وهو عميل سري عمره 20 عاما، ويعتمر العمامة التقليدية التي يرتديها السيخ. وتتبع حلقات "السيخي الخارق" ديب سينغ وهو يسافر إلى أرض بريسلي "غريس لاند"، وفي الوقت ذاته يقاتل أعداءه الذين يتآمرون عليه.
وتلفت الصحيفة إلى أن العدد الأول المتوفر على الإنترنت حظي بمشاهدة عالية، حيث صور "سوبر سيخ" وهو يرتدي نظاراته السوداء، ويحاول منع قائد طالباني كان يخطط لحرق كتب خارج مدرسة للبنات. واختلق منتج السلسلة تاريخا لـ"سوبر سيخ"، حيث قال إنه فقد والديه في أفريقيا.
ويفيد التقرير بأن فكرة إنتاج شخصية خارقة سيخية الطابع بدأت عام 2011، حيث يصر منتج السلسلة على أن "سوبر سيخ" على خلاف الأبطال الذين يعانون من عاهة معينة تجعلهم خارقين، فـ"سوبر سيخ" عادي ومتعلم ومنفتح على الحياة. ويريد أن يؤكد للأطفال أنه ليس مختلفا عنهم، كما يقول ماتشاندا. ويعتقد الذين يقفون وراء شخصية "سوبر سيخ" أنه سيضيف جديدا للثقافة الشعبية.
وتبين الصحيفة أن ماتشاندا اختار أن يكون أحد أعداء سوبر سينغ قائدا طالبانيا مجنونا اسمه سالار الموك. ولا تهتم كاتبة السلسلة بالحديث عن طالبان والأصوليين الذين يشوهون الإسلام، فهذا أمر من مهمة آخرين كي يقوموا به، وتقول ألدين "إن ما يهم هو كيف تقدم الوضع، وكيف ترد عليه كونك سيخيا؟". ويقول ماتشاندا: "لقد أكدنا أن هذه القصة لا علاقة لها بالإسلام، ولكن بأشخاص مجانين لا يريدون العيش واتباع قيم عادية".
ويضيف أن معركة "سوبر سيخ" في أفغانستان جاءت من أجل مواجهة التشوش في الذهنية الأمريكية حول السيخ.
وتنقل "الغارديان" عن ماتشاندا قوله إن السيخ في بريطانيا يتمتعون باحترام أكثر من أمريكا، ففي أمريكا لا يقبلون بزيهم في الشرطة أو الجيش، كما هو الحال في بريطانيا. وتعلق ألدين: "عندما تشاهد هذا الشخص بالعمامة فأول ما يتبادر لذهنك أنه إرهابي". وتبين أن الهدف هو تقديم صورة السيخي على أنه رجل طيب في أفغانستان لمواجهة النمطية السلبية عن السيخ في الخارج.
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى قول ماتشاندا: "نحن أمام رجال أشرار بالعمائم يرتكبون أشياء سيئة، ورجل طيب بعمامة يعمل الخير".