اختطف
تنظيم الدولة مدير مكتب مؤسسة "عدالة" الإغاثية في
مخيم اليرموك، جنوب العاصمة السورية دمشق، في عملية أمنية تهدف إلى الضغط على المؤسسة لتسليم ما بحوزتها من مواد غذائية، حيث اشترط التنظيم أن تدفع المؤسسة فدية مقدارها 15 طنا من مادتي الأرز والبرغل مقابل الإفراج عنه.
وقال القائد العسكري في مخيم اليرموك، "أبو المعتصم"، في حديث لـ"عربي21" معه، إن تنظيم الدولة اختطف "أبو خالد"، أحد المسؤولين في مؤسسة عدالة الإغاثية التي تهتم بالأيتام وأسر الضحايا، في عملية أمينة بعد مراقبته في شارع عروبة في مخيم اليرموك، الذي لا يشهد أي تواجد لعناصر التنظيم. وبعد اختطافه تم نقله إلى حي الحجر الأسود الخاضع لسيطرة التنظيم.
وذكر الناشط الإعلامي في جنوب دمشق، "براء أبو اليسر"، أنه لا تجري أي مفاوضات رسمية بين عناصر التنظيم الدولة وبين أي طرف طالب بالإفراج عن "أبو خالد"، إلا أن التنظيم يرسل عبر الأهالي والمقربين منه، بطريقة غير مباشرة، برسائل شفوية تطالب بـ15 طنا من المواد الغذائية الموجودة لدى المؤسسة الإغاثية، رغم أنها مخصصة لإطعام اليتامى في مخيم اليرموك، مقابل إفراج التنظيم عن "أبو خالد" المختطف لديه.
وأضاف أبو اليسر أن المتضرر الوحيد هم المدنيون والأطفال، لأن المطابخ الخيرية توقفت عن العمل وتوزيع أي مواد إغاثية حتى الإفراج عن أبي خالد.
ويعاني مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الذي يضم نحو 20 ألف مدني، حصاراً مطبقاً بعد مرور أكثر من عامين من تطويقه من قبل قوات النظام السوري وعناصر الجبهة الشعبية بقيادة أحمد جبريل، وفتح الانتفاضة.
وقد فشلت ثماني اتفاقيات لتحييد المخيم عن الصراع. وما يزال المخيم يعاني من انقطاع مياه الشرب والمواد الغذائية، مع استمرار إغلاق معبر ببيلا في جنوب دمشق واحتكار عدد من التجار للبضائع والأغذية، الأمر الذي أنتج حالة إنسانية صعبة.
وكان مركز الشتات الفلسطيني للإعلام قد أعلن أن حياة ثلاثة آلاف طفل مهددة بالموت جوعاً أو مرضاً، في ظل
الحصار المفروض على مخيم اليرموك.
وذكر المركز في تقرير له أن قوات النظام السوري، بمساندة مليشيات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة وفتح الانتفاضة، تواصل حصارها للمخيم للعام الثاني على التوالي. وأضاف المركز أنه للشهر الثالث على التوالي تمنع تلك القوات دخول المواد الغذائية والطبية، ما ينذر بكارثة إنسانية جديدة في المخيم المنكوب، حيث ارتفع عدد ضحايا الموت جوعا وبردا ومرضا إلى 172 شخصا، غالبيتهم من كبار السن والأطفال.
وأكد المركز أيضا أن ثلاثة آلاف طفل مهددون بالموت بعد إصابتهم بأمراض فقر الدم واليرقان والتهاب الكبد الوبائي، نتيجة انعدام المواد الغذائية الرئيسية والضرورية لنمو الجسم ومقاومة الأمراض، حيث يفتقر المخيم لحليب الأطفال والأدوية، الأمر الذي فاقم المعاناة الإنسانية وأدى إلى وفاة العشرات من الرضع حديثي الولادة.