هروب وزير الدفاع اليمني المستقيل انتكاسة جديدة للحوثيين

نحج وزير الدفاع اليمني المستقيل محمود الصبيحي، في الإفلات من قبضة الحوثيين، بعد أسابيع من تمكن الرئيس عبدربه منصور هادي، من كسر الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون بمقر إقامته في صنعاء، والفرار الى مدينة عدن (جنوبي اليمن)، في 21 من شباط/ فبراير الماضي، التي باتت العاصمة السياسية للبلاد بحكم الأمر الواقع.

ومثل هروب وزير الدفاع اليمني في الحكومة المستقيلة الاحد، انتكاسة جديدة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) التي تدعى بأنها "الجماعة التي لاتقهر"، منذ استيلائها على العاصمة صنعاء حينها، في 21 من أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، وفقا لمراقبين.

وكان اللواء الصبيحي عضوا في حكومة خالد بحاح  التي استقالت في 22 كانون الثاني/ يناير الفائت، مع الرئيس هادي تحت ضغط الحوثيين الذين استولوا بالقوة على صنعاء في 6 شباط/ فبراير وحلوا البرلمان وأقاموا هيئات قيادية جديدة.

ضربة موجعة للحوثيين

ويصف الخبير العسكري اليمني محسن خصروف إفلات الوزير الصبيحي من قبضة الانقلابيين الحوثيين بأنها "ضربة موجعة لهم"، ومثل مسارا مهماً، للحفاظ على قضية الوطن الكبرى المتمثلة في تنفيذ مخرجات مؤتمرالحوار الوطني، وبالتالي السير نحو بناء الدولة المدنية"، وفق تعبيره.

وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن "هروب وزير الدفاع المستقيل الناجح الى مسقط رأسه في محافظة لحج القريبة من مدينة عدن، عرى جماعة الحوثي، ولاشك أنه هذه الخطوة من قبل الوزير الصبيحي ستحقق قدراً كافياً من التوازن العسكري ضد الحوثيين، والذي سيعززه ذلك التوازن الدعم الشعبي الكبير في البلاد"، على حسب وصفه.

وأوضح الخبيراليمني أن "دلالة إفلات الوزير محمود الصبيحي من يد الحوثيين، مؤشر إيجابي، يجسد مدى النهاية العاجلة للحال المعوج الذي فرضه الحوثيون، الذين يصدمون اليوم بإرادة شعبية صلبة، رافضة للنزاعات غير الوطنية".

مشهد هروب الصبيحي غامض

وقال الكاتب والمحلل السياسي نبيل البكيري في حديث خاص لــ"عربي21" إنه "حتى اللحظة لا تزال الأمور يعتريها الكثير من الغموض، ولا يمكن الجزم بأيّ تفسير حول مجريات  "هروب وزير الدفاع اليمني في الحكومة المستقيلة الى مدينة عدن جنوبي البلاد ومن قبله الرئيس هادي، لكن الأيام القليلة القادمة، قد تكشف عما يصعب الآن التكهن به"، على حد قوله.

ولم يستبعد البكيري "وجود لعبة دولية كبيرة تعمل على إعادة ترتيب خارطة المنطقة وفقاً لمصالحها"، كتفسير وحيد لما يجري في اليمن بشكل عام.

الحوثيون اختطفوا 35 من مرافقي الصبيحي

وفي سياق متصل، روى الصحفي المقرب من وزير الدفاع المستقيل أنيس منصور تفاصيل هروب الوزير اليمني، حيث أكد  منصور في تصريحات صحفية أن "الوزير الصبيحي اتجه عصر السبت من مقر إقامته في صنعاء نحو مدينة مأرب شرق البلاد، ثم انتقل بعد ذلك، إلى مديرية بيحان التابعة لمحافظة شبوة المجاورة لمدينة مأرب النفطية، ليواصل مسيرة فراره من قبضة الحوثيين باتجاه محافظة البيضاء وسط اليمن، وصولاً الى  مدينة أبين (جنوبا) المحاذية لمنطقة الصبيحة مسقط رأسه، والذي مايزال هناك حتى اللحظة"، ولم يذهب إلى مدينة عدن عاصمة البلاد الجديدة بحكم الأمر الواقع.

وقال الصحفي منصور إن مسلحي الحوثي اختطفوا 35 جندياً من مرافقي وزير الدفاع اليمني المستقيل محمود الصبيحي، كما قتل جندي وضابط وابنته وإصابة ضابط أخر برتبة عقيد، عقب اعتراضهم من قبل مسلحين حوثيين في منطقة الخوخة بمحافظة الحديدة غربي البلاد.

وحضر وزير الدفاع اليمني، في السادس من شباط/ فبراير الماضي، بملابس مدنية، مراسم إصدار "البيان الانقلابي" الذي أصدرته جماعة "أنصار الله" المعروفة بجماعة الحوثي باسم "الإعلان الدستوري"، وسط أحاديث عن تعرضهم للتهديد من قبل الجماعة الحوثية.