تناولت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية الخطوات التي تتبعها
الجبهة الوطنية في
فرنسا في سباق الانتخابات البرلمانية الفرنسية هذه السنة، التي عبرت عنها منشورات العديد من مرشحيها على المواقع الاجتماعية.
ففي حين لجأت المترشحة عن منطقة لانجون في جيروند لنشر تغريدة تحيي بها شعار بيتان "العمل، الأسرة، الوطن"، دعا زميلها عن منطقة "كوس كومتال بافيرون" للقضاء على اليهود نهائياً، ناهيك عن تحميل مرشح "كانتون دو تايل بادراش" صورة صليب معقوف كتب تحتها "مارين، أنت نسخة عن هتلر، أنت من ستقومين بتطهير فرنسا".
ويحيل كاتب التقرير محمد بن طاهر في تقريره إلى تاريخ هذا الحزب الحافل بالممارسات الإقصائية، حيث تم إيقاف أحد نوابه عن منطقة "أوبيار ببي دو دوم" سنة 2014 على إثر محاولته صدم رجل مع إطلاق عبارات عنصرية. وقد جندت الجبهة أحزاباً أخرى موالية لها للترويج للشعارات المتطرفة ذاتها، منها حزب "سيال" الذي دعت مرشحته عن "كانتون دو بومبيي1" لإبادة
المسلمين دون رحمة، وقامت بإهانة المثليات.
كما يشير التقرير إلى تداعيات الممارسات المتطرفة على الحملة الانتخابية للجبهة الوطنية الفرنسية، حيث تم استبعاد مرشحها عن "فيترا" في إيل و"فالين"، إثر نشره صوراً ساخرة تشبه وزيرة العدل كريستيان توبيرا بالقرد، وأخرى تحوي صاروخاً موجَّهاً نحو مسلمين بصدد الصلاة في الشارع. وتخطت هذه التجاوزات العالم الافتراضي، ليقدم عضو المجلس البلدي والمترشح عن دائرة "لو مان 1" على تشبيه المثلية الجنسية بـ"البهيمية"، وسط اجتماع رسمي للهيئة بالمنطقة، وألحق "لويس ناجاس" شتى أنواع الإهانة والاحتقار لكل من النساء وأبناء المهاجرين.
ويشير محمد بن طاهر إلى خطورة تفشي هذا الخطاب المتطرف بما فيه من احتقار للمثليين وعداء للمسلمين وكره لليهود ومعاداة للسامية، محملاً مسؤولية ذلك للخطاب السياسي الإعلامي، والشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام "المنحطة" من قبيل "فالوغ آكتويال" (القيم الحالية) و"إيجاليتي وريكونسيلياسيون" (المساواة والمصالحة).
من جهة أخرى، ينوه التقرير إلى خطورة انتخاب مرشحين حاملين لمثل هذا الفكر الإقصائي المتطرف، إذ من شأنه أن يودي بحرية التعبير بحجة تطهير المجتمع من الدخلاء والمنحرفين، ويقضي على الانسجام الذي تسعى الأطراف المختلفة لتحقيقه، كما يدعو إلى الاتعاظ من التاريخ الذي لطالما أثبتت تجاربه أن اتخاذ هذا المنحى بعلة الدفاع عن الجمهورية، لا يمكن له إلا أن يعود بالوبال على مكوناتها كافة.
وختاماً، يدعو محمد بن طاهر مختلف مكونات المشهد السياسي والاجتماعي الفرنسي للوحدة، بصرف النظر على الانتماءات الحزبية والإيديولوجية، للتصدي للجبهة الوطنية والحيلولة دون إرساء ثقافة
التطرف والعنف التي تدعو إليها، وحماية مكاسب المجتمع الفرنسي، وأهمها الوحدة وقبول الآخر، محذراً من العواقب الوخيمة التي يمكن أن يؤدي إليها التخاذل عن هذا الواجب الوطني.
صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية
رابط التقرير الأصلي
https://www.libe.ma/%E2%80%8BRacisme-et-islamophobie-fonds-de-commerce-du-Front-national_a59745.html