حذرت صحيفة "ديلي تلغراف" من أن محاولة الحكومة
العراقية استعادة مدينة
تكريت، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، من خلال حشد
الميليشيات الشيعية، أو ما تعرف بقوات الحشد الشعبي، ستزيد من عزلة
السنة.
وتساءل ديفيد بلير، في تحليل له نشر في الصحيفة، عمن يقوم بالقتال لاستعادة محافظة صلاح الدين، وهل سيكون هذا الهجوم المضاد بقيادة القوات العراقية أم الميليشيات الشيعية؟
ويرى بلير أن التفريق مهم؛ لأن محافظة صلاح الدين وعاصمتها تكريت تسكنها غالبية سنية، ولن يتعامل سكان المنطقة مع الميليشيات الشيعية وعناصرها كونهم "محررين"، حتى في حالة نجاحهم في دفع قوات تنظيم الدولة إلى خارج المدينة.
ويقول الكاتب إن "صعود تنظيم الدولة في العراق العام الماضي كان بالضرورة عرضا لمشكلة سياسية عميقة، ويعبر عن حالة التهميش التي يشعر بها السكان السنة من الحكومة الشيعية، التي كانت تحكم البلاد، ولا يعرف إن كان وصول الميليشيات الشيعية إلى شوارع مدينة تكريت سيغلق هذا الصدع، هذا السؤال يظل مفتوحا".
ويضيف بلير أن الأدلة كلها تشير إلى استعداد قوات الحشد الشعبي للعملية التي أعلن عنها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
وتشير الصحيفة إلى أن القوات العراقية انهارت العام الماضي، ولم يتم بعد الانتهاء من إعادة تشكيلها. وليست في وضع يمنحها القدرة على إدارة حملة عسكرية واسعة. ولهذا السبب قامت الحكومة العراقية بعمليات تجميع لعناصر من قوات الحشد الشعبي، وهي ميليشيات شيعية.
ويبين التقرير أن هذه الاستراتيجية تحمل معها مخاطر، منها عدم قدرة الميليشيات الحفاظ على المناطق التي تستعيدها من قوات تنظيم الدولة، وحتى لو استطاعت الحفاظ عليها فمجرد وجودها سيزيد من عزلة ومخاوف سكان محافظة صلاح الدين السنة.
وتؤكد الصحيفة أن مشاركة هذه القوى المتهمة بارتكاب مجازر وعمليات تطهير عرقي ضد السنة، تزيد من مخاطر وآثار العملية الحالية على الانسجام الاجتماعي. ويضاف إلى هذا الدور الذي يؤديه وبشكل مفتوح قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما سيعطي انطباعا أنها عملية تجري بإشراف إيراني.
ويذكر الكاتب أن سليماني يرى أن الحكومة العراقية تواجه في ردها على الأزمة معضلة كبيرة. ويفضل القادة العراقيون استخدام القوات العراقية لقيادة الحملة، لكن عملية تأهيلها تحتاج إلى أشهر. وفي الوقت ذاته فقد عزز تنظيم الدولة من وجوده في تكريت والمناطق المحيطة بها.
ويجد بلير أن الخيار المفضل هو الانتظار حتى يتم تأهيل
الجيش العراقي، وهو ما يسمح لتنظيم الدولة تعزيز وجوده في شمال العراق، أو حشد الميليشيات الشيعية. وعلى ما يبدو قررت الحكومة في بغداد استخدام الميليشيات الشيعية، وهذا خيار محفوف بالمخاطر.