اعترف مسؤول سابق للمخابرات البريطانية "إم آي-6"، بأن تعذيب المشتبه بهم يؤدي إلى "معلومات مفيدة".
وتقول صحيفة "إندبندنت أون صاندي" إن معلومات أمنية حقيقية تم الحصول عليها من خلال
التعذيب في السعودية، وأدت إلى إحباط مؤامرات إرهابية كانت تستهدف الأراضي البريطانية.
ويشير التقرير إلى أن مدير المخابرات السابق سير جون سويرز، قد تحدث لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بأن التعذيب "تنتج عنه معلومات أمنية"، وأن أجهزة المخابرات تجنبت استخدامه "لأنه يعارض قيم المجتمع البريطاني، لا لأنه لم يفعل على المدى القصير".
وتبين الصحيفة أن سويرز دافع عن الخدمات الأمنية ضد اتهامات بأنها أدت دورا في دفع الشبان المسلمين إلى التشدد، وبينهم محمد إموازي، الذي يعتقد أنه المتطرف المسؤول عن ذبح الرهائن الأجانب في سوريا.
ويكشف التقرير عن الجهود التي قامت بها المخابرات من أجل إحباط عملية كانت تستهدف طائرات الشحن (خدمة نقل الطرود الجوية) الأمريكية (يو بي أس) عام 2010.
وبحسب مسؤول أمني معروف، فقد كان بالإمكان اكتشاف قنبلة زرعت في بطاريات الطابعات في مطار في منطقة الشرق الأوسط؛ لأن
بريطانيا كانت على "اتصالات مباشرة" مع السعودية، حيث قام فريق بالتحقيق مع ناشطي تنظيم القاعدة وتعذيبهم.
وتذكر الصحيفة أن الخطة كانت تتضمن استخدام قنابل بحجم بطاريات المطابع لتدمير طائرات كانت متجهة نحو الجانب الشرقي من الولايات المتحدة.
ويستدرك التقرير بأن السلطات الأمنية أوقفت العملية عندما عثرت على واحدة من القنابل، بعد تلقيها معلومات من السعودية. وتم اكتشاف عبوة ثانية في مطار دبي، وبدأت طائرتا الشحن رحلتهما من اليمن.
وتقول الصحيفة إن البحث عن المتفجرات جاء بعد "مكالمتين أو ثلاث مكالمات" تلقتها المخابرات السعودية من المخابرات البريطانية. وكانت المخابرات الفرنسية قد اكتشفت القنابل بعد 17 دقيقة من زرعها، حيث قام فريق متخصص بتفكيك القنابل باستخراجها.
وينقل التقرير عن مصدر أمني بريطاني قوله إن "المسؤولين في لندن اتصلوا مرتين أو ثلاث مرات مع الرياض، حيث كان التعذيب يأخذ مكانه لمعرفة ما يجري". ويضيف المصدر أن حالة من الإحباط اعترت بعضا من المسؤولين الأمنيين البريطانيين لعدم وجود معلومات لديهم.
وتلفت الصحيفة إلى أن "كيج"، وهي منظمة تدافع عن حقوق المشتبه بهم في قضايا
الإرهاب، قالت إن استخدام وكالة الأمن الداخلي "إم آي فايف" و "إم آي-6" أدى دورا في دفع الشبان المسلمين نحو التشدد، وبينهم مايكل أديبو لاجو، الذي قام بقتل جندي بريطاني عام 2013.
ويفيد التقرير بأن جون سويرز قال في المقابلة، إن تحميل الخدمات السرية مسؤولية تشدد الشباب المسلمين أمر سهل، ودافع بشدة عن الخدمات الأمنية، حيث قال إن "التعذيب استخدم ولآلاف السنين لاستخراج معلومات مفيدة".
وأضاف أن المشكلة هي أننا مضطرون للتعذيب لأنه يؤدي إلى إنتاج معلومات أمنية، "ولهذا ففي مجتمعات متحضرة مثل مجتمعنا كان علينا أن نتجنب استخدام أساليب بعينها حتى لو كانت فعالة على المدى القصير. لأنها على المدى البعيد تترك آثارا سلبية وتقوض قيم مجتمعنا".
وتنقل الصحيفة عن مسؤولة منظمة "ليبرتي" شامي شاكبراتي، قولها إن ما تحدث عنه المسؤول السابق يعد أدنى مستوى ينزل إليه مسؤول في البلاد. مضيفة أنها توقعت بعد أحداث 11/ 9 اعتقالات دون توجيه اتهامات أو محاكمات، وتوقعت انتهاكا للحرية الشخصية، ومراقبة دون حدود "ولكنني لم أتوقع أبدا أننا في عام 2015 لا نزال نتحدث عن التعذيب في المملكة المتحدة".
ويقول مصدر قريب من دول شرق أوسطية إن المعلومات لم تكن لتستخرج دون ضغوط، و"لا يقدم المتهم المعلومات طوعا، هذا مؤكد".
وتختم "إندبندنت أون صاندي" بالإشارة إلى أنه في الوقت الذي وصف فيه جون سويرز التعذيب بأنه مقيت و"غير قانوني"، إلا أنه قال في عام 2010 إن المخابرات واجهت مشاكل عملياتية حقيقية، وإنه تجنب استخدام معلومات استخرجت عبر التعذيب. وبعد عامين اعترف بأن المسؤولين الأمنيين استخدموا هذه الوسيلة وهم يقومون بالتحقيق مع المتهمين بعلاقتهم بقضايا إرهابية.