قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن سبب التقدم الذي طرأ في
محادثات النووي بين
إيران والقوى العظمى الستة في جولة المحادثات الأخيرة في جنيف، هو الاقتراح الذي تقدمت به إيران وتضمن تعطيل ثلث أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها والتنازل عن معظم مخزون اليورانيوم المخصب إلى مستوى منخفض، بحسب مصادر دبلوماسية مطلعة تحدثت للصحيفة.
وأشارت الصحيفة، الأحد، إلى أن احتمال التوصل إلى اتفاق إطار حتى 30 آذار/ مارس هو احتمال طفيف، بعد أن بقيت العديد من المسائل في المفاوضات مفتوحة.
وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيسافر الأحد، إلى الولايات المتحدة تمهيدا لإلقاء خطابه في الكونغرس الأمريكي وفي مؤتمر "آيباك" ضد الاتفاق المتبلور.
وأضافت أن المحادثات في الجولتين الأخيرتين بين إيران والقوى العظمى الست في جنيف وفي ميونيخ، ستكون حول إيجاد صيغة تحدد لسنة الفترة الزمنية التي تحتاجها إيران كي تنطلق إلى الأمام وتحقق ما يكفي من اليورانيوم المخصب على مستوى عال لإنتاج قنبلة نووية واحدة. والعنصران المركزيان في هذه الصيغة هما عدد أجهزة الطرد المركزي التي سيسمح لإيران بمواصلة استخدامها وحجم مخزون اليورانيوم المخصب إلى مستوى منخفض يمكنها أن تواصل الاحتفاظ به، بحسب "هآرتس".
وأشار الدبلوماسيون
الغربيون إلى أنه في جولة المحادثات التي جرت في ميونخ في بداية شباط، عرضت القوى العظمى على إيران اقتراحا جديدا، بموجبه يمكن لإيران أن تستخدم في السنوات الست الأولى من الاتفاق نحو خمسة آلاف جهاز طرد مركزي من أصل 9400 جهاز من الطراز القديم التي تستخدمها اليوم. أما الـ 4400 جهاز الأخرى فستعطل بشكل يتطلب إعادة تشغيلها فترة زمنية طويلة.
وبحسب "هآرتس"، فقد نص الاقتراح على أنّه في السنوات الأربع القادمة سيكون بوسع إيران أن تزيد عدد أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها إلى 7800، وفي السنوات الخمس الأخيرة من الاتفاق سيكون بوسعها زيادة عدد هذه الأجهزة إلى نحو 9400 – وهو العدد الذي تستخدمه اليوم.
وتضمن الاقتراح أيضا أن تنقل إيران إلى روسيا معظم اليورانيوم المخصب الذي تحوزه اليوم ويبلغ ستة كيلوغرامات، واستبداله بوقود نووي للمفاعل في بوشهر، وإبقاء كمية رمزية تقدر بـ 300 – 350 كغم في إيران.
وكانت إسرائيل اطلعت على تفاصيل الاقتراح الإيراني الذي يتمثل بتشغيل 6000 - 6500 جهاز من الجيل القديم بدلا من 9400 على مدى السنوات العشر الأولى من الاتفاق، ما يزيد القلق في القدس فقط من الاتفاق المتبلور، بحسب الصحيفة.
ونوهت "هآرتس" إلى أن نتنياهو سيدعي في خطابيه أمام الكونغرس وأمام "آيباك" بأن الاتفاق المتبلور مع إيران "سيئ وخطير"، وسيدعو إلى فرض مزيد من العقوبات على طهران.
وقال نتنياهو السبت، في أثناء زيارة قام بها إلى حائط المبكى عشية سفره إلى واشنطن: "إني أحترم الرئيس الأمريكي براك أوباما وأؤمن بقوة العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة وبإمكانية أن نتغلب على خلافات الرأي"، وفقا لـ"هآرتس".