قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس إن
تنظيم الدولة خطف 220 شخصا على الأقل من قرى يقطنها مسيحيون آشوريون في شمال شرق
سوريا خلال هجوم استمر ثلاثة أيام.
وقال المرصد، وهو هيئة حقوقية مقرها بريطانيا، إن عمليات الاختطاف وقعت عندما استولى التنظيم على عشر قرى تقطنها الأقلية الآشورية المسيحية قرب مدينة الحسكة التي يسيطر الأكراد على معظمها.
وفي الأسبوع الماضي، نشر التنظيم مقطع فيديو يظهر إعدام 21 مسيحيا مصريا ذبحا في ليبيا. وفي آب/ أغسطس الماضي استهدف التنظيم اليزيديين العراقيين الذين يعدّهم من عبدة الشيطان، فقتل وأسر المئات منهم.
ولم يعلن التنظيم مسؤوليته عن اختطاف المسيحيين.
وأدانت الولايات المتحدة يوم الأربعاء الهجمات على القرى المسيحية الآشورية، وقالت إن من بين أحداثها حرق بيوت وكنائس وخطف نساء وأطفال ومسنين.
بدوره، قال المجلس السرياني الوطني، وهو جماعة مسيحية سورية، إن مئات المسيحيين فروا إلى المدينتين الرئيسيتين في محافظة الحسكة.
في سياق متصل، قال المرصد إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ الخميس غارات جوية على مواقع تنظيم الدولة في منطقة بشمال شرق سوريا، حيث خطف المسلحون المسيحيين.
جسر بري
وتعدّ المنطقة ذات أهمية استراتيجية لتنظيم الدولة، باعتبارها أحد الجسور التي تربط بين الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، خصوصا بعد خسارته في الأسابيع الأخيرة أرضا في شمال شرق سوريا بعد إخراجه من مدينة كوباني الكردية في كانون الثاني/ يناير على أيدي القوات الكردية، بدعم جوي من قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
غير أن هذه الضربات عجزت عن وقف تقدم التنظيم في القرى الصغيرة.
وقال مسؤولون أكراد والمرصد السوري إن القتال العنيف استمر خلال الليل الأربعاء بين المسلحين الأكراد السوريين وتنظيم الدولة.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد هاتفيا إن "داعش يسيطر الآن على عشر قرى مسيحية"، مضيفا أن مسلحي التنظيم "أخذوا الناس الذين خطفوهم من القرى إلى أراضيهم".
وقال مسؤولان كرديان إن حوالي 90 شخصا خطفوا. وقال أحدهما -ويدعى ناصر حاج محمود من قوات حماية الشعب في شمال شرق سوريا- إن المخطوفين نقلوا إلى قرية شدادة الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية، متابعا: "بعض القرى الآشورية مازالت تحت سيطرة الدولة الإسلامية".
وأضاف أن وحدات حماية الشعب قطعت طريقا رئيسيا يربط بين بلدين على مسافة كيلومترات من الحدود العراقية. وأضاف: "وحدات حماية الشعب مازالت مسيطرة"، متابعا بقوله: عشرات لقوا حتفهم خلال الليل في اشتباكات تؤكد ظهور ميليشيا كردية سورية تتمتع بتنظيم جيد كشريك رئيسي لقوات التحالف في مواجهة تنظيم الدولة في سوريا.
التوغل جنوبا
وقال التنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخميس إن مقاتليه شنوا هجوما على جماعة منافسة شرقي دمشق في اشتباك نادر قرب العاصمة في جنوب البلاد من جانب التنظيم الذي يعد أقوى جماعة في الشمال الشرقي.
وقال حساب رسمي للتنظيم على تويتر إن مقاتليه نصبوا كمينا لأفراد من الجيش السوري الحر الأربعاء في منطقة الغوطة الشرقية، مضيفا أن الجيش السوري الحر مني بخسائر في الأفراد، وأن مقاتلي التنظيم استولوا على دبابات وذخائر فيما وصفه بموقع استراتيجي قريب من معقل الحكومة في وسط دمشق. وأكد المرصد السوري الهجوم، لكنه قال إنه استهدف ألوية جهادية منافسة.
وقال مصدر أمني لبناني إن الجيش اللبناني انتشر على امتداد الحدود الخميس قرب قرية رأس بعلبك وأطلق قذائف مدفعية على الجهاديين الذين يتنقلون بين سوريا ولبنان.