بدأ تصعيد جماعة "أنصار الله" (
الحوثي) ضد الشخصيات والقوى السياسية المناهضة لانقلاب الجماعة في
اليمن يتخذ أشكال جديدة، بدءا بالمنع من السفر، مرورا بالاختطاف، وصولاً الى الإقامة الجبرية لخصومها السياسيين، الذين من بينهم وزراء سابقون.
وشهد اليومان الماضيان حالات متعددة من هذا النوع، فقد اختطف الحوثيون قادة بارزين في التجمع اليمني للإصلاح، ووضعوهم قيد الإقامة الجبرية بمنازلهم في العاصمة اليمنية عقب الإفراج عنهم الثلاثاء، وبشكل مواز يقبع وزراء حكومة الكفاءات المستقيلة في 22 من كانون الثاني/ يناير الماضي تحت الإقامة الجبرية في صنعاء، من بينهم رئيس الحكومة المستقيل خالد بحاح، ووزير التعليم الفني عبد الله الصايدي، وعبد الرزاق الأشول، بعدما رفضوا طلباً حوثيا بتصريف أعمال الحكومة.
وحول حالات المنع من السفر، فقد منع مسلحو الحوثي الأربعاء، أمين عام التنظيم الوحدوي الناصري عبدالله نعمان من السفر عبر مطار صنعاء الدولي إلى مدينة عدن جنوبي البلاد، حيث يقيم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عقب فراره من صنعاء السبت الماضي. وسبق ومنع الحوثيون وزير التجارة والصناعة في الحكومة المستقيلة محمد السعدي من السفر قبل يومين أيضا إلى عدن.
أمين عام الناصري وصل عدن
بدوره، أكد أمين عام الحزب الناصري عبدالله نعمان لـ"
عربي21" وصوله إلى مدينة عدن مقر إقامة الرئيس هادي الجديد، بعد منعه من قبل الحوثيين، الأربعاء، من السفر عبر مطار صنعاء الدولي، الذين سيطروا عليه في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي.
وحول التصعيد المستمر من قبل مسلحي جماعة "أنصار الله" الحوثيين ضد قيادات حزب
الإصلاح، الذي تنوع بين الاختطاف والمنع من السفر، فضلاً عن الإقامة الجبرية المفروضة على عضو الهيئة العليا للحزب محمد قحطان، والأمين العام المساعد للإصلاح محمد السعدي، الذي شغل وزير التجارة والصناعة في حكومة الكفاءات المستقيلة.
عداء حوثي للاسترضاء الإقليمي والدولي
وقال رئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح سعيد شمسان لــ"
عربي21"، على هامش اللقاء المفتوح لمنظمات المجتمع المدني الذي عقده الحزب في صنعاء، إن "عداء الحوثيين لحزب الإصلاح لا نجد له تفسيرات أو مبررات، سوى لكسب الرضا الإقليمي والدولي، لكنه شدد على أن " هذا الإجراء الحوثي مرفوض، وسيواجه هذا العداء بكل ما أوتي الحزب من قوة".
وأوضح شمسان أن "الإصلاح، قدم تنازلات كثيرة من أجل الوطن، ومازال مستعدا لتقديم مزيد من التنازلات لصالح البلد"، منوها إلى أن رؤية الحزب للمستجدات الراهنة قائمة على ثلاثة مبادئ، وهي "تهيئة المناخ السياسي، من خلال عودة الرئيس الشرعي المنتخب لاستكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية، وإيجاد عاصمة آمنة، وإيقاف سياسية التضييق والقمع للشخصيات السياسية والناشطين الشباب".
ودعا رئيس سياسية الإصلاح جماعة الحوثي إلى "إعادة النظر والتفكير بواقعية، ورفع الحصار المفروض على وزراء الحكومة المستقيلة، كما طالب منظمات المجتمع المدني برصد انتهاكات الحوثيين".
وقال سعيد شمسان: "لم يكن لديهم من خيار آخر سوى التعاطي مع تمسك الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بشرعيته رئيسا لليمن، الذي حدد في بيان صادر من مدينة عدن، قبل يومين، معالم واضحة للمشهد الجديد".
دعوة للدفاع عن المعسكرات من هجوم الحوثيين
من ناحية أخرى، دعا ضباط وجنود في الجيش والشرطة موالين للرئيس السابق
علي عبد الله صالح، القوات المسلحة الأربعاء، "للدفاع ببسالة عن مناطقهم ومعسكراتهم بعد سيطرة الحوثيين على معسكر للقوات الخاصة غرب العاصمة صنعاء".
وطالبت "الهيئة الوطنية للحفاظ على القوات المسلحة والأمن" (غير حكومية)، التي جرى تشكيلها في كانون الأول/ ديسمبر من عام 2014، من وصفتهم بالعقلاء من جماعة "أنصار الله" الشهيرة بـ (الحوثي) بـ"الوقف الفوري للاعتداءات على معسكرات الجيش والأمن، كون المؤسسة العسكرية والأمنية هي ملك للوطن، وتعمل بحيادية مع كل الأطراف السياسية".
ودعا البيان منتسبي القوات الخاصة، وكافة وحدات الجيش والأمن في اليمن، إلى" الحياد عن كافة الصراعات السياسية، والدفاع ببسالة عن مناطقهم ومعسكراتهم من أي اعتداءات".
وهاجم مسلحون حوثيون، مساء الثلاثاء، معسكر القوات الخاصة في منطقة الصباحة غرب صنعاء، ما تسبب في اندلاع معارك عنيفة مع جنود المعسكر، انتهت بسيطرة الحوثيين على المعسكر.
وقال مصدر خاص لــ"
عربي21" إن "حصيلة المعارك التي جرت بين جنود من القوات الخاصة والحوثيين، أسفرت عن سقوط 15 جنديا بين قتيل وجريح، بعدما قصف المعسكر بالدبابات، من قبل مسلحي الحوثي، الذي قتل منهم سبعة مسلحين".
نفى تورط صالح بتسليم معسكر الخاصة
وحول هذا الموضوع، قال عضو الأمانة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام حسين حازب إن "سيطرة مسلحي جماعة الحوثي على معسكر القوات الخاصة، عمل غير إيجابي"، لكنه استدرك بأن "الصورة حالياً، مازالت غير واضحة"، على حسب قوله.
ونفى حازب خلال حديثه لــ"
عربي21" "تورط الرئيس السابق علي صالح بتسليم معسكر القوات الخاصة للحوثيين"، مؤكداً أن حديثا من هذا النوع اتهام يفتقد للحقائق"، وفق تعبيره.
واتهمت مواقع إخبارية يمنية الرئيس السابق علي صالح، بالتورط في تسليم مقر القوات الخاصة بصنعاء للحوثيين، ردا على قرار تمديد مجلس الأمن الدولي للعقوبات المفروضة عليه واثنين من القادة الحوثيين.