فيما يتواصل توافد
المصريين العائدين من
ليبيا، يكسو الحزن وجوه غالبية القرى المصرية التي كانت ترى في ليبيا الوسيلة السهلة لتجاوز حالة
الفقر المدقع التي كانت تعيشها غالبية قرى الصعيد المعدمة.
وقال مصريون عائدون من ليبيا خلال الأيام الماضية لـ "عربي 21"، إن الأوضاع الصعبة التي نعيشها في مصر دفعتنا إلى الاستمرار حتى أخر وقت ممكن في الأراضي الليبية، خاصة وأن عودتنا إلى مصر تعني العودة إلى الفقر والحاجة وتوقف الحياة بالنسبة لعدد كبير من الشباب الذي كان يعول على الاستمرار في العمل داخل ليبيا.
ومنذ
الأزمة الأخيرة، بدأ المصريون يتوافدون إلى بلادهم، خاصة مع وجود تحذيرات من بعض الجماعات الليبية من استمرار المصريين بها، بعد توجيه مصر ضربات جوية عقب إعدام 21 مصرياً قبطياً على أيدي تنظيم "داعش".
وقال حمادة علي، أحد أبناء الصعيد العائدين من ليبيا، إن جميع المصريين عاشوا أياماً صعبة خلال الفترة الماضية داخل ليبيا، خاصة مع انقطاع المياه والكهرباء والغاز وغلق جميع المحال التجارية وعدم الخروج في الشارع إلا للضرورة القصوى والاعتماد على أفراد ليبيين في توفير مسلتزمات الحياة.
وأوضح أنه رغم كثرة الانفجارات واستمرار التحذيرات للمصريين العاملين في ليبيا من أن البقاء داخل الأراضي الليبية يعرض حياتهم للخطر، ما زال عدد كبير من المصريين داخل ليبيا ويرفض العودة إلى مصر، اعتقادا منهم أن العودة تعني الالتحاق بطابور العاطلين ومواجهة
البطالة والعودة مجدداً إلى الفقر.
وأوضح محمد صلاح، أحد العائدين من ليبيا، أن المشكلة الكبيرة تتمثل في عدم وجود فرص عمل في مصر، ونحن في ليبيا منذ أكثر من 15 عاماً، وطوال هذه الفترة ونحن نعتمد على ليبيا في كل شيء سواء في مصروف المنزل أو تجديد أي شيء.
وتابع: "المشكلة أيضاً ليست في العمالة التي تتردد على ليبيا، ولكنّ هناك مصريين كثيرين لديهم مشاريع تجارية ومصانع، وخلال الفترة الماضية قاموا بتجميد أنشطتهم وأغلقوا مصانعهم وتركوا بضائع بملايين الجنيهات وغالباً لن يجدوا هذه البضائع في حالة تحسن الأوضاع في ليبيا".
ورغم أن الإحصاءات الرسمية تؤكد أن عدد المصريين الذين كانوا يعملون في ليبيا لا يتجاوز 250 ألف عامل، لكن الإحصاءات والتقديرات غير الرسمية تؤكد أن نحو 1.5 مليون مصري كانوا يعملون داخل الأراضي الليبية، ويواجهون أزمات حقيقية في الوقت الحالي، خصوصاً مع تأزم الأوضاع سواء في ليبيا بسبب الحروب أو في مصر بسبب انعدام فرص العمل وانتشار البطالة.