تمسك الرئيس
اليمني المستقيل، هادي عبد ربه منصور هادي، بشرعيته رئيسا للبلاد، وذلك في أول بيان صادر عنه عقب مغادرته العاصمة
صنعاء "متخفيا" إلى
عدن، جنوبي البلاد.
واعتبر هادي في بيان، أصدره مساء السبت من عدن، وذيله بتوقيعه "رئيس الجمهورية" أن "كل القرارات الصادرة منذ 21 أيلول/ سبتمبر، تاريخ سيطرة
الحوثيين على العاصمة صنعاء، باطلة ولا شرعية لها".
وقبيل البيان قال مصدر رئاسي لــ"
عربي21" إن الحوثيين اعتقلوا السكرتير الصحفي لهادي أحمد العراسي، وطبيبه الخاص.
ودعا هادي، في بيانه، الهيئة الوطنية للحوار للانعقاد في عدن أو تعز، معلنا تمسكه بالعملية السياسية والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور لليمن الاتحادي الجديد.
هادي دعا، في بيانه أيضا، إلى "رفع الإقامة الجبرية عن رئيس الحكومة ورجالات الدولة، وإطلاق المختطفين"، في إشارة إلى حكومة خالد بحاح المستقيلة.
وفي ختام بيانه، حيا هادي "أبناء شعبنا الذين عبروا عن رفضهم للانقلاب"، في إشارة إلى الإعلان الذي أصدرته اللجنة الثورية التابعة للحوثيين في السادس من الشهر الجاري.
من جانبها أعربت أحزاب اللقاء المشترك في محافظة تعز جنوب اليمن، عن سعادتها بوصول الرئيس عبدربه منصور هادي إلى مدينة عدن جنوب البلاد، عقب مغادرته بشكل سري لمنزله المحاصر من قبل مسلحين تابعين لجماعة الحوثي.
وأثنى المشترك في بيان له السبت، على موقف الرئيس هادي بشأن "استمرار الشرعية الدستورية والعملية السياسية القائمة على المبادرة الخليجية، واعتبار كل ما تم بعد 21 من أيلول/ سبتمبر من العام الماضي غير شرعي وانقلابا يجب إسقاطه".
ودعا البيان القوى السياسية إلى "اتخاذ موقف وطني في دعم الشرعية، واستعادة الدولة، بعيدا عن الحسابات الخاصة، فاليمن تستحق الكثير من التضحيات، والكثير من الحزم، والتنازل عن أي أجندة خاصة لصالح الوطن". كما طالبته بمصارحة الشعب بكل التفاصيل، واتخاذ مواقف حازمة وسريعة لإنهاء الانقلاب ومحاصرته".
هادي ما يزال رئيسا شرعيا
وفي السياق ذاته، قال النائب في البرلماني اليمني منصور الزنداني :إن الرئيس هادي، مازال شرعياً، طالما أن مجلس النواب لم يبت في الاستقالة التي رفعها إليه الشهر الماضي، وهذا ما أظهره البيان الصادر عن هادي، الذي تمسك بشرعيته رئيسا للبلاد".
وأضاف في حديث خاص لــ"
عربي21" أن بيان الرئيس اليمني من مقر إقامته في عدن، خلط الأوراق السياسية، وعطل عملية المفاوضات التي تجري بين القوى السياسية في صنعاء، ما يعني أن أي عملية تفاوضية في الساعات المقبلة، يجب أن يكون هادي في واجهتها، لاسيما بعدما سحب استقالته بالبيان الصادر عنه والمذيل بتوقيعه رئيسا للجمهورية اليمنية"، وفق تعبيره.
هادي مطلوب للعدالة
بدوره، قال القيادي في جماعة الحوثي محمد المقالح في منشور له على "فيسبوك" إن "الرئيس هادي مطلوب للعدالة".
من ناحيته، أكد مدير العلاقات الخارجية بحزب الرشاد السلفي بسام الشجاع أن "هادي ربما تدارك الوضع الرخو الذي تعيشه البلاد، من خلال موقفين عظيمين؛ الأول بإعلانه الاستقالة في كانون الثاني/ يناير الماضي، والآخر بمغادرته صنعاء إلى مدينة عدن جنوبي البلاد.
وأوضح الشجاع لــ"
عربي21": أن "مغادرته للعاصمة صنعاء التي يجمع اليمنيون على أنها محتلة من قبل مسلحي الحوثي، مثّل انتكاسة حقيقية لهم، وذهبت مساعيهم الانقلابية أدراج الرياح" على حسب وصفه، معتبرا أن "تراجع الرئيس اليمني عن الاستقالة وتمسكه بشرعيته رئيسا للبلاد، لاشك أنها خطوة غيرت قواعد اللعبة السياسية".
ورأى مدير العلاقات الخارجية لحزب الرشاد أن مدينة عدن هي المكان الملائم الذي يستطيع هادي الاستمرار في ممارسة عمله رئيسا لليمن".